تلقيت العديد من الرسائل فحواها لماذا لم اكتب شيئا حول تصنيف المانيا لحزب الله
احب ان اذكر المتابعين الكرام اني كتبت قبل اشهر مقالا اشرح فيه بالتفصيل الممل حول تداعيات هذا التصنيف وخطورته وللاسف في حينه كان الغالبية يخالفوني الراي.
المقال نشر في 5-12-2019
عنوان المقال: رسالة عاجلة الى سماحة السيد نصرالله امين عام حزب الله بسبب خطورة ما يشاع عن العقوبات الالمانية على حزب الله/
بقلم ناجي امهز.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سماحة السيد نصرالله ايها القائد الذي حررت وانتصرت وافرحت قلوب مئات الملايين من العرب والمسلمين والاحرار من كل الجنسيات والاديان على مساحة العالم، بالانتصار المبارك على اقوى منظومة عرفتها البشرية وهي المنظومة الصهيونية.
السلام عليكم يا جميل الوجه وفصيح البيان والقائد الشجاع المضحي المربي العظيم والثائر في سبيل الله، المقاوم الصابر على قضاء الله وقدره وظلم شعوب وامم له، فقط لان الحق لم يترك له صاحبا الا الخلص ممن اختارهم الله بعدله لغاية لا يعلمها الا هو.
السلام عليكم ايها المجاهد والاخ والقائد والوالد،
السلام عليكم يا والد لشهيد، السلام عليكم يا كاتم حزنك بابتسامة البشرى للمؤمنين، يا قارئ القران على ارواح المستشهدين، وبلسم جراح الجرحى بالدعاء والعطف واللين، السلام عليكم يا نصير الفراء والمدافع عن المستضعفين ورحمة الله وبركاته.
1-سماحة السيد لا يستع المجال لاخبر سماحتكم كم من مرة وانا احاول ان انشر هذا الكتاب المفتوح من القلب الى القلب، واتراجع لاني لست اهلا لنصح من هو بمقامكم ولا امتلك الكثير من الحكمة التي اعطاكم اياها الله، ولكن من حرصنا ومحبتنا وعميق شعورنا والخوف على كل ساكن ومتحرك يتعلق بالمقاومة وخاصة بظل حروب وعقوبات اخذت تأخذ متسعا بالانتشار ومتسارع باكثر من جغرافيا ينذر بان هناك شلال او “تسونامي” تحاول الصهيونية العالمية ان توجهه الى خارطة المقاومة بعملية ثأرية، مشابه لقنبلة هيروشيما وناجازاكي، بمحاولة اخيرة لكسر حلف المقاومة من خلال استهداف حزب الله بعقوبات تحولت من دولية الى اممية، وفرض حصار خانق يتمثل بحصار المقاومة وبيئتها برجال اقتصادها واطبائها ومهندسيها ومثقفيها وفنيها واعلاميها وعلى راسهم فقرائها.
2-سماحة السيد، نحن اليوم امام حالة تاريخية تشابه حقبة انهيار الاتحاد السوفياتي وتحطم جدار برلين، الذي اكد على احادية القطب الاوحد المتمثل بتوسع نفوذ الولايات المتحدة الامريكية وفرض سيطرتها وهيمنتها على العالم بأماكن اقتصاديا واماكن اخرى عسكريا.
3-سماحة السيد، ان هذا التاريخ الذي بدأ مع المانيا لرسم الخارطة نفوذ امريكا يعود اليوم وبقوى لرسم معالم جديدة تتعلق بخارطة الشرق الاوسط وتحديدا حزب الله، خاصة ان المانيا طيلة هذه السنوات كانت “جدار” متينا صلبا بالدفاع حزب الله وسياسته بالمنطقة والعالم، ولا يخفي على احد ان المانيا هي التي لعبت دورا كبيرا وان كان بطريقة غير مباشرة، بمنع غالبية دول الاتحاد الاوربي من وضع حزب الله على لوائح الارهاب، واليوم مع اقتراب ما يضج به الاعلام الصهيوني العالمي وكانه يصفق ويهتف لالمانيا ويشجعها ان تدخل نادي الدول التي تدرج حزب الله عقوباتها على لوائح الارهاب.
4-سماحة السيد، ان السيستم او ما يعرف بالنظام العميق يعلم ويدرك انه مع انهيار جدار المانيا الذي يستند اليه حزب الله والاحرار من معادين للسامية والمنتفضين على جرائم الصهيونية في اوروبا، سيكونون امام مشهد مرعب يحاكي انتصار النفوذ والمنظمات الصهيونية على النازية، مما يعني ان الضمير العالمي قد تم اغتصابه اسوة بما حصل بفلسطين وغيرها من دول العالم التي تقتل بدم بارد على ايدي الرأسمالية المتوحشة.
5-سماحة السيد ولا يمكن التوقف هنا فقط بحال قررت المانيا وضع حزب الله على لائحة الارهاب التي بالتأكيد ستتبعها كافة دول الاتحاد الاوروبي، وقد يصبح من الصعب حتى على الصين وروسيا التواصل مع حزب الله، بل سيتم حظر كافة وسائل اعلام المقاومة ومنها الالكترونية، وتصبح بحكم المغيبة والمخفية قسرا، وكأنها غير موجودة.
6-سماحة السيد، واخشى ما اخشاه حتى المستوى الداخلي ان يكون هناك بعض الساسة الذين ينتظرون مثل هكذا قرار ومتغير حتى يفرضوا شروطهم على حزب الله ومنها عدم تمثيله باي حكومة او من هم في فلكه.
كما ان قرار العقوبات على حزب الله والذي يتحول الى عالمي، حتما سيخلق شرخا كبيرا حتى بين ابناء الطائفة الواحدة، فالذي يريد ان يتخصص بالخارج او ان يتوسع بأعماله الاقتصادية سيتوجب عليه التقية، وان يعلن كارها عدم قربه او صلته بالمقاومة، بتشابه تاريخي يشابه ما مروا به اتباع ال البيت بعصر الامويين والعباسيين.
7-سماحة السيد، لا استبعد ان يكون هناك بعض الأخطاء التي قد تكون حركت الراي العالمي ضد حزب الله، ومنها بعض المواقف التي يطلقها من يسمون انفسهم مقربون من حزب الله والذين ينتشرون على الاعلام المقاوم (فضائيات ومواقع الكترونية) بطريقة توحي الى المتابع انهم ينطقون بما لا يستطيع حزب الله النطق به، وخاصة بتعاطيهم مع الانتفاضة اللبنانية على الفساد، حيث ذهبوا بعيدا بطريقة جعلت هيئات ومنظمات المجتمع المدني غير الحكومية بالعالم، تنتفض على حزب الله وتتهمه بممارسة الارهاب الفكري، ومثل هذه الامور تضعف مواقف الدول الأوروبية التي كانت تدافع عن حزب الله بسبب تأثير منظمات المجتمع المدني بالخارج على المنظمات الحكومية، وخاصة ان المجتمع الغربي لا يؤمن بنظرية المؤامرة وان نظرته الى الفرد تختلف تماما عن نظرتنا الى الفرد الذي منه يتكون المجتمع، كما ان المجتمع الغربي لا يعاني ما نعانيه من خبث الاعلام الصهيوني.
8-سماحة السيد، اردت ان اقدم هذه الجزئية حول حقوق الانسان والتي تكلمت عنها باحد مقالاتي في عام 2009 انه بعد تحرير الجنوب عام 2000 استطاع حزب الله ان يفشل المخطط الصهيوني الخطير، الذي كان يتوقع ان يقوم حزب الله بردة فعل قاسية وان ينتقم من العملاء، فاذا بحزب الله يفاجئ الجميع بإنسانيته، وتعاطيه الاخلاقي مع اشد اعداء الوطن، حيث لم يسجل ضربة كف واحدة او يسجل اي انتهاك او اعتقال تعسفي حتى لاخطر العملاء، وقد فاق بتعاطيه هذا كل الذين ينصبون انفسهم اليوم مدافعين عن الحرية ومنها المقاومة الفرنسية التي ارتكبت الجرائم بحق النازيين، وقد كان لهذا الفعل الاثر الطيب على صناعة الراي العام العالمي الذي وجد نفسه عاجزا رغم بحثه الدقيق عن اي انتهاك انساني ليدين به حزب الله.
9-سماحة السيد هناك الكثير الكثير من الكلام، وعذرا ان اخذت من وقتكم لكن بسبب التراجع الاعلامي العاجز عن مواكبة المتغير او صناعة راي عام قادر ان يدافع عن المقاومة او يواكب ما يحدث وخاصة عندما نشاهد ان ما تكلفه هذه الفضائيات من ملايين الدولارات بينما عدد متتبعيها لا يتجاوز الألوف، وجدت نفسي مضطر ان اوجه الى سماحتكم هذا الكتاب بطريقة مباشرة حرصا وانا اعلم بانكم تعلمون، ولكن لنشهد امام الله انه قمنا بواجبنا، مع العلم بان لدينا عشرات الاستراتيجيين ولكن ربما لضيق الوقت بين مقابلة ومقابلة لا يتسع لهم الوقت لمطالعة ما يجري بالعالم.
بكل حب ومودة واحترام ناجي امهز
Discussion about this post