#الشك_بين_الغاية_والمنهج
لم يبرح الإنسان يوما تساؤلاته واستفهاماته حول ما يعايشه من ظواهر، فضلا عن تأمّلاته في سرّ وجوده وغايته.
وتجمع الدراسات ذات الصلة أنّ هذا الشغف ليس إلا ترجمة لغريزة جبل عليها الإنسان، يطلق عليها (غريزة حب الاستطلاع)، لايهدأ معها الإنسان ولايتوقف عن الدهشة والتشكيك ما دام ظمأه للحقيقة وإرجاع الأمور إلى أسبابها، يقضّ مضجعه.
انطلاقا من هذا الواقع الإنسانيّ لابدّ من التذكير بأمرين:
•الأول: لابدّ من الحرص على إبقاء التساؤل والتشكيك في حدوده الطبيعيّة؛ أي وسيلة للوصول إلى الحقيقة. وبعبارة أخرى: إنّ الحالة الصحّيّة للشكّ أن يكون منهجا وطريقا إلى الحقائق، وليس غاية وهدفا بحدّ ذاته، كما حصل مع بعض الاتجاهات الفلسفية التي جعلت من الشكّ الحقيقة الوحيدة؛ الأمر الذي جرّد المعارف البشرية من قيمتها الواقعيّة!!
وطالما الحديث عن الشكّ المنهجيّ، لابدّ من التذكير أيضا بأنّ التنظير له يرجع إلى علمين بارزين؛ الأول هو (أبو حامد الغزالي)؛ والثاني هو الفيلسوف الفرنسي (رينيه ديكارت).
•الثاني: بالرّغم من ضرورة إطلاق العنان للتشكيك والتساؤل، لكنّ هذا لايعني أن نتسرّع في الإجابات تخلّصا من حالة الشك والتردّد؛ لأن التساؤل وإن كان مشروعا ،لابل ضروريّا، إلا أنّ الإجابات التي تفتقد المقدّمات والأسس المنطقيّة المتماسكة، ليست مشروعة بالتأكيد. ومن هنا جاز لنا القول:
تساءل ماشئت… ولكن إيّاك واستعجال حسم الإجابات دون حضور المسوّغات المعرفية والمنطقية.
تلك شقشقة رامت استبصار معنى (الإنسان مفكّر بالضرورة)، تعقيبا على مانشره الاستاذ علي الحموي منذ يومين حول قيمة الشك الكبير وثماره المعرفيّة الكبيرة.
جمال صالح جزان
Discussion about this post