بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (شهر رمضان الذي انزل فيه القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ..)
ملخص لمحاضرات السيد القائد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي سلام الله عليه الرمضانية ….
بعد الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق وامام المرسلين معلم الامة ومبلغ رسالة رب العالمين محمد رسول الله وعلى آله الائمة اعلام الهدى الطيبين الاخيار الطاهرين
فهذا ملخص :
المحاضرات الرمضانية التي القاها السيد القائد علم الهدى عبد الملك بن بدر الدين الحوثي سلام الله عليه.
عن :
عظمة شهر رمضان المبارك شهر الصيام وعلاقة الارتباط بعظمة القرءان الكريم وفضل الصيام وكمال الايمان والتقوى باتباع النهج القرءاني الرباني الذي لا يقبل الايمان ببعض آياته والتغافل والجحود ببعضها واتباع الاهواء والشوهات ومولاة الشيطان والاعراض عن ما امر الله ورسوله صل الله عليه وعلى آله من اوجب الله مولاتهم واتباع النهج القرءاني الذي فيه هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان …..
والذي تم تلخيص المحاضرات الرمضانية لكامل ايام شهر رمضان على ثلاثة اجزاء (١- الرحمة___ ٢-المغفرة__ ٣-العتق من النار ) لتعم الفائدة على الجميع ولمن فاته سماع بعض او جميع المحاضرات قرأة الملخص الذي اعدته الاخت المجاهدة الاستاذة مرام صالح مرشد كتب الله اجرها ..
تنسيق الفقير الى الله
محمد النوعة
الجزء الاول :(الرحمة )
من المحاضرة 1 :10 ………….
*أبرز النقاط من المحاضرة الرمضانية الأولى للسيد القائد (سلام الله عليه)*
*تلخيص/ مرام صالح مرشد*
_ في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)، يبين لنا الله تعالى أن الصيام وسيلة عملية لتحقيق غاية عملية منسجمة مع فطرة الانسان تساعده على تحقيق التقوى.
_ الانسان موعود بحياتين، يفصل بينهما الموت، وهما مترابطتان، واستقامة الانسان في هذه الحياة هي لصلاح حياته الأولى والأخرى.
_ نعم الله كثيرة، لقوله تعالى: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)، نعم الله كثيرة، واسعة، لدرجة أن لا أحد يستطيع أن يحصيها أو يحصرها، هي فوق الوصف، وفوق امكانية الاحصاء لكثرها.
_ يعتمد الشيطان في عدائه للانسان بشكل أساسي على: (الرغبات)، لدى الانسان فيما تهواه نفسه، رغباته، وشهواته.
_ الانسان له عدو مبين يتواجد معه على كوكب الأرض ويتجه بشكل عدائي لاستهداف الانسان بطريقة تختلف عن طبيعة الصراع البشري.
_ الشيطان يحاول أن يذل الانسان باستخدام آمال وأماني خادعة وهمية لا يمكن أن يصل إليها الانسان.
_ حينما يلامس الشيطان رغبات الانسان فإنه يدفع به للانحراف بتوجيهات الله وعصيانه، ويسبب له الشقاء، والعذاب، والخزي، ويوقع به في الشر.
_ الصيام وسيلة مساعدة لسيطرتنا على أهوائنا، وغرائزنا، التي يدخل الشيطان من خلالها ليستدرجنا إلى الانحراف.
_ قوة العزم، وقوة الإرادة، والسيطرة على الشهوات والرغبات، مقترنة بتعليمات الله وهي التي تقينا من الشقاء.
_ نستلهم من قصة نبي الله آدم الأهمية الكبيرة لامتلاك العزم وقوة الإرادة، وأن نلتزم بالتوجيهات الإلهية وخطورة التفريط بها.
_ في قوله تعالى: (ولقد عهدنا إلى آدم من قبله فنسي ولم نجد له عزما)، ذلك دليل على أن آدم لم يلتزم بتعليمات الله، وأن النسيان هو العامل الذي يساعد الشيطان في الإيقاع بالانسان.
_ استخدم ابليس أسلوب التضليل في اغراء آدم، فجانب التضليل فكرة خاطئة، فكرة أن من أكل من تلك الشجرة سيخلد ولن يموت، وهي فكرة لا وجود لها أساساً ولكنها تلامس رغبة الانسان.
_ وجود الانسان على الأرض ليست عقوبة بل تكريم له.
_ خرج آدم من الجنة نتيجة عدم التزامه بتوجيهات الله، فخرج منها حتى بدون ملابسه، بكدٍّ وشقاء.
*أبرز النقاط من المحاضرة الرمضانية الثانية للسيد القائد (سلام الله عليه)*
*تلخيص/ مرام صالح مرشد*
_ قال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، نزل القرآن الكريم في ليلة القدر، ونزوله في شهر رمضان جعل هذا الشهر محطة للتزود بالتقوى، والهداية، ويدل هذا على عظمة هذه النعمة العظيمة “القرآن الكريم” .
_ من الجانب الأساسي: إذا كنا نكتسب من الصيام قوة الإرادة، والعزم، ونروض أنفسنا على الصبر، والتجلد، والتحمل، فإننا بحاجة إلى الهداية الالهية في ما الذي نعمله، ونلتزم به، وماهي الأسس التي نبني عليها مسيرة حياتنا.
_ لا يكفينا أن نكتسب قوة العزم والإرادة، والصبر، والتجلد، والتحمل، ثم نتحرك بطريقة خاطئة، وسيرنا وتحملنا فيما هو خاطئ، بهذا لن تتحقق لنا الهداية.
_ لتحقيق التقوى لا بد من الرعاية الإلهية.
_ نزول القرآن، ووظيفته، ودوره الذي أراده الله للناس هو الهداية.
_ نستفيد من الصيام بما يتعلق بصفاء النفس، ونقاء المشاعر، أنه يساعدنا على استقبال الهدى بشكل أفضل.
_ بركة الصيام، وأثره النفسي والوجداني، في تخليص الانسان من الكدر له أثر في تهيأة الانسان لحسن استقبال الهدى.
_ قال تعالى: (تنزيل الرحمن الرحيم)، هو من منطلق رحمة الله بنا، ليس فيه شيء من الأوامر والتوجيهات خارج عن أوامر الله، ونحن نصل إلى هذه الرحمة في واقع حياتنا من خلال اتباعنا وتمسكنا بهذا الكتاب.
_ قال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، من هذه الآية نستذكر ونستحضر أن القرآن كتاب الله، ومن الله، وكلماته هو جل شأنه، من نوره هو، لم يوكل إلى أحد من خلقه لا ملائكته المقربين، ولا انبيائه المرسلين، وهذا يدل على أهمية وعظمة القرآن الكريم.
_ ما يجب أن نصحح من خلاله نظرتنا من القرآن، كل مافيه من هداية وتوجيهات في القرآن، هو من منطلق رحمة الله بنا، ثمرة مهمة لنا ورحمة لنا في الدنيا والآخرة، فبالتمسك بكتاب الله يتحقق لنا الخير، والعزة، والحرية، والاستقلال، والبركات، والرعاية الالهية في شؤون حياتنا.
_ مشاكل تأتي في الساحة (شؤون سياسية) : يبحثون عن بدائل من عند الكافرين بالقرآن، فيأتي البعض ليبحث ماذا قدموا من آراء بالجوانب السياسية من حياة الناس، فيرى أن القرآن الكريم أكثر واقعية، وأنه أفضل ما يلتزم به، وهناك أحزاب وتيارات تتبنى ذلك بما يتجه به الآخرون من أفكار قاصرة وخاطئة.
_ يجب علينا أن نعي ماذا يعني أن القرآن كتاب حكمة: كل مافيه هو الحكمة، وليس هناك رؤية أرقى مما يقدمه الله لنا في القرآن الكريم.
_ قال تعالى: (وبالحق أنزلناه وبالحق نزل)، هناك أشخاص مشهورة بأنها تمتلك الرؤى، والتصورات الحكيمة معروفة في مجال من المجالات، هذا لا يساوي شيء مهما كانت مكانتهم العلمية، وتخصصاتهم، فهذا لا يقارن مع الله تعالى.
_ قال تعالى: (تنزيل من حكيم حميد)، كل مافيه ينسجم مع مكارم الأخلاق، ليس فيه ما أن اتبعته يمكن أن يمس بأخلاقك وقيمك، بل كل مافيه يسمو بك.
_ القرآن الكريم في المجال السياسي يهدينا إلى أقوم وأرقى ماتستقيم به حياتنا في المجال السياسي.
_ القرآن الكريم في المجال الاقتصادي يهدينا إلى أقوم وأرقى ماتستقيم به حياتنا في المجال الاقتصادي.
_ القرآن الكريم في المجال الاجتماعي يهدينا إلى أقوم وأرقى ماتستقيم به حياتنا في المجال الاجتماعي.
_ معظم من ينطلقون في المجال السياسي ينطلقون عن بُعد من القرآن الكريم.
_ أنزل الله القرآن الكريم على نبيه الكريم ليتحرك به عملياً، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، من الجهل، من مفاهيم ظلامية، تصورات ظلامية، عقائد ظلامية، تحجب الناس عن ادراك الحقائق.
_ القرآن الكريم كتاب الله بعلمه وحكمته وهدايته الواسعة، الشاملة، ولا يوجد مبرر للانسان أن يعرض عنه لا كفرد ولا كأمة ولا كمجتمع، والاعراض عنه فيه وزر خطير، وذنب عظيم.
_ الاعراض عن القرآن الكريم هو: الاعراض عن الاقتداء به، والاتباع له.
_ يجب أن يكون عندنا اهتمام وسعي للعمل بالقرآن الكريم، والاتباع له، وإلا فالحالة حالة خطيرة جداً، تحمل بالانسان حملاً يصل إلى قعر جهنم لقوله تعالى: (ومن أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا).
قال تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى)، الاعراض عن القرآن الكريم له أثر في الدنيا وهو الشقاء وليس بقلة الامكانات، فيمكن أن يشقى من لديهم امكانات مادية هائلة فلا ينعمون بها، الشقاء حالة واسعة ومتنوعة، قد تأتي للفقراء وقد تأتي للأغنياء المعرضين عن كتاب الله.
_ الشقاء في الآخرة هو: العمى والخسران والدخول إلى النار والخسارة الأبدية والكبيرة.
*أبرز النقاط من المحاضرة الرمضانية الثالثة للسيد القائد (سلام الله عليه)*
*تلخيص/ مرام صالح مرشد*
_ العلاقة مع القرآن والصلة بين رمضان والتقوى والقرآن الكريم ..
مشكلتنا كأمة مسلمة في هذا العالم أننا لا نستوعب بالقدر الكافي أهمية القرآن وطبيعة العلاقة بينه وبين الصيام والتقوى.
_ مشكلة العرب أنهم لم يدركوا أهمية وعظمة القرآن الكريم وماهي الحاجة له.
_ قال رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله: (يارب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)، اتخاذ القرآن كمهجور وكأنهم معرضون عنه، ولا يلتفتون إليه، يعني ذلك أنه قليل، بل عديم الأهمية، فهذه هي حالة خطيرة أفقدت الناس الاستفادة من هذه النعمة العظيمة.
قال تعالى: (لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون)، يذكرنا بكفاية كاملة، وبالسعادة، والتقوى، والخير، والفوز، انه شرفٌ كبير لمن يهتدي به، بل وتسمو به نفسه، وله شأن رفيع في الدنيا والآخرة.
_ انها خسارة كبيرة عندما يعرضون الناس عن القرآن الكريم ويبحثون عن بدائل.
_ علينا أن ندرك أهمية القرآن الكريم، واستشعار عظمته والاتباع له، وأن علينا أن نقدم إلى تلاوته، والتثقف بثقافته، وأن نحمل وعي ومعرفة نتحرك على أساسها في كل شؤون الحياة.
_قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)، انها حالة خطيرة عندما يقرأ الانسان قراءة عادية من دون تأمل أو تدبر، حالة خطيرة.
_ أكبر المشاكل التي تعيشها الأمة الاسلامية هي علاقتهم بالقرآن ضعيفة جداً، وعلاقتهم بأعداء الأمة تبعية، يتبعونهم في كثير من الأمور والقضايا، ويقدمون عليها بإعجاب وانبهار.
_ في نص عن رسول الله يبين الحاجة الماسة إلى القرآن، سيما والأمة ستواجه الكثير من الفتن: (لقطع الليل المظلم)، عند الفتن يحتاج الناس إلى هدى يقيهم منها، فعن أمير المؤمنين أن رسول الله صلوات الله عليه وآله قال: (ألا إنها ستكون فتنة)، عن مستقبل الأمة في الفتن، وخطورة الفتن، وأنه سيظل كثير من الناس، هناك انذار وتحذير للأمة، فقال الامام علي: (ما المخرج منها يارسول الله)، قال: (كتاب الله فيه نبأ ماقبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم مابينكم)، فخبر ماقبلكم: يخبركم عن الأمم السابقة، بدروس وعبر تصنع للانسان الوعي، ويخبرنا عن البصيرة والاساليب التي تأتي من كل فئات الظلال.
وخبر مابعدكم: خبر ماسيأتي يخبرنا في القرآن عن الاعمال ونتائجها، والأسباب ونتائجها، والسنن ونتائجها.
وحكم مابينكم: عند الاختلاف في كل الأمور والمسائل هو الفصل والحل، فيه حقائق فاصلة.
_ قال تعالى: (من تركه من جبار قصمه الله)، من يرى أنه في غنى عن القرآن الكريم قصمه الله، وقال تعالى: (وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو السراط المستقيم)، فإن سرنا على ضوء هديه سنصل إلى رضا الله والجنة، فهو متين لا ينقطع ولا ينفصل، كل مافيه حكمة يهدي إلى ماهو حكمة.
_ مهما كان علم أي عالم فلن يكون ملماً كاملاً بالقرآن الكريم.
*أبرز النقاط من المحاضرة الرمضانية الرابعة للسيد القائد (سلام الله عليه)*
*تلخيص/ مرام صالح مرشد*
_ من أخطر العوامل التي تبعد الانسان عن التقوى وهدى الله هي: الغفلة عن الجزاء، والاعراض عن المستقبل الدائم الآتي لهذا الانسان.
_ عندما نذكر أنفسنا كمؤمنين بالله، ورسله، وأنبيائه، وكتبه، واليوم الآخر، نجد أن الله قدم لنا في القرآن الكريم أنه جل شأنه خلقنا لحياتين وقدم لنا تصورين:
1/ الحياة الأولى: لها نبذة محدودة وقصيرة.
2/ الحياة الأخرى: لا نهاية لها ولا انقطاع لمدتها (حياة أبدية).
_ إذا غفلنا ولم نستحضر إلا الحياة المؤقتة هنا ندخل في حالة الغفلة بنية الحصول على رغباتنا بأي وسيلة وأي ثمن.
_ قدم الله لنا في القرآن الكريم تصورات عن الحياتين، ومابينهما من ترابط، وأن ما يميز كل حياة عن الأخرى هو الوقت.
_ الحياة المؤقتة محدودة، وسريعة جداً، ينقضي ما مضى منها وكأنه أحلام، أما الحياة الآخرة فهي أبدية لا انقطاع لها، وأن الموت هو الفاصل بينهما، فاصل قصير ونقلة تنقل إلى تلك الحياة الأبدية والدائمة.
_ يجب عليك أن تحرص على أن تسير في الاتجاة الذي فيه الخير في هذه الحياة وفي الحياة الأبدية.
_ عندما تقدم شيء من مالك وتواجه العناء وأنت في هذا الطريق الذي يقودك إلى الراحة الدائمة فأنت في حالة رضى عن الله تعالى.
_ يكون الحال مختلف جداً لمن لم يحسب حساب الحياتين.
_قال تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)، تختلف الحالة من شخص لآخر، البعض يكون الضيق في ماله، أو سلطانه، أو موقفه الاجتماعي الذي راهن عليه، وقد يكون سبب عناء له ويمكن أن يعذب بالمال، أو موقفه في السلطة، ويسبب له اضطراب وقلق دائم له.
_ من يجد نفسه أنه أكثر الناس ثروة، أو أكبر الناس سلطاناً أو جاه، لا يمكن له أن يعيش ثانية من حياته دون أن يعاني من عوامل كثيرة، ولن تصفو له نفسه.
_ استقامتك في هذه الحياة هي أساس لاستقامتك في الحياة الأخرى.
_ الحياة ماهي إلا (متاع)، ليست إلا مؤقته جزء من وجودك كأنسان في هذه الحياة والبقية في الحياة الآخرة.
_ الخطورة على الانسان هي: عندما يؤثر الحياة هذه على الحياة الآخرة، لقوله تعالى: (بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى).
_ ما ينالك في الحياة يكون ممزوجاً بالعسر واليسر، والسقم والعافية، والفرح والحزن، تكون متفاوتة ومتنوعة تتنقل فيها أنت، تكون نماذج مصغرة من أحوال تلك الحياة الأبدية.
_ لا يصل الانسان إلى متطلبات حياته إلا وقد سبق ذلك عناء وجهد.
_ عندما يمسك حزن أو ضجر في الحياة المؤقتة يجعلك تتمنى الموت في بعض الأحيان من شدة الألم والضجر، ما كل ذلك إلا نموذج مصغر لما يمكن أن يحصل لك في الآخرة من هلاك، وعذاب جسدي شديد في كل جسمك.
_ يجب علينا أن نكون على استعداد تام، وأن نبني مسيرة حياتنا على أساس تصورنا لحياتين، لأن البعض يظن أن عالم الآخرة عالم مجهول وقد تحدث الله تعالى عن هذا في قوله: (اقتربت الساعة وانشق القمر)
وقوله: (ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون مالبثوا إلا ساعة)، فالفترة قصيرة لا يفصل بينها إلا الموت.
*أبرز النقاط من المحاضرة الرمضانية الخامسة للسيد القائد (سلام الله عليه)*
*تلخيص/ مرام صالح مرشد*
من سورة الرحمن
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: *(الرحمن. علم القرءان. خلق الإنسان. علمه البيان. الشمس والقمر بحسبان. والنجم والشجر يسجدان. والسماء رفعها ووضع الميزان. ألا تطغوا في الميزان. وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان. والأرض وضعها للأنام. فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام. والحب ذو العصف والريحان. فبأي ءالاء ربكما تكذبان. خلق الانسان من صلصٰل كالفخار)*
_ سورة الرحمن قدم الله فيها عرض عن حياة الانسان: الحياة الأولى والحياة الأخرى والربط بين الحياتين ودروس مهمة فيها.
_ قال تعالى: (الرحمن)، وسعت رحمته كل شيء وهو أرحم الراحمين، فمن رحمته بنا ماعرضه علينا من أصناف النعم في هذه الآيات.
_ ولقوله تعالى: (علم القرءان)، القرآن هو مفتاح الهدى، وأول متطلبات السعادة، وهو العنوان الأعظم للهداية الالهية، وقد أكرم الله الانسان وجعل من خلالها الفرصة لأن يكون له دوره في الحياة، فعند السير على مافي القرآن تتحول النعم إلى نعيم.
_ وفي قوله تعالى: (خلق الانسان): خلْق الله لك كإنسان في أحسن تقويم هي نعمة عظيمة، فما خلق الله لك من الأعضاء والجوارح لم تكن في حيوانات أخرى هذه هي نعمة عظيمة.
_ ما وهب الله الانسان من قدرات ومواهب وطاقات على المستوى النفسي، والذهني، والجسدي، كلها نعم عظيمة لك أنت، والابداعات الانسانية هي شاهدان: الله خلقها على كيفية ومدارك تساعد الانسان على الابداع في هذه الحياة.
وكذلك فيما وهبه الله في نفسه وفيما مكنه الله فيه من شواهد في هذه الحياة.
_ وقوله تعالى: (علمه البيان)، علمنا كيفية ووسيلة التخاطب مع الآخرين، فالعلاقة مابين الناس من متطلباتها أن يكون بينهم تفاهم وتواصل وهو جانب أساسي في كل شؤون الحياة.
_ وقوله تعالى: (الشمس والقمر بحسبان)، الشمس وما يأتينا منها نعمة كبيرة جداً وشيء أساسي، فما كانت الحياة لتستمر لولا هذه الهبة العظيمة، كذلك القمر تفيد الانسان في الليل بضوئها الخافت، الهادئ، المنير، فالشمس والقمر لهما علاقة كبيرة في مسألة تعاقب الليل والنهار، وتعاقب الفصول.
_ ماذا لو كان الليل طويل كما هو في بعض الكواكب؟
عام كامل، أو كان الليل سرمدا (إلى الأبد)، لكن بنعمة الله وهب لنا القمر والليل ليتحقق فيه السبات بنومه، وراحته، فالشمس والقمر أجرام كبيرة.
_ وقوله تعالى: (والنجم والشجر يسجدان)، النباتات من أهم ما يحتاجه الانسان، لأنها تدخل بشكل أساسي في غذاء الانسان، ومنها ما يدخل في الطب.
_ وقوله تعالى: ( والسماء رفعها)، جعل الله رفع السماء مريح للانسان ومرتفع جداً.
_ وقوله تعالى: (ووضع الميزان)، انه العدل، فلسنا فقط بحاجة النعم المادية فقط، بل للعمل فيما استخلفنا الله فيه، جعل الله العدل كنظام للتعامل فيما بيننا وبه تستقيم حياتنا، لأنه حتى لو توفرت هذه النعم من دون نظام، لكان التأثير علينا سلبي ولما استفدنا من هذه النعم بالشكل المطلوب.
_ وقوله تعالى: (ووضع الميزان)، انه العدل، فلسنا بحاجة النعم المادية فقط، بل للعمل فيما استخلفنا الله فيه، جعل الله العدل كنظام للتعامل فيما بيننا وبه تستقيم حياتنا، لأنه حتى لو توفرت هذه النعم من دون نظام، لكان التأثير علينا سلبي ولما استفدنا من هذه النعم بالشكل المطلوب.
_ وقوله تعالى: (ألا تطغوا في الميزان)، بمعنى ألا تلتزموا في العدل، وهو فقدان الاتزان في التعامل بالعدل.
_ وقوله تعالى: (وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان)، على أساس الميزان الصحيح الذي لا يكون فيه افراط ولا اخسار، ولنا مقاييس وآلات للوزن والكيل، وهذا ما يحقق لنا العدالة.
_ العدل هو العنوان الأعم وهي نعمة مهمة بها تستقيم حياة الناس، ومن المهم الالتزام بها دون غش أو ظلم.
_ الانسان بحاجة لأن يكون متوازناً في كل أمور حياته فإن أفرط فيها فقد خسر.
_ وقوله تعالى: (والأرض وضعها للأنام)، جعل الله الأرض للانسان مهيأة له لما يكمل فيها حياته، وسخر له جبالها التي هي أوتادها حتى لا تكون في اضطراب مستمر.
_ وقوله تعالى: (فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام)، الفواكة من النعم العجيبة على الانسان، فهي ذات قيمة غدائية وطبية للانسان، وهي من مظاهر رحمة الله للانسان وتكريمه له.
_ وقوله تعالى: (والحَب ذو العصف والريحان)، أصناف كثيرة من الحبوب وهي من المواد الغذائية الرئيسية للانسان، وتكون أكثر وفرة في انتاجها، وهي من الثمار التي يستفيد منها الانسان بشكل مباشر كإطعام الحيوانات منها، للاستفادة من جلود الحيوانات وشعرها وحليبها، كذلك في قوله تعالى: (والريحان)، أنعم الله على الانسان بكثير من الأشياء العطرية التي يستمتع بها الانسان.
_ وقوله تعالى: (فبأي ءالاء ربكما تكذبان)، نعمة التعلم، والهداية، وخلق الانسان، والعدل، والحبوب وغيرها من النعم لا يمكن للإنسان ان ينكرها أبداً.
_ وقوله تعالى: (خلق الانسان من صلصٰل كالفخار)، ذكر الله لنا نعمة خلق الانسان، وتسخيره لهذا العالم الكبير للإنسان، فتجد أن كل هذه النعم أكبر منك، فكل هذا برحمة الله، بجوده، وكرمه، ليس لأنك أنت، ليس لأنه من الضروري أن يسخرها لك، بل له الفضل عليك، فلا تكون متكبراً ولا مستهتراً تجاه هذه النعم، فأنت مخلوق بسيط تذكر أصلك، أنت مخلوق من طين جف وتكون أنت، كالخزف المصنوع من الطين..
*أبرز النقاط من المحاضرة الرمضانية السادسة للسيد القائد (سلام الله عليه)*
*تلخيص/ مرام صالح مرشد*
_ نعمة الهداية هي المفتاح لكل النعم ومن خلالها يمكن للانسان أن يستفيد من كل النعم.
_ الأثر الطبيعي والسليم والصحيح لهذه النعم هو الانشداد إلى الله، والمحبة له الذي هو ولي كل هذه النعم، وعلينا أن نتوجه بالشكر له على النعم وأن لا تقابل هذه النعم الاساءة إليه.
_ الحالة السلبية على الانسان تجاه النعم هي: غفلته عن الله وعن نعمه، وهذه هي حالة من التكبر أي لا يكون للنعم أي تقدير وكأن ليس لله أي فضل عليك هنا تكون الحالة خطيرة.
_ نعمة أن يهيأ الله لك جاه أو موقع أو دور عملي مهم وأن تكون صاحب ثروة وعلم وفهم وذكاء وقدرة بيانية وإعلامية، وتكون في حالة من الكبر والغرور هذا هو أنه البديل من استشعار نعم الله تعالى عليك هو أن تغتر وتتكبر تجاه ماوهبك الله، وأن تعظم نفسك وكأن مالديك هو جدارة شخصية وليست هبة إلهية.
_ إذا تعارض أي شيء مع الأهداف الشخصية فقد يتخلى الانسان عن المسؤولية، وقد لا ينطلق في أي موقف مهما كان مهم، فنراه لا ينطلق انطلاقة المحب لله، الطالب لرضى الله، فقد تضخمت ذاته لديه، وتجده يتمحور حول ذاته.
_ قد ينطلق الانسان بعنواناً دينياً مقدساً ولأنه يعيش وكأنه فيما هو عليه بجدارة شخصية، فهو ينشدّ لنفسه، بدلاً أن ينشد لله، ويعظم ذاته في نفسه بدلاً أن يعظم الله عز وجل.
_ استشعار الانسان لأصله ونقاط ضعفه يجعله يستشعر عظيم فضل الله عليه، وأن يدرك أن الفضل والمنة لله وأنه في أصله محل للعجز والافلاس والعدم (هذه معالجة تربوية مهمة).
_ البحار تغطي مساحة واسعة على الأرض لقوله تعالى: (مرج البحر يلتقيان)، ففي البحار نعم كثيرة، كالثروة الغذائية، وأحياء بحرية يستفيد منها الانسان.
_ ولقوله تعالى: (بينهما برزخ لا يبغيان)، الالتقاء بين البحار لا يفقد أي بحر من خواصه لأن لكل بحر خواص معينة وبيئة مخصصة، لا يمتزجان فيغلب بحر على آخر.
_ ولقوله تعالى: (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان)، فإلى جانب كل تلك النعم هناك نعم أخرى منها الزينة، اللؤلؤ والمرجان، في البر والبحر مما يستخدمها الانسان كزينة لواقع الجمال.
_ ولقوله تعالى: (وله الجوار المنشئات في البحر كالأعلام)، السفن هي تدبير إلهي، أنعم بها على الانسان ليعتمد عليها بشكل أساسي في حركته التجارية بين البلدان، ولتنتقل عبرها معظم احتياجات الانسان.
_ ولقوله تعالى: (كل من عليها فان. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)، كل من على الدنيا فاني ولن يبقى إلا الله، ويجب على الانسان أن يدرك أن كل هذه النعم فانية حتى لا تنشد نفسه للنعم بدلاً أن تنشد لله سبحانه وتعالى، ويجب ألا ينسى الانسان أن هناك حياتين حتى لا ينشد نحو الأولى وينسى الأخرى.
_ ولقوله تعالى: (يسئله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن)، ينعم الله على الانسان ولا يقول أنعمت عليكم ويكفيكم ماجهزت لكم على الأرض، بل هو الحي القيوم فضله وعطائه مستمر، فإن لم تقدروا نعم الله فأنتم في حالة خطيرة، فالحياة الأخرة مرتبطة بشكركم لهذه النعم.
*أبرز النقاط من المحاضرة الرمضانية السابعة للسيد القائد (سلام الله عليه)*
*تلخيص/ مرام صالح مرشد*
_ من خلال نعم الله يمكن لنا أن نحقق لأنفسنا توفيق الله، والسعادة، والخير، والفلاح.
_ يفترض أن يكون في نفس الانسان انشداد إلى الله وفي الواقع العملي استجابة لله.
_ في قوله تعالى: (سنفرغ لكم أيه الثقلان)، هناك وعيد شديد من الله للجن والانس، وعيد بالحياة الآتية، التي يجب علينا أن نتذكرها كعامل أساسي.
_ التدبير الإلهي سيحيط بكل شيء، سيكون دقيق جداً على القليل والكثير، على الصغير والكبير.
_ ما أصغرك أيها الانسان عندما تقف أمام التدبير الإلهي، أمام كل الحضور ستكون الحالة رهيبة جداً، الكل سيكون في حالة الضعف والعجز .
_ في قوله تعالى: (يامعشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السمٰوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان)، كل هذا العالم بكل مافيه هو تحت سلطان الله وتحت سيطرته التامة، فلا يستطيع الجن والإنس التصرف ولا التحرك إلا في حدود ما مكنهم الله فيه، وسخره لهم، ولا يستطيعون تجاوزه.
_ وقوله تعالى: (يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران)، لا يستطيع الجن والإنس أن يتعاونوا ليدخلوا في حرب مفتوحة، أو صراع مباشر مع الله تعالى، فهم أضعف الكائنات.
_ وقوله تعالى: (يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران)، لا يستطيع الجن والإنس أن يتعاونوا ليدخلوا في حرب مفتوحة، أو صراع مباشر مع الله تعالى، هم كائنات ضعيفة، بل هم أضعف الكائنات.
_ ولقوله تعالى: (فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان)، يتغير لونها فتصبح كل التغيرات التي تشهدها يوم القيامة بزلزال عظيم، ودكاً يغير كل ملامحها.
_ يكون الحدث يوم القيامة هائل جداً، مرعب للناس، يدمر مدن ويكون الرعب منه إلى حدٍ كبير، دمار ينسف به الجبال، ويفجر به البحار.
_ تأتي القيامة بغتة ومن المهم الاستعداد لها فقد ذكرنا الله تعالى في قوله: (ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة).
_ لا يمكن لأي انسان أن يتخفى أو يتهرب من الحشر نتيجة كثرتهم، فالأرض ليس فيها مخبأ، أصبحت معراة تماماً، لقوله تعالى: (وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا).
_ لا يمكنك باعتبار نفسك قوياً، أو لك سلطة أو صفة معينة شيخ، أو ملك، أو أمير أن تمتنع من الحضور يوم القيامة، بل ستكون حاضراً خاضعاً، لقوله تعالى: (وإن كل لما جميع لدينا محضرون).
_ عندما يأتي يوم الحساب لا تحتاج العملية لعملية حساب واسعة كالاعتراف بما عمل الانسان لقوله تعالى: (فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان)، كل واحد وكأنه يدور على رأسه، أحداثه تتجه عليه بشكل مباشر، لا يحتاج الله أن يطلع على أعماله، بل صحائفهم وكتب أعمالهم جاهزة وكل واحد يأتي بكتابه وصحيفة أعماله.
_ إذا كنت من الذين استجابوا لله وشكروه وحبوه على نعمه فأنت ممن يتأتي كتابك بيمينك، أما إذا كنت من العصاة والمفرطين والمستهزئين، الذين تخاذلوا في الاستجابة لله فأنت ممن سيؤتون كتابهم بشمالهم.
_ ستشهد عليك جوارحك، فلا حاجة لسؤالك ليعرفوا ما عملته فهناك كل شيء موثق، لقوله تعالى: ( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون)، فإن كانت هناك أسئلة فلن تكون إلا للتوبيخ والحسرة.
_ في قوله تعالى: (ألم أعهد إليكم يابني آدم ألا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين)، من اتبع هواه وكان مستهزء هؤلاء يكون مصيرهم النار، يأتي الجزاء بعد الحساب والأغلبية الساحقة من البشر سيكون مصيرهم جهنم.
_ في قوله تعالى: (يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصى والأقدام)، يكون النقل اجباري للمجرمون من قبل زبانية العذاب بكل عنف، وبدون رحمة.
_ من رحمة الله بك أن يذكرك في الدنيا كيف سيكون واقعك في الآخرة إن لم تشكره.
_ المعاصي والجرائم ليست فقط مقتصرة على مانهى الله عنه، بل تكون في الاخلال بما أمر الله به.
_ في جهنم لهب وحميم ومسابح جهنمية، تغلي إلى أشد مستوى من الحرارة، فأكلك عذاب: زقوم لا يُشبع من جوع، وشرابك من حميم، وثيابك من نار، فإين ستبرد حرارتك؟
ستكون في كرب وحسرات دائمة.
_ في رمضان يجب على الانسان أن يستغل ويتدبر الآيات التي يقرأها.
*أبرز النقاط من المحاضرة الرمضانية الثامنة للسيد القائد (سلام الله عليه)*
*تلخيص/ مرام صالح مرشد*
_ قال تعالى: (ولمن خاف مقام ربه جنتان)، هذا هو طريق النجاة والفوز، والسعادة، والسلامة من عذاب الله، لمن خاف من الله، لمن هو مؤمن باليوم الآخر، لمن هو مؤمن بموقف الحساب والجزاء، كل هذا سيدفعه في الدنيا لأن يستقيم وفق هدى الله.
_ من أكبر العوائق التي تؤثر على الكثير من الناس وتصدهم عن الاستجابة لله فيما شرعه لهم هي الخوف من الآخرين، الخوف من أعداء الله، فيؤثر ذلك على كثير من الناس في تحقيق الايمان الذي هو ذات أهمية كبيرة جداً لاستقامة حياتنا، ولأن نعيش بحرية وكرامة.
_ الدافع الكبير لكثير من الناس للهروب والتنصل عن المسؤولية هو (الخوف).
_ نحن بحاجة إلى أن نرسخ في نفوسنا الإيمان باليوم الآخر، فمن يخاف مقام ربه، ويسيطر على أهوائه ورغباته، وأعصابه في حالات الغضب والانفعالات، سيتحرك بكل مسؤولية.
_ في قوله تعالى: ( ولمن خاف مقام ربه جنتان)، يبين لنا الله تعالى أن الجنة عالم متسع جداً، وبينه الله في قوله تعالى: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين)، فعالم الجنة لا توجد فيه مساحات صحراوية، أو صخرية، بل هو عالم مختلف، كلها مغطاة بالنباتات والأنهار، وسكانها قليل فالأغلب يتجهون إلى نار جهنم والعياذ بالله، الكثافة السكانية في جهنم لقوله تعالى: (لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين).
_ في الجنة يعطي الله لكل من فيها جنات، فهناك الماء النقي، واللبن الصافي، والخمر والعسل المصفى، وفيها مختلف أنواع الفواكه، والأشجار.
_ وفي قوله تعالى: (ذواتآ أفنان)، مرتبة ترتيب إلهي فريد، بشكل فني جمالي، راقي وبديع، ليس كما هو في الدنيا تحتاج إلى من ينظمها، ويسقيها، ويقصها، بل هي منظمة من الله على أرقى مستوى.
_ وفي قوله تعالى: (فيهما عينان تجريان)، يوضح لنا الله عز وجل أن في الجنة عيون تسقي الزرع ولا تحتاج إلى مضخة كما هو الحال في الدنيا، بل عيون جارية.
_ وفي قوله تعالى: ( فيهما من كل فاكهة زوجان)، من كل صنف من القواكة بلا استثناء، بل أكثر من ذلك (زوجان)، تكون الفواكه متوفرة من كل الأصناف، على أرقى مستوى، في شكلها، ولونها، وطعمها.
_ وفي قوله تعالى: (متكئين على فُرش بطائنها من إستبرق وجنى الجنتين دان)، يوضح لنا الله عز وجل في هذه الآية أن في الجنة أماكن معدة للجلوس عليها في تلك المزارع، حتى أن فرشه من الحرير، ليس كما هو متواجد لدى الملوك في الدنيا، بل من أجود أنواع الحرير، وليس هناك ماينغص عليهم تلك الأجواء، وهناك أماكن مناسبة للجلوس فيها ولقطف الفواكة وأكلها وهي طازجة، ففواكة الجنة لا تحتاج إلى تعب عليها، والمحافظة عليها من الآفات والحشرات، بل هي سليمة من كل شيء.
_ وفي قوله تعالى: (فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان)، حورٌ عين بارعات الجمال متميزات بأن تكون عاشقة لك، ولا تركز إلا عليك، وهذا شيء مهم لدى الانسان أن تكون زوجته ممن تقصر طرفها، ولا تبدي جمالها إلا له.
_ وفي قوله تعالى: ( كأنهن الياقوت والمرجان)، في جمالهن وتقاسيم الوجه، وفي لونهن، اللون الأصلي (البياض)، ووصفهن الله في قوله تعالى: (كأنهن بيضٌ مكنون)، وشبههن الله كاللؤلؤ، والحمرة كحمرة الياقوت صافية جميلة جداً، تأتي على الوجنتين، ولون المرجان من تقاسيم الوجه تأتي تحت العيون، من أصل خلقهن، بدون استخدام أي وسيلة من وسائل التجميل.
_ ولقوله تعالى: (هل جزاء الإحسٰن إلا الإحسٰن)، ولأنهم شكروا الله، واستجابوا له الاستجابة الكاملة هذه هي ثمرته وهذه هي نتيجته، العيش في هذا النعيم، فليس هناك ما يحزنك وما ينغصك ومايؤذيك، فهذا النعيم هو تكريماً لك، ملائكة تزورك، وتلتقي بالأنبياء الصديقين، هناك من يخدمك حتى الطعام يقدم لك في صحن من ذهب.
_ كل هذه التفاصيل يعرضها الله لك في الدنيا رحمة بك.
_ فرصة في هذا الشهر الكريم أن تتأمل في آيات الله وعده ووعيده.
*أبرز النقاط من المحاضرة الرمضانية التاسعة للسيد القائد (سلام الله عليه)*
*تلخيص/ مرام صالح مرشد*
_ ماوصفه الله من نعيم الجنة في عالمها الواسع، أُعد فقط للمتقين من عباده، للمؤمنين، لمن خاف مقام ربه.
_ في قوله تعالى: (ومن دونهما جنتان)، بالإضافة إلى ماتم شرحه في المحاضرة السابقة من نعيم وجنات تكون هناك جنتان، أي أربع جنات خاصة بكل مؤمن وقد تكون متفاوتة في سعتها، وجمالها، لأن المؤمنين درجات، يعود ذلك إلى مستوى الإيمان والتقوى.
_ وفي قوله تعالى: (مدهآمتان)، تكون المزروعات خالصة، شديدة الخضرة، لونها أخضر غامق مائل للسواد، ومنظرها جميل جداً.
_ وفي قوله تعالى: (فيهما عينان نضاختان)، تكون العيون بشكل نافورة تضخ الماء باتجاه الأعلى، منظرها جميل وبهيج.
_ وفي قوله تعالى: (فيهما فاكهة ونخلٌ ورمان)، تتوفر الفواكة واشجار الزينة، بمنظر جميل ضمن ترتيب إلهي عجيب، أشجار وفواكة كثيرة معروفة لدى الناس، لأن هناك أشجار وفواكة غير معروفة من منطقة لأخرى.
_ وفي قوله تعالى: (فيهن خيرات حِسان)، فيهن من الحور العين اللواتي لهن مواصفات مميزة، (خيرات) في أخلاقهن، تعاملك بأحسن المعاملة، ليس فيها من الأخلاق المذمومة، أو غير الحميدة، (حِسان)، في خلقهن وجمالهن، فيجتمع لهن حسن الخَلق وحسن الخُلُق على مستوى راقي.
_ وصف الله تعالى الحور العين في عيونهن، فمن أجمل مافي الحوريات هو جمال عيونهن، لايوجد فيهن أي نقص، من سعة عيونهن، وبياض ماداخل عيونهن، وسواد عيونهن، كذلك نظراتها نظرات جذابة بجمال خارق.
_ وفي قوله تعالى: (حورٌ مقصورات في الخيام)، يتوفر في الجنتين خيام ليست من طرابيل أو عشش، بل كما ذكرت في بعض الروايات أنها خيام مصنوعة من اللؤلؤ، فعندما تذهب إلى جنة من جناتك الخاصة تجد فيها هذه الحور العين، تنتظر مجيئك، محبة لك، وعاشقة لك، شغوفةً بك.
_ وفي قوله تعالى: (لم يطمثهن إنسٌ قبلهم ولا جان)، للإنس حوريات، وللجن حوريات، فالنساء المؤمنات، المرأة المؤمنة التي استقامت في الدنيا هي من الحور العين في الجنة، تكون على مستوى من الجمال، تكون حوراء في الجنة وليست بحاجة لأي وسيلة من وسائل التجميل.
_ وفي قوله تعالى: (متكئين على رفرف خُضرٍ وعبقرىٍ حِسان)، هناك قصور وخيام ومتكئات في حدائق الجنة وبساتينها ومزارعها، يمكنك أن ترتاح في هذه الأماكن المعدّة للراحة التي هي على أرقى مستوى، ولا يساويها أفخر ماصنع في الأرض من الكنب والمتكئات والأماكن.
_ لا توجد مشاكل ولا هموم في الجنة، وحتى مع سكان الجنة فهم الطيبون، لقوله تعالى: (لا تسمع فيها لاغية)، فيها نعيمٌ دائم لا انقطاع فيه، ولو انقطع لكانت محنة ومشكلة كبيرة.
_ وضح لنا الله تعالى الوعيد لمن يقف موقف الباطل، لمن يقف في صف الباطل، لمن يوالي أهل الباطل، فهو يورط نفسه في الدنيا شقاء وعقوبات متنوعة، وفي الآخرة عذاب دائم بلا انقطاع في لهب جهنم مع الإهانة والذل حين ينقلك ملائكة العذاب إلى جهنم تكاد القلوب تخرج من الروح لقوله تعالى: (إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين).
_ يعرض لنا الله نعيم الجنة في الدنيا حتى نكون حريصين على أن لا نخسره.
_ مشكلتنا هي الاستجابة الجزئية وفق المزاج الشخصي للقرآن الكريم، وترك الأشياء الأساسية، ففيه عناوين شُطبت، وأخرجت من حيز التزامهم الديني، وهذه هي الخسارة التي تخرجك من النعيم الذي وعد الله.
*أبرز النقاط من المحاضرة الرمضانية العاشرة للسيد القائد (سلام الله عليه)*
*تلخيص/ مرام صالح مرشد*
في هذه المحاضرة اختتام سورة الرحمن ..
_ في قوله تعالى: (تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام)، كل تلك النعم المسخرة لنا من حيث أنها تسد حاجتنا لا يمكن للإنسان أن يعتبرها أشياء عادية، أو من حيث الكم ينظر كم هي، فقد أسبغ الله لنا نعمه وقدمها لنا على أرقى مستوى، من واقع كماله المطلق، لذلك أبدع في هذه النعم جلّ وعلا.
_ النعم التي أعطانا الله في الدنيا هي لمحات ونماذج تلفت أنظارنا إلى نعيم واسع.
_ حينما يفصّل لنا الله هذه النعم فهذه هي وسيلة من وسائله ليوصلنا لهذه النعم، فإنه يدعونا لهذه النعم، ويرغبنا فيها، لقوله تعالى: (والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم)، يدعو إلى السلام الذي هو السلام من كل الهموم، والشرور، والعناء، إلى تلك الدار التي يتحقق فيها السلام الشامل.
_ في قوله تعالى: (إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير)، هنا يخاطب الله جلّ وعلا الذين يتقبلون دعوة الشيطان وهو يدعوهم ليصل بهم إلى قعر جهنم، إلى الشقاء الأبدي.
_ وفي قوله تعالى: (والله يدعو إلى الجنةوالمغفرة بإذنه)، هنا يبين لنا الله عز وجل أن مانهانا عنه هو ليوصلنا إلى الجنة والمغفرة، من نعمه الواسعة علينا، وليعيننا وييسر لنا طريق الوصول لهذه النعم.
_ كلنا نعلم أن الموت حتمي، فكل يوم هناك من يغادر هذه الحياة، يومياً هناك قوافل من الموتى، نحن نعلم أن الحياة ليست مستقر، ولكن الكثير يتفاجأ عند الرحيل، يتفاجأ أن فلان رحل وهو لا زال في هذا العمر، فمرحلة العمر تطوى، وإذا لم تأخذ هذا المستقبل بعين الاعتبار فإنك ستخسر.
_ عندما يأتي يوم القيامة وأنت من عباد الله المتقين، ستكون فرحاً، سيؤمنك الله من الفزع الأكبر، وتأتي الملائكة لتطمئنك، فأنت تُضم إلى زمرة أحباب الله، وأنبياء الله، إلى الصالحين من عباده.
_ وللحديث عن أهل النار، صف المنافقين، الكافرين، المجرمين، عند مرحلة الانتقال، ستنقل رغم عنك، وأنت تعيش حالة من الرعب الشديد الذي لا يمكن أن يوصف، ويلقى بك إلى قعر جهنم.
_ وعند الحديث عن أهل الجنة، يكون شعورك بالسعادة لا يمكن أن يوصف، أو يستوعبه الخيال، لأنك ترى أنك ستنقل إلى تلك الحياة السعيدة، من أول نقلة قدم يكون اطمئنانك أن الله نجاك من العذاب الكبير، لقوله تعالى: ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ)، ليس فيها أي عناء، أو من شدائد الحياة وهمومها، أو أي معاناة نفسية أو جسدية، وكما روي عن النبي صلوات الله عليه وعلى آله في وصفه للجنة قائلاً: (ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر).
_ عندما تدخل إلى عالم الجنة كل مافيه يتوفر بشكل عام فملابس أهل الجنة من حرير، حرير ناعم وفاخر جداً لا يمكن أن يمتلكه أي ثري على الدنيا، وكذلك يتحلون من حليها لقوله تعالى: (يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا).
_ أنواع النعم: إذا كانت نعم الله في الدنيا لا تعد ولا تحصى، لقوله تعالى: ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوها)، فكيف لنا بنعم الله في الجنة، وقوله تعالى: (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ)، نعيم واسع، لهم فيها مايشاؤون خالدين فيها.
_ كل ما أعطاهم الله من نعيم في الجنة هو على أرقى مستوى لا يمكن أن يضعوا ملاحظاتهم عليه، أو يقولوا: هذا اللبس لا يناسبنا، أو هذا الأكل لا يعجبنا، بل كل شيء على أرقى مستوى، كما أنهم يتذكرون أن الله نجاهم من عذاب الجحيم ويستشعرون أنها نعمة عظيمة جداً.
_ وفي قوله تعالى: ( مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ)، ليس لديهم أي مشاغل أو مسؤوليات مرهقة، وإذا انشغلوا بشيء فإنهم ينشغلون بالنعيم الذين هم فيه، لقوله تعالى: ( إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ).
_ وفي قوله تعالى: (وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ)، الشهيد الذي لم يتزوج في الدنيا بعد له حور في الجنة، وكثير من المؤمنات التي تصعبت عليها الأمور ولم تتزوج هي من الحوراء، في الجنة يلتئم شمل الأسرة ولا ينقصهم أحد.
_ وفي قوله تعالى: ( وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ)، يمكن لك أن تتخير وجباتك في الجنة من أي صنف من الطعام، وهناك مجالس يشربون فيها من أطيب وألذ مشروبات الجنة.
_ وفي قوله تعالى: ( فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ)، يتحدثون في تلك الأجواء مع الرفاق الذين جمعتهم أخوة الإيمان، وألفة التقوى، عن عالم الدنيا وما كانوا عليه، وعن أسباب نجاتهم وفوزهم بهذا النعيم.
_ وفي قوله تعالى: ( فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ)، يحكي الله عن الرائحة الكريهة التي يستنشقها أهل النار، والأكسجين الذي يتنفسوه في أشد الحرارة، عندما يستنشقوه يتعذب كل جسمهم، بخلاف أهل الجنة حيث قال تعالى عنهم: (وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُوم)، يستنشقون الروائح العطرية والزكية من الجنة، ويكونوا في كل راحة.
تم بحمد الله الجزء الاول
ويتبع بقية الاجزاء 🔚
Discussion about this post