إلى عزيزي العزيز-مُجاهدي-18.
تتوارى المفردات مني خلف أقبية الصمت حين أشرع في الكتابة عنكَ، تلوذ بالفرار من شوقي الذي بلغ ذروته، وغيابك الذي طال مداه.
سئمت الانتظار ومللت من تشذيب أشجار التوق المتجذرة في جوانحي، هأنذا أقف عاجزة عن إيجاد منسأة أهش بها على وجعي… وجعي الذي مابرحني منذ رحلت عني.
أتعلم؟!
مافتئت أكرسك في حرم الحاضر، فلم يحدث وأن سقطت سهوًا من حقيبة أفكاري، أفكاري الفزعة التي أصبحت تهذي بكَ منذ أعلنت الغياب، والذي لم تستيقظ من شرنقة حمتها بعد.
أيها العزيز: –
أخاف أن يتلبسني هذا الشتاء ويقيم بي إلى الأبد، أخشى أن تطول يده وتجمدني لأبقى تحفة فنية تُعرض في محافل الشتاء.
ردهة روحي الخاوية على عروشها منك أي مدفأة ستذيب ثلوجها الجاثية؟ فراغك الذي تركته ياعزيزي ماحيلتي به؟ كيف استجمع قواي الهالكة إن هزتني عواصف الحنين العاتية؟
نسيت اخبارك…في الآونة الأخيرة مررت بوعكة مرضية استقرت في جسدي المضمحل لأيام معدودة، قاطعت صخب الأصدقاء، هجرت الناس وصدى أحاديثهم المملة، تركت عملي، أعتزلت الحياة بأسرها، وأنزويت في أحد أركان الغرفة بهيبة جوفاء من الدنيا.
استطاع البؤس التسلل إلى أغوار قلبي، منتشلًا ذلك الأمل الوحيد الذي كان ينبض أملًا لعودتك،
انتصر الظلام عليّ، وهاهو ينتشي الفرح على صفائح الليل الساخنة. هزمني الشوق إليك. وطرحني المرض أرضًا، وكلما حاولت المقاومة وجدتني أغيب عن الوعي والحياة معًا.
#رويدا_البعداني.
#رسائل_زاجلة_إليك.
١٧/تشرين الثاني/٢٠٢٠م.
Discussion about this post