(١)تحصيل الزكاة وصرفها واجب على الدولة.
إنَّ تحصيل الزَّكاة واجب منوط بالدولة القيام به، كما أن توزيعها على مستحقيها مسؤولية من مسؤوليات الدولة.
وعلى هذا فيجب أن يكون للدولة جهاز كامل، وهم العاملون عليها، وإنَّ ترك الدولة إخراجَ الزَّكاة للأفراد ليس هو الأصل، ولا هو الأولى.
(٢)الزَّكاة ليست مجرد إحسان متروك للمسلم وإنما هي فريضة إلزاميَّة يستوفيها ولي الأمر من المكلفين بها، ويصرفها على المستحقين لها
لذا كان الخطاب القرآني للنبي – صَلَّى- بصفته الدولة ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ [التوبة: 103].
(٣)
أن الواقع التاريخي في عهد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والخلفاء الراشدين يؤكد على أن تحصيل الزَّكاة وتوزيعها من شئون الدولة، حتى أن الخليفة أن أبا بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه لم يتردد في محاربة من امتنعوا عن إعطائه الزَّكاة .
(٤) تولي الدولة تحصيل الزَّكاة وصرفها بدقة على المستحقين لها، هو من أعظم مظاهر التزام الدولة بالإسلام، والعمل الجاد على تخليص المنكوبين من عبودية الحاجة والإخلاص لله وحده.إن تحصيل الزَّكاة ليست مسئولية الأفراد، بل وظيفة للدولة، ألزم بها الإسلام حكوماته ولم يوكلها إلى الأفراد
(٥) لماذا وجب على الدولة جمع الزكاة وصرفها:
_إن كثيرًا من الأفراد قد تموت ضمائرهم، أو يصيبها السقم، فلا ضمان للفقير إذا ترك حقه لمثل هؤلاء.
_ في أخذ الفقير حقه من الحكومة لا من الشخص الغني حفظٌ لكرامته، وصيانةٌ لماء وجهه أن يراق بالسؤال ورعاية لمشاعره أن يجرحها بالمن والأذى.
(٦)
_: إن ترك هذا الأمر للأفراد يجعل التوزيع عشوائيًا، فقد ينتبه أكثر من غني لإعطاء فقير واحد، وقد يُغفل عن آخر، فلا يفطن له أحد، وربما كان أشد فقرًا واحتياجًا.
_: إن صرف الزَّكاة ليس مقصورًا على صنف واحد بل لمصالح عامة للمسلمين، لا يقدِّرها الأفراد، وإنما تقدرها الدولة.
(٧)
_: هناك مصارف مثل إعطاء المؤلَّفة قلوبهم، وإعداد العدَّة والجهاد في سبيل الله، وتجهيز الدُّعاة لتبليغ رسالة الإسلام.
_: إن الإسلام دين ودولة، وقرآن وسلطان، ولا بد لهذا السلطان وتلك الدولة من مال تقيم به نظامها، وتنفِّذ به مشروعها والزَّكاة مورد هام ودائم لخزانة الدولة….
المهندس / صالح الجرموزي
Discussion about this post