حديث الإثنين :
شعب عظيم وقائد حكيم
احمد ناصر الشريف
صحيفة 26سبتمبر العدد 2352
18 آذار/مارس 2024م
بعد الإعلان رسميا من قبل قائد الثورة الشعبية السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي عن توسيع عمليات القوات المسلحة في الجغرافية البحرية لتشمل منع مرور السفن الإسرائيلية والمرتبطة بالكيان الصهيوني لتشمل المحيط الهندي وجنوب أفريقيا باتجاه رأس الرجاء الصالح من الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة إضافة إلى دخول الشعب اليمني ممثلا في قيادته الثورية والسياسية والعسكرية منذ عدة أشهر في مواجهة مباشرة مع ثلاثي الشر العالمي أمريكا وبريطانيا وإسرائيل في البحرين العربي والأحمر وخليج عدن نصرة للشعب الفلسطيني في غزة هاشم ازدادت الهجمة الإعلامية على اليمن بهدف التقليل من الدور الذي يقوم به على المستويين الشعبي والعسكري نيابة عن سبع وخمسين دولة عربية وإسلامية لم يجرؤ حكامها أن يعلنوا موقفهم الواضح والصريح مما يرتكبه الجيش الصهيوني من جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة معظم ضحاياها من كبار السن والنساء والأطفال، وفرض عليهم الحصار وسياسة التجويع وإغلاق المعابر لمنع دخول المساعدات الإنسانية المتكدسة خارجها والتي تشرف عليها مع الأسف الشديد جهات عربية مما يجعل النسبة الأكبر من الحصار على قطاع غزة عربيا أكثر منه إسرائيليا، وبدلا من أن يتحدث أولئك الذين ارتبطوا بتحالف العدوان على اليمن من المحللين السياسيين والمتابعين للأحداث من داخل اليمن وخارجه عن الدور العظيم الذي تقوم به القوات المسلحة اليمنية بمختلف أفرعها لا سيما القوات البحرية والجوية والصاروخية يعمدون إلى التشكيك في كل شيء خدمة وتنفيذا لأجندة تحالف العدوان الذي تقوده أمريكا منذ تسعة أعوام، مشيعين بأن اليمن اليوم أصبح على مفترق طرق نتيجة لاستمرار العدوان عليه للعام التاسع على التوالي وعدم التوصل حتى اللحظة إلى اتفاق يضع نهاية لهذه الحرب اللعينة، غير مدركين إن نظرة اليمنيين في الداخل تختلف تماما عن توقعات ومتابعة ما يجري في الساحة اليمنية عن بعد من تفاعل وتطلعات الى المستقبل الذي سيتم صناعته بأيدي اليمنيين أنفسهم دون تدخل الخارج وذلك بعكس ما كان يحدث في السابق لأن اليمنيين ولأول مرة منذ أمد بعيد يتحركون ويضعون أقدامهم على بداية الطريق الصحيح، وصولاً إلى بناء دولة وطنية حديثة افتقدوها طويلاً وإن كانت ولادة هذه الدولة ستواجه بالطبع مخاضًا عسيرًا نتيجة الحمل الثقيل الذي من المؤكد سيتمخض عنه مولود مكتمل النمو خاصة بعد أن أصبح اليمن اليوم حديث العالم نتيجة لفرضه معادلة جديدة في المنطقة لم يكن يتوقعها حتى أصدقاؤه فضلا عن أعدائه وتبشر البدايات المتمثلة في تساقط رموز الفساد والتي وضعت حدا للاستبداد السياسي الذي كان قائما في العقود الماضية بأن الطريق سيكون ممهدًا وسالكاً للانطلاق منه إلى النهاية، بل إن هذا التفاعل الشعبي مع ما يحدث وتشهده اليمن من تطورات متسارعة فرضت نفسها على الأحداث عالميا قد أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن اليمنيين منذ أكثر من نصف قرن كانوا يعيشون في ظل اللا دولة وأن تحالفاً بين ثلاثة أطراف سياسية وقبلية وعسكرية يسيره الخارج هو الذي كان يتحكم في مصير اليمن وشعبه تحت إشراف السفيرين الأمريكي والسعودي حتى بعد أن انفرط عقد هذا التحالف في العام 2011م إلى أن انتهى في 21 سبتمبر عام 2014م ليدخل اليمنيون بعد ذلك في مرحلة جديدة تشكلت من خلال إرادة وطنية خالصة لا تخضع لإملاءات الخارج ولا يتحكم فيها طرف بعينه.
ولو يرجع الجيل الجديد إلى الوراء سيعرف كيف كانت تحكم اليمن ولماذا غابت دولته بقوانينها وأنظمتها وتحولت إلى شعار يتغنى به الإعلام ولم يجد طريقه للتحقق على أرض الواقع وإن كان هذا الجيل قد أصبحت بينه وبين قراءة التاريخ عقدة بل وعداوة جعلته غير مستعد أن يكلف نفسه الوقوف أمامه حتى لبرهة ولو من باب الفضول كما يفعل عند متابعته لوسائل التواصل الاجتماعي خاصة في مقايل القات التي يقضي فيها وقتا طويلا لمضغ تلك الأوراق الخضراء، لقد كان الهدف من انتفاضة الشباب عام 2011م هو إعادة لليمن اعتباره ليستعيد مجده ودوره التاريخي الذي عرف به منذ فجر التاريخ والتخلص ممن جعلوا اليمن عبارة عن مزرعة أو شركة خاصة بهم حيث استخفوا بأهله ونهبوا ثرواته وتسولوا باسمه وفرطوا في أرضه ولا يزالون حتى اليوم يحلمون بالعودة الى الحكم على ظهر الدبابات الأمريكية منطلقين من فنادق الرياض وأبوظبي وبعض العواصم الأخرى.
ولكن لأن انتفاضة الشباب في فبراير عام 2011 م قد تم إجهاضها من قبل الجهات التي ثارت عليها فقد جاءت ثورة 21 سبتمبر الشعبية عام 2014م لتصحح المسار وتنهي تلك التحالفات السياسية والقبلية والعسكرية التي اختصرت نفسها في الشعب والوطن لعدة عقود وتقاسمت جغرافيته برا وبحرا وجوا، وهكذا هي سنة الله في خلقه يغير الله ما بين غمضة عين وانتباهتها من حال إلى حال، وإن كان ما حدث هو نتيجة طبيعية لمن يبني نظاماً أو دولة على أساس هش فيخر السقف عليها ليهدمها تمامًا بمجرد أن تتعرض لأول هزة فيصعب عليها المقاومة للبقاء، وكم هو مؤسف أن نسمع تصريحات هذه الأيام متزامنة مع العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن لشخصيات كانت تعتبر نفسها ولا تزال محسوبة على التيار اليساري التقدمي الذي حمل لواء محاربة الرجعية والامبريالية وصدع الرؤوس بهذا الشعار الفضفاض الخالي من المضمون وفي مقدمة هذه الشخصيات التقدمية ياسين سعيد نعمان تطالب أمريكا وأدواتها في المنطقة بتحرير الحديدة وتقول أنها فرصة لأمريكا لا تعوض، أما بالنسبة لأذيال أمريكا التي تكفلت بمحاربة اليمن وتسخير أموالها لإثارة الفتن بين أبنائه للتقاتل مع بعضهم ونخص تحديدا السعودية والإمارات فنقول لهم لقد جربتم حظكم مع اليمن في أكثر من موقف تاريخي وخاصة في الوقت الراهن الذي يتصدى فيه أبناء الشعب اليمني على المستويين الشعبي والعسكري لعدوانكم الجائر الذي مضى عليه تسعة أعوام بعد أن فرض عليهم الدفاع عن وطنهم وسيادته واستقلاله وخرجتم خاسرين بل إنكم بعدوانكم الجائر جعلتم من اليمن دولة مهمة سيكون لها شأن عظيم لقيادة المنطقة ويكون اليمن بقيادته الشجاعة والحكيمة هو سيد الجزيرة والخليج فهل استوعبتم الدرس هذه المرة جيدا وهل تتخلون عن عنادكم وغطرستكم والاعتماد على أموالكم التي بدون شك سيخسف الله بها وبكم وبدوركم إلى الأبد كما خسف الله بقارون وبداره من قبلكم وما ذلك على الله ببعيد.
Discussion about this post