# ويسألونك عن الدعوة رسالة #
للدعوة مفهومان بوعي واحد , فهي رسالة ربانية إسمها دين الإسلام , قام بتبليغها رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله , وعلى أساس تبليغه المسؤول الأمين , آمن الناس بالإسلام عقيدة إلهية , وإنتهجوه تشريعات ونظام حياة وسلوكآ تعامليآ حياتيآ فردآ وإجتماعات لفترة قصيرة ما ; وبعدها بدأ الإنحراف يخطو دبيبه المدبر الهاديء الوئيد لنخر أعمدة هيكلة البناء الأساس يوم حلت السقيفة المجرمة الهالكة الممزقة حاكمة فاصلة للأمور …..
والمفهوم الثاني للدعوة هو أنها تنظيم رسالي وتجمع حركي بصفة حزب يخوض الصراع والتنافس السياسي في ساحة الواقع مع بقية الأحزاب والتكوينات والتأسيسات الوضعية الحزبية السياسية من أجل إثبات وجود جاد منظم يتسلم مسؤولية قيادة الحياة وأمانة الحكم الصالح بين الناس وإدارة أمور البلاد والعباد وفقآ لما يتبناه من أساسيات عقيدة لا إله إلا الله في الحكم العادل , ووفق ما يتلائم مع وضع ومصالح الناس في الحال الحاضر , لا على حساب التشريعات الإلهية النافذة ; ولكن بتكييفات حكيمة موزونة منسجمة مع واقع التحضر للناس .
وأكيدآ الحق والعدل هما الصفتان الملازمتان اللتان لا تنفكان في القيادة والتنظيم والإدارة , وأن الحاكمية تجري على أساس إستقامة عقيدة التوحيد الإلهية الرسالية , ولذلك فهي مضمونة النظافة والطهارة والنزاهة , لأنها تحكم بشرع الله سبحانه وتعالى الذي خلق الإنسان , وهو العالم بمن خلق , وبما تتطلبه أساسيات خلقه وغاية وجوده . فلذلك الإستقامة متوفرة دومآ . وما النزاهة والأمانة والإصلاح وتهذيب الذات وصيانة السلوك وأداء الأمانة وتحمل المسؤولية إلا كلها من الصفات الأساس في خط إستقامة هدي عقيدة لا إله إلا الله . فلا إنحراف ولا تماوج , ولا إنعزال ولا إفتراق , ولا تملص ولا إنقلاب , ولا فك عرى ولا فل قيود إرتباط , ولا … ,ولا …. , في خط إستقامة هدي عقيدة لا إله إلا الله لمن إنتمى إعتقادآ , ووالى إيمانآ , ونفذ تطبيقآ , ونهج سلوكآ …. ???
وأما الإنحراف الذي يحصل , هو إنحراف وإنفلات الشخص المنتمي الذي لا يحسن صنع تطبيق العقيدة إنتماءآ معتقدآ , وسلوكآ مؤمنآ , لما تتحكم فيه نوازع حب الذات اللامهذبة , واللاملتزمة برشد العقل الهادي الى إتباع منهج حاكمية عقيدة لا إله إلا الله , المنسجم مع فطرة الإنسان التي جبل عليها الداعية الى سلوك طريق الخير والصلاح والإعتدال .
والله سبحانه وتعالى قد خلق الكون والإنسان على الخير والصلاح ; لا للفساد والتخلق بسلوك الإنحراف . …. ???
فالإنحراف يكون في سلوك الشخص , لما يطمع ويشره وينفث الشرور لتحقيق مآرب غريزة حب الذات اللامهداة واللامهذبة واللاراشدة ; ولم يكن أو يحصل في طبيعة الخط الرسالي القائم على أساس عقيدة لا إله إلا الله , ولا في محور الإنتماء في خط إستقامتها القائم على أساس الحق والعدل والسلوك الطيب النظيف النزيه الأمين النبيل ….. ???
فالشخص المنتمي الذي يسلك حزب الدعوة سلوكآ حزبيآ سياسيآ منفصلآ عن فهم عقيدة لا إله إلا الله رسالة إلهية ~ بما تتضمنه من تشريعات ومفاهيم قرآنية ونظام سياسي لقيادة الحياة والمجتمع , وأنه سلم صعود وإرتقاء , وأنه وسيلة تحقيق مآرب شخصية ومصالح إستئثار ذات ~ لم يكن داعية صالحآ , ولا له إنتماء حقيقي للدعوة كرسالة سماء ; وإنما هو تاجر مرابي يسعى لمنافع ذاته لا على خط إستقامة ; وإنما على جري سلوك مكيافيلي نفعي مستأثر لا علاقة للخط الدعوي الرسالي فيما يعمل ويفعل ويسلك , وينتج ويستملك ويستولي , لأن وعيه إجتزأ على المفهوم السياسي الحزبي المتداول في ساحة التنافس والصراع بين الأحزاب الوضعية , وعلى أساس ما تؤمن به تلك الأحزاب من غايات وأهداف ; لا على أساس ما يقره ويريده الإسلام كتشريع سماوي إلهي .
فهو قد آثر السلوك الحزبي الوضعي هدفآ وغاية , وطريقة ومنهاج حياة , على حساب الخط الرسالي الدعوي عقيدة وتشريعات , ومفاهيمآ وسلوكآ ونظام حياة .
فلذلك أصبح فريسة تتخبط في شباك فخ الإنحراف , وزينت له نفسه الأمارة بالسوء الخروج من حزب الدعوة كرسالة سماء ودين إسلام , وإلتحق بمعسكر التنافس الحزبي السياسي الوضعي , وهو يعلنها بوقاحة وإفتخار , وتبجح وإستهتار ….. ???
وينسى الدعوة كرسالة سماء وخط تنظيم رسالي حزبي دعوتي صالح , أنها أمل الأمة وجميع الناس , وأنها طريق إستقامة عقيدة لا إله إلا الله …. ???
وأما الذين يعتبرون حزب الدعوة بالنسبة اليهم وسيلة تجارية تدر ربحآ دنيويآ , وتوسلآ نفعيآ يعود عليهم بالرخاء والإستئثار للذات المنتمية صبغآ لاطخآ لا صبغة أساس ووجود دائم ; ولم يكن لهم إنتماء عقيدي وولاء رسالي , يضحوا ويموتوا من أجله , ولا ينفكوا عنه , أو يعتزلوا منه وعنه , على أنه إرتباط مصير , وتكليف رباني واجب لازم , فإنهم يتخلون عن الدعوة تنظيمآ , وينفكون منها إرتباطآ , وينقطون عنها تواصلآ , ويهجرون السلوك التربوي الذي درجوا عليه تأديبآ وخلقآ , ليؤسسوا أحزابآ وتيارات وتجمعات حزبية ليكسبوا الحاضر وجودآ نفعيآ دارآ للربح الوفير من خلال المراكز التي عليها يحصلون , والوظائف التي يقطفون , وليضمنوا المستقبل الدنيوي الذي اليه يهدفون من تكديس مال سحت حرام وظلامات .
وبذلك يكونوا أكيدآ فريسة للإنحراف والإلتواء , والقبول المستعد الجاهز بإمتلاك المال السحت الحرام الذي ينهبون …. ???
ولكن الحقيقة الزاهرة المنورة المضيئة الكاشفة أن الدعوة هي إسلام يترجم عقيدة لا إله إلا الله إيمانآ … , وإلتزامآ … , وسلوكآ ….
وهم يفهمون حقيقة هذا كله ويعونه , ولكن نفوسهم المريضة الوضيعة تنحرف , فتتملص وتفك عرى وثاقها الدعوي , وتتقلب تلونآ حربائيآ فاسدآ مجرمآ .
حسن المياح ~ البصرة .
Discussion about this post