زينب العياني.
﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْـمُطْمَئِنَّةُ
ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾
ببالغ الحزن والأسى تلقينا خبر وفاة السيد العلامة الكبير :الحسين بن الإمام الحُجّة المُجدّد للدين مجد الدين المؤيدي، رضوان الله عليهما.
فُجعت قلوبنا وعقولنا كادت أن تذهب لهول هذا المُصاب الذي أفقدَنا هذا الرجل الرباني العظيم، أحد أبرز نجوم آل محمد(ص وآله)
فخسارة عالمٍ كهذا خسارة لاتوازيها خسارة،
فالعلماء هم البحر الذي لاينفد عذوبته وعظمته ولاتنتهي خزائنه، هم النور والهدى الذي يشق الظلام بوحيٍ صادعٌ من الرحمنِ .
﴿شهد الله أنه لا إله إلاّ هو والملائكة وأولو العلم قائمًا بالقسط لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم﴾ فكيف لنا أن لانحزن على رحيل هذا البدر المُنير، والله من قرن إسم العلماء بإسمهِ تعالى وإسم ملائكته في هذه الآية البليغة، لعظمتهم وعلوّ شأنهم عنده تعالى.
لقد نشأ السيد المولى :الحُسين في كَنف والده الإمام :مجد الدين المؤيدي(عليهما السلام) فتعلم على يدي أبيه أخلاق النبوة ومعالم الدين الإسلامـي الحنيف.
كان يُشبه والده الإمام مجد الدين (ع) كثيرًا.
وبعد أن كَبر وترعرع وتفقه في الدين وتشرّب بالعلم والهداية، هاجر من صعدة إلى بلاد الغُربة ومحل النأي عن موطنِ رحلهِ، ومسقط رأسه ومأنس نفسه لإعزار دينِ اللَّه بنشر المذهب الزيدي وتعليم الناس أُمور دينهم وربطهم بالعلم وبآل محمد (ص وآله) سُفن النجـاة، لقد أفنى عمره في بذل العلم وفي رضاء الله بشتى الوسائل،
كان عالماً مُتبحرًا موسوعيًا، فسرعان ما انتشر صيته، واشتهر أمره .
وبرغم أنه كان مُبتلى بأمراض عِدة منذ كان شابًا ولكن لم يُثنه ذلك عن الإرشاد والمهاجرة لنشر معالم الدين الإسلامـي، ولقمع الأديان الضّالة والأفكار الهدامة.
ننعي للشعب اليمني، وللأمتين العربية والإسلامية في وفاة السيد العلامة الزاهد الكبير والمجتهد الشهير :حسين بن مجد الدين المؤيدي(ع).
ونتقدم بأحر المواساة لأسرة الفقيد وكافة آل المؤيدي بهذا المُصاب الأليم،
سائلين المولى القدير أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وكما قال رسول الله (ص وآله) موتُ العالِم ثُلمةٌ في الدينِ لاتُسد،
والحمدُللَّه على ما أخذ وأعطى.
إنا لله وإنا إليه راجعون
Discussion about this post