لمن الثقافة اليوم ؟؟
حسام خلف
إذا كانت الثقافة حكرا على المثقفين… فلماذا هم مثقفون إذا ؟!
والمفترض في كلمة المثقف وماتحمله من دلالات أنه مانح للثقافة منتج لها لا مجرد مستهلك .
ومادام هذا الحال… فلماذا نرى الثقافة متقوقعة في دورها ،والعلم منطوي في صومعاته ؟!
ولماذا نرى المجتمع في حالة عداء للثقافة وقطيعة مع المثقفين في الغالب الأعم…
سمعنا ونسمع الكثير من النقد لرجال الدين وبضاعتهم (غير المفيدة )على حد زعم المثقفين من ساحات ثقافية أخرى…
والتي لم تتحرر من أغلال المؤسسات الدينية لتنفتح على المجتمع ومتطلباته في شتى المجالات…
لكن لو لاحظنا حال دور الثقافة ..ومنتديات الأدب لما اختلف الموقف كثيرا…
الملقي والمتلقي جميعهم من الطبقة (المثقفة )المخملية مع بعض التصفيق والمدائح وصلى الله وبارك …
العملية الثقافية اليوم لا تتعدى الحالة البروتوكولية المهرجانية والتي أصيبت بفيروس الروتين كحال القطاعات الاجتماعية الأخرى…
وهي أشبه ماتكون بحالة القرون الوسطى في الدول الغربية حيث تنحصر الثقافة بطبقة الأشراف فقط…
أعجبتني عبارة أحد الأدباء لصراحتها… يقول : ماأرخصنا اليوم… يلقي كل ثلاثة أدباء قصائدهم معا بينما تتفرد رقاصة واحدة بمسرحها !!.
فلماذا فقدت الثقافة -بكل أشكالها-رسالتها ودورها الاجتماعي ؟!
إن الأسباب كثيرة لكن لعل العامل الأهم “غياب الهوية الشخصية للمثقف “
وهذا أيضا له عوامله من قبيل تحول الثقافة إلى عمل مؤسساتي، وبالتالي سيطرة الروتين والسلطة المؤسساتية على المثقف، بما يسلبه هويته الثقافية ورسالته الاجتماعية.
وبعبارة أخرى :فقدان المثقف لحريته الثقافية والامتثالية المؤسسساتية والأيديولوجية التي يخضع لها.
لكن هل يقع اللوم على المجتمع ؟ أم على المؤسسة ؟أم على المثقف نفسه ؟
ألا ينبغي للمثقف -إن كان يستحق هذا الوصف -أن ينتزع حريته ويأخذ دوره بيده ؟تساؤلات في ملعب المثقفين…
Discussion about this post