شهيدة الثمانين
دينا الرميمة
الحجة جليلة الرميمة لثلاثة أيام افتقدت وقع خطواتها طريق اعتادت أن تسير فيها كل يوم فيفوح منها رائحة الريحان الذي يلامس خدها الطري ، وكأنها ابنة العشرين ، وباتت تنتظر لمسات يدها الحانية و تمتمات لسانها بالذكر والتسبيح التي اعتادت ترديدها وهي تمشي،
ترى ما الذي حدث مع الحجة جليلة الرميمة ذات الثمانين عامًا والتي لم تأخذ منها سنينها سوى بعض من بصرها؟،
وفي ذات الوقت اجتاح القلق قلوب ابنتيها وابنها الذي انضم إلى صف المجاهدين، ما الذي يمكن أن يكون حدث لها مع ابنها الآخر الذي آثر البقاء معها في بيتها الذي رفضت النزوح منه خوفاً من قيام الدواعش بإحراقه؟،
هي ظنت أن بصرها الكفيف وكبر سنها وطيبتها المعروفة عند الجميع سيشفعون لها فلا يمسها أذاهم.
خاطر ابنها بإبنه فارسله لينظر في أمرها بين رصاصات القناصة التي وجهت صوبه فتخطاها حتى تسلق أدوار المنزل وماإن وصل إلى الشباك حتى اصطاده القناص برصاصة في ظهره، وبعدها نزل شاب آخر وكان مصيره كمصير سابقه بل إن الشهادة اختارته.
وهكذا ظل مصير الأم مجهول إلى صباح اليوم التالي والذي قررت فيه ابنتها تسلق المنزل حتى الوصول إلى السطح وكسر بابه، والنزول إلى المنزل وإذا بها تتفاجأ بجثة اخوها ملقية في صالة البيت مُضرجًا بدمائه، وأما أمها فكانت هناك في سلم المنزل هي أيضاً جثة هامدة بلباس صلاتها التي لم تتمها حيث سبقتها رصاص القناص قبل أن تصل إلى سجادتها لكنها ستتمها هناك في مقعد صدق عند مليكٍ مُقتدر، شهيدة وشاهدة على إجرام أولئك الظالمين، الذين لا دين لهم ولا ملة، وحوشٌ بشريّة تعمدُ إلى قتل النساء في بيوتهن وقتل العزل من السلاح،
ولكم أن تتخيلوا حجم المأساة وفضاعة الجريمة على قلب بنت ترى أمها وشقيقها لثلاثة أيام غارقون في دمائهم ولا أحد يعلم عنهم شيء بسبب منع أولئك المجرمين الوصول إليهم خشية منهم معرفة خبث فعالهم وانكشاف جريمتهم.
هذه أحداث قصة حقيقية ومأساة مؤلمة، وليست مشهدًا من فيلم تراجيدي، إنها يا سادة جزء من أحداث مجزرة بيت الرميمة في ذكراها السابعة.
#الذكرى_السابعة_لكربلاء_آل_الرميمة
#كاتبات_وإعلاميات_المسيرة
#الحملة_الدولية_لفك_حصار_مطار_صنعاء
Discussion about this post