سيتربع ترامب مقابل هاتفِ الخيبة مطولًا

سيتربع ترامب مقابل هاتفِ الخيبة مطولًا
سندس يوسف الأسعد
ترامب الذي اعتدنا مؤخرًا على اتصالاته الدورية بأمراء البلاط السعودي وما يتبعها من استعراضٍ هزلي تُبتزُ به عروشُ هؤلاء وتستنزفُ بهِ ثرواتُ شعوب شبه الجزيرة العربية المخنوقةِ دينًا وضرائبًا وصفقات، متربعٌ مقابل أحد هواتفِ بيته الأبيض ينتظرُ اتصالًا من طهران.
مما لا شك فيه بأن طهران، الجاهلُ بصلابةِ صمودها ترامب وعنصريو ادارته، لن تقبل بأي شرطٍ مذل او تعجيزي، فهذه غزة المحاصرة صمدت وانتصرت رافضةً التفاوض مع عدوٍ مستعمرٍ سقطت الثقةُ به وبمشاريع سلامهِ الكاذبة. أثبتت غزة، كما ستثبت طهران، بأن لغة المفاوضات الوحيدة هي لغةَ القصف والنار والتصدي وفرض المعادلات، ففي عُرف السياسة المُقَاوِمة، المؤمن بشرعية قضيته لا يلدغ من جحره مرتين.
علام يعول معتوه واشنطن الرأسمالي؟ ولما يتجاهل بأنه نفسه أحمقُ رؤساء أمريكيا ﻷنه يصر متعجرفًا على مهاجمة طهران، وبأن التعامل معها ليس كالتعامل مع غيرها، وبأن نظامُ الأربعين عامًا من الثورةِ ضد شاهنشاهية التصهين والرأسمالية والاستعمار وِلِد وترعرع ويستعدُ كل يومٍ لكسر الهيبةِ الاستعمارية وحاملةُ طائراتها وقواعدها البرية والبحرية؟!
انه التخبط الأمريكي بعينيّه وحرب تقهقر الامبراطورية الامبريالية، التي وإن حصلت ستنتظرُ قواعدها ومعها أنظمتها المسماة “خليجية” مصيرًا ستدونه صواريخ ايران البالستية وغير البالستية. انها حرب انتصار ارادة المقاومة وارادة الشعوب التي سيدفع ثمنها غاليًا كل عميلٍ متواطئ أذعن لمؤامرات المحتل وصفقاته.
سيتربع ترامب، المضطرب عقليًا وسياسيًا وأخلاقيًا، مطولًا مقابل هاتفِ الخيبة بعد فشل سمفونيات التهديد والوعيد وعرض العضلات المتهالكةِ في حروبِ سوريا والعراق العبثية. أما جوقةُ النسق الترامبي المراهنةِ على اضعاف ايران فستعي عاجلًا أم آجلًا بأنها عاجزةٌ متهالكة وبأن ترامبها ذاك وادارته يسخّرانها لمصارعة طواحين هواءٍ لا تسمن ولا تغني من جوعِ بطشهم واستبدادهم.