(إختصارا للضجة التي أفتعلها شواذ الفكر والنفوس ضد هيئة الزكاة)
ما كنت ارغب ان اتكلم في هذا الامر من منطلق اننا تعودنا على العمل والتحرك ونترك نباح الكلاب تضرب عرض البيوت حتى يتورم حلقها فتخلد للنوم منتظرة لما سيرميه لها رب البيت من بقايا فضلات اكله ليتناولها بنهم وتلذذ وتشكر وتكرم له ، غير ان نفوس عديدة لابد من وضعها امام حقيقتها لتعلم اين موقعها وان كلامها وضجيجها يتمحور في اطار الشذوذ الفكري والنفسي والتاريخي والمجتمعي وهذا أرفع منزلة قد يصلون إليها .
النفوس الشاذة التي تربت في كنف شاذ التاريخ والجغرافيا اليمنية المسمى عفاش ينظرون الى كل شيء جميل وقرآني نظرة الأستنكار والرفض لأن نفوسهم لا تتأقلم معها ، وينظرون الى كل امر شاذ لا يقبله دين ولا فطرة ولا عقل ولا منطق نظرة القبول والرضا لأن نفوسهم تتأقلم معها.
فمثلا عندما باع عفاش خمس اليمن للسعودية حتى اصبح شكل خريطة اليمن مشوهه وبشكل مثير ومهان ان يكون هناك جزء من اليمن فيه شكل مثلث للداخل تباع للسعودية لانها تحتوي نفط فرأى الشاذ نفسيا وفكريا عفاش ان السعوديين يستحقون هذه الثروة أكثر من أستحقاق ابناء اليمن (أصل التاريخ والجغرافيا) ، لم نسمع من هؤلاء الشواذ فكريا أي كلمة ، وعندما باع (أحد منتجات عفاش الشواذ) حزب الإصلاح أربعة أخماس اليمن للسعودية والإمارات ويسعى الآن لبيعها لتركيا بعد ان باعوا كرامتهم وعزتهم وعرضهم لم نجد أي صوتا لهؤلاء يستنكر هذا الأمر لأن نفوسهم اساسا متأقلمه مع كل تصرف شاذ يحصل .
غير اننا سمعنا نباحهم وصراخهم وتغيظهم وقهرهم التي كان في الاصل والفطرة السوية تخرج دفاعا عن عرضهم وارضهم ، ولكننا سمعناها عندما قام أصحاب الفطرة السوية والدين النقي والنفوس المؤمنة في اليمن بإنشاء هيئة الزكاة لتعطي ابناء اليمن من الفقراء والمساكين ما منعه عنهم الأنظمة الشاذة السابقة .
أوليست هذه نفوس شاذة ؟
هي نفسها النفوس التي ترى في احتلال اليمن من قبل السعودية والامارات أمرا طبيعيا وترى في تحرك اليمنيين للدفاع عن أرضهم أمرا مستنكرا.
هي نفسها النفوس التي ترى في تقديم عرضها وكرامتها وعزتها لتستباح من قبل الجنود السعوديين والاماراتيين والسودانيين أمرا طبيعيا وضرورة انسانية ولا يستكمل دينهم الا بهذا ، وتنظر الى كل من يقاتل لاجل عرضه وعزته وكرامته أمرا مستنكرا وغريبا وخطأ فادحا .
#د_يوسف_الحاضري
Discussion about this post