الحياة مهما كابدناها بل ، و خلقنا عليها في كبد لكنّها حياة .. روح وطاقة تدبّ فينا بإيحاءات روحية نفسية و أجهزة عضوية جسدية مهيأة في تكويننا البشري الإنساني لتقوم على أكمل وظائفها ؛ فبتأديتها لوظائفها نعيش صحة و حيويّة ، و حين يختلّ منها الشيئ البسيط نعاني و نصاب ، و هناك الرّوح التي لم نسطع للآن معرفة مكوّنها و ماهيتها ، و لن نسطيع تحديدها مكانا في أجسامنا .. بين اللحم و الدّم و العظم ، لكنّها حياة كما أرادها اللّه لنا ، و دبّها فينا فكنّا من ( روح و جسد ) ملّكنا إيّاه اللّه ، و أفهمنا أنّ هذه الحياة فينا أمانة ، و دعانا لاحترامها و تقديسها ( روحا و جسدا ) ، و رسم لنا منهجيّة تعزّز من يقدّس الحياة حتّى في واحد منّا ؛ فمن أحيا نفسا فقد أحيا الناس جميعا و من أماتها فقد أمات الناس جميعا ،،
هذا هو الخالق البارئ حريص على حياة الفرد منّا و يعدّنا أهم و أسمى مخلوق لديه رغم أنّنا ربّما كنّا كخلقة أصغر و أحقر من كثير ممّا في كونه من مخلوقات كالسّماء و الجبال و البحار و الأرض و هذه كلّها لا تساوي عنده جناح بعوضة !!
فلماذا و من نكون لنستهتر بأرواحنا و قد جعل اللّه لها قدسيّة ؟؟
لماذا نستخفّ ، لماذا نفرّط و نلقي بأنفسنا إلى التهلكة و قد أُمرنا أن نحفظ و نحافظ ونصون أماناتنا التي استودعنا إيّاها اللّه ؟!
و اليوم : ّيحلّ وباء عالمي و إن كانت يد أشرار البشر من صنعه ليكون قاتلا للبشريّة جمعاء لا لقتل نفس واحدة و لا اثنتين ، وهنا مخالفة لناموس اللّه فقد خان هذا الأمريكي المتعجرف عهد اللّه و أراد إزهاق بشر قدّس حياتهم ربّ العالمين ، فعاد يصنع فيروسا و يستجدّه ليبيد البشرية و يحارب اللّه في خلقه ، و نأتي في النهاية لنعاونه في ذلك باستهتارنا في تعاطي قضية الموت و الحياة التي هي بيد اللّه وحده لا بيد فيروس الشيطان الأكبر ( أمريكا ) و لكن رب العالمين من أمرنا بألّا نفرّط فيما آتانا من أرواح و أجساد و بأن نأخذ بأسباب الحياة و النّجاة ،
فلماذا لا نستجيب للّه في ندائه ظنّا منّا أنّنا لو حافظنا على أنفسنا تخلّينا أو ضعفت فينا الثقة باللّه ؟!
بينما الحقيقة أنّ ثقتنا باللّه مطلقة تماما ، و لا يناقشنا فيها أحد خاصّة هذا الشّعب الصّامد على مدار خمسة أعوام ، و قد صارع الموت و عاصره و هزمه في و على كلّ المستويات .. صارعنا و واجهنا أكثر من عشرين دولة باسم تحالف العدوان الذي بثّ الموت بقنابله الفوسفورية ، و النّيترونية و الفراغية و البيولوجيّة الجرثومية ، و حاصرنا لنجوع و نركع له من دون اللّه فصمدنا و انتصرنا برجال من حديد لم يتهاونوا ، و لم يفرّطوا في أرواحنا ، بل قد افتدونا بأرواحهم و بذلوها خالصة لوجه اللّه لم يطلبوا منّا ثمن أرواحهم و لا دمائهم ، و لم يعيّرونا ، و لم يمنّوا علينا ، و لم يشترطوا علينا شيئا ، و انتصرنا بهم، بل إنّ حياتنا لازالت كريمة عزيزة بفضلهم بعد اللّه لنأتي في نهاية التّحدي مع الشّيطان الأكبر ( أمريكا ) و نتهاون في الموت الذي بعثته لنا كما بعثته لكلّ العالم الذي هو أعظم تطورا و إمكانيات لمقاومة هذا المجرم الذي لا يُرى ( كورونا ) ،
لنعلن قوتنا باللّه توبة نصوحا ، و باستغفارنا و بعودتنا و تراجعنا عن الظلّم الذي من ضمنه الكفر بنعم اللّه ، و أغلى نعمه هي الحياة التي أرادها اللّه لنا و فينا نعم : نعمة نحن نجحدها حين لا نصونها ، حين لا نحافظ عليها ، و حين لا نتناصح بالحفاظ على أرواحنا لنقي أنفسنا و أهلينا الهلاك ( الذي أراده الشّيطان الأكبر لنا ) عن طريق التزام البيوت ، و مضاعفة التّطهير و المحافظة على النّظافة ، و هو ديننا دين الطّهارة روحا وجسدا فلا نتهاون في أرواحنا جهلا و حمقا و سخفا و استهتارا ، و حكومتنا الوليدة تبذل قصارى جهدها ؛ و يصعد وزير الصحة منبره ليحذّر ، و لازلنا نجهل تحذيراته و هو الرجل المخلص المؤمن الذي حتّمت عليه المسؤولية أن يثابر و جنوده قدر استطاعتهم لعدم دخول هذا الشّعب في صراع طويل مع المجرم الامريكي الصغير ( فيروس كورونا ) ، و قد أمسك هذا الوزير العصا من المنتصف حتى لا تقع يمنة و لا يسرة ، و ليس منه تخاذلا لكنّه يحذّرّ انتشار هذا المجرم الأمريكي الذي لا يُرى بالعين البشريّة ،
يحذرّ، و هو مؤمن و مطمئن بأن من أخذ بأسباب النّجاة فهو الحكيم المؤمن الذي تناسقت و استوت و انصلح وعيه فهو مطمئن للّه و هو من يرعى حقوق اللّه في خلقه فلا يفرط في روحه و لا روح غيره
بينما تحكم الكثير العشوائية .. تحكمها باسم الله و العقيدة بالرغم من أنّ اللّه هو من حثنا على أن نحافظ على أرواحنا ، و التفاعل مع قضايانا ، و ضرب لنا في التزام دولة النّظام و القانون بحشرتين صغيرتين : إحداهما النّحلة و الأخرى النّملة ؛ فكلاهما مثابرة طموحة نشيطة تسعى لتأمين حياتها ، و لا تلقِ بنفسها إلى التّهلكة ؛ فهذه النملة الحقيرة كما يعتقد البعض ، تخشى متحملة المسؤولية فتنبه شعبها بان : ” ادخلوا مساكنكم ليحطمنّكم سليمان و جنوده و هم لا يشعرون ” و هي تعلم أنّه من أنبياء اللّه المخلصين و الذين صارعوا و واجهوا و انتصروا على شياطين الإنس والجن ، و مع ذلك حذرت لو يكون تحطيم لها و شعبها في حالة من اللاشعور لسيّدنا سليمان ،،
و اليوم لا بدّ أن نعي و نعدّ فيروس كورونا غازيا من نوع جديد حين حاولت أمّه أمريكا أن تغزونا بكلّ الطّرق ففشلت فأتت به ليتمّ مهمّتها بهدوء ؛ لتهلك الإنسان و تهلك حرثه و نسله ، و بتهاوننا كأنّنا نعيش حالة من اللاشعور بأيّ مسؤوليّة ، فإلى متى هذا الاستهتار ؟
و إلى متى نساعد الصناعة الامريكية في قتلنا و إزهاقنا ؟
و إلى متى نجعل من أنفسنا لقمة سائغة لهذا المجرم الأمريكي كورونا ؟
إلى متى و كلنا مسؤول ؟!
و مالنا كمن يؤمن ببعض الكتاب و يكفر ببعض ؟!
فيا أيّها الشّعب العظيم : لتعلم أنّ كورونا محتلّ أمريكيّ جديد و خطورته أنّه لن يقف عند الحدود فيتصدّى له رجال اللّه ، و يخلّصونا منه فنأمن كما أمّنونا طيلة فترة هذا العدوان و إلى اليوم من دخول الغازي المحتلّ بكيانه البشري ( روحا و جسدا ) إلينا ، فقد واجهوا أمريكا ذلك القاتل العشوائي المتطفّل حين تجاوز كلّ قوانين و أخلاقيات و أدبيات الحروب ،
إنّها أمريكا تعلن الحرب على اللّه أفلا تستحق أن نواجهها بالصّبر ، و التزام البيوت ، و الحفاظ على أرواح غيرنا إن هانت علينا أرواحنا ،
شعبنا العظيم : كما انتصرنا على الأمريكي الكبير بخروج رجال اللّه لمواجهته و ترسانته الضخمة في جبهات الشّرف ، فلنا أن نهزمه غازيا جديدا باتباع ما تحذّرنا منه الجهات المختصة ، و اللّه من وراء القصد ، و السّلام .
أشواق مهدي دومان
Discussion about this post