الاعلامية ديمه الفاعوري تكتب .. ” هل يصلح العطار ما افسده الدهر ؟ ”
“اتخذت القرار بالذهاب للعراق. إن الله سيعتني بالناس” هذا ماقاله قداسة البابا فرانسيس بعد صلاته قبيل زيارته العراق حيث إنه كان على دراية بالمخاطر التي تكتنف الزيارة خاصة في ظل تفشي جائحة كورونا ومع هذا توكل على الله وحل ضيفا على بلاد الرافدين
ولكن مابعد هذه الزيارة هو الاهم ؟
زيارة البابا التي وصفت بالتاريخية حملت جملة من المعاني الانسانية الراقية فضلا عن انها كشفت امرا مهما وهو أن العراق ليس بلدا متوترا امنيا ومخيف بل ان الوضع الامني يشهد استقرار نسبيا حيث ان البابا زار بغداد وأربيل والموصل وقرقوش شمال العراق والنجف في الجنوب عبر طائرة أو مروحية أو سيارة مصفحة
ومع ان الزيارة لاقت اصداء كبيرة وبشرت بالخير الا ان البعض يحاول ان يوظف الزيارة سياسيا لصالحه ويعود الى التقسيم على اساس طائفي محاولا ان يضرب على وتر
مفاده أن جدول البابا تضمن زيارة المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني وزيارة أربيل دون لقاءه بشخصيات سنية أو زيارة المجمع الفقهي العراقي في جامع أبي حنيفة النعمان وهو أبرز مرجعية للسنة في البلاد ومن هنا اصبحت هناك دعوات جديدة لزيارة شيخ الازهر الى العراق كنوع من الدعم المعنوي وفي المقابل هناك شخصيات سياسية سنية معتدلة رحبت بالزيارة دون ان تحلل ابعاد الامر بما يتناسب مع مصالحها واثرت وحدة العراق على اي تحليل سلبي لا يتفق مع المنطق ..
التساؤل الذي يبقى مطروحا لماذا يؤكد بعض السياسيين دائما على انهم يعمدون للهاث على وراء مصالحهم على حساب المواطن البسيط ؟ لماذا الاستغلال السياسي والمتاجرة بالدم العراقي والتأويل والتفسير الذي من الممكن ان يعمق الانقسام الطائفي ويحدث المزيد من التصدع ؟ خاصة اذا ما علمنا انه سيستخدم ويوظف لاغراض انتخابية باتت على الابواب ؟
زيارة البابا او شيخ الازهر او اي رمز ديني اخر تحمل دائما رسالة واحدة وهي “تحابوا وتوحدوا وتكاتفوا لاجل العراق “
Discussion about this post