السبت 18 إبريل-نيسان 2020 الساعة 10 مساءً / صحيفة 26 سبتمبر الأسبوعية
شوقي عواضة
لم تكد تمرّ أيامٌ على إعلان التّحالف العدوانيّ على اليمن عن هدنةٍ لوقف إطلاق النار التي رفضت من قبل صنعاء وكانت قد حققت انتصاراتٍ كبيرةً في الميدان ممّا أعطاها الدفع والقوّة للتفوّق وعدم الخضوع لشروط التّحالف العدواني وعلى رأسه السّعودية والإمارات التي لم يعد أمامها سوى التفاوض على تجنيب مؤسّساتها ومصالحها الاقتصادية من استهداف صواريخ الجيش واللّجان الشّعبية ضمن عمليّة التفاوض على استقرارها وبقائها لا سيما في ظلّ حرب النفط التي شنّها ولي العهد محمد بن سلمان والتي انعكست على الوضع الاقتصادي السعودي إضافةً إلى العبء الذي تتكلّفه المملكة في مواجهة جائحة كورونا . ضغوط كبيرة تظهر جليّة وفق ما أشارت وكالة الصّحافة الفرنسيّة في تقريرٍ لها تحدثت فيه عن وهن قوى التحالف العدواني في اليمن واستحالة تحقيق أي هدفٍ من أهداف العدوان المعلنة مع دخول العدوان عامه السادس وهذا يعني أنّ أيّة عمليةٍ لوقف العدوان ستخدم السعودية والإمارات قبل أن تخدم اليمن لا سيّما في ظلّ خوض أنصار الله المفاوضات من موقع قوّةٍ أضعف موقف التحالف العدواني الذي لا زال يتعاطى بعنجهية الجاهل الذي لا يريد أن يعترف بهزائمه المتتالية أمر أكّدته إيلانا ديلوجر الباحثة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى حيث استبعدت توقيع السعودية على توقيع اتفاقية استسلامها الكامل رغم استعدادها لدفع الكثير لإعادة الإعمار ورأت ديلوجر أنّ هناك تغيراً في أولوّيات السعودية في ظل الحرب التي لا يمكن أن تكسبها عسكريّاً مشيرة ألى أنّ جائحة كورونا شكّلت فرصةً للسعوديين لحفظ ماء وجههم فبادروا إلى إعلان وقف إطلاق النار بشرط أن لا تبدو العملية كاستسلامٍ لأنصار الله أمام تلك المعطيات المتزامنة مع حركة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيت الذي أعلن أنّ وقف القتال أصبح أمراً (مصيريّاً وشديد الأهمية) وفي ذلك رسالة واضحة تظهر مستوى العجز الذي وصلت إليه السعودية وأنّ استمرار العدوان يشكّل المزيد من الاستنزاف لها ولقدراتها وانهاكاً لقوّتها وكسراً لهيبتها امام العالم على أيدي رجال الله في اليمن الذين هشّموا صورة جيشها بإمكانياتٍ متواضعةٍ. والسؤال ماذا لو استمر العدوان ؟وما هو الثمن الذي ستدفعه قوى العدوان في ظل تصعيد الحالي حيث شنّت قوى العدوان منذ إعلان الهدنة أكثر من 32 عملية تسلّلٍ وهجومٍ استهدفت معظم الجبهات في محافظات مأرب والجوف والبيضاء وتعز وجبهات الحدود ورغم ضخامة العمليات الهجومية تمّ كسرها على أيدي الجيش واللجان الشّعبية وتمّ دحرها وتكبيد قوى العدوان خسائر فادحة في الأرواح والعتاد ترافق ذلك
مع شنّ طائرات تحالف العدوان السعودي الأمريكي ما يقارب المئتين وثلاثين غارة جويّة استهدفت محافظات صنعاء وعمران والجوف ومأرب والبيضاء وصعدة والحديدة وادإزاء ذلك التّصعيد أكّد المتحدّث الرسمي باسم القوّات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع أن القوات المسلحة ستتخذ الإجراءات المناسبة في الدفاع عن بلدنا وشعبنا لردع هذا العدوان والصلف السعودي الأمريكي وايقافه عن غطرسته وغيه . وعد بالردّ أكّد مصداقيته وفعاليته من خلال سنوات العدوان التي تشهد بأنّ اليمنيين اذا وعدوا صدقوا . فماذا لو أعادت قوّات صنعاء التي لا زالت تدافع عن وطنها برحمةٍ وإنسانيّةٍ وأخلاقٍ ودينٍ ومعايير تجرّد منها طغاة الرياض وحلفاءهم ماذا لو قام الجيش واللّجان الشعبية بالردّ على العدوان بالمثل بقصف أهداف استراتيجيّة من شركات النفط والكهرباء والمياه وغيرها من المراكز الحساسة بالصّواريخ الباليستية حينها ستكون الضربة القاسمة لطغمة آل سعود وسيخرج العالم ليتباكى على طواغيت هذا العصر ذلك العالم المقيت الذي لم يرف له جفنٌ وهو يشاهد ذبح الشّعب اليمني على مدى خمس سنوات من العدوان ذلك العالم الذي لا يفهم إلّا لغة القوّة عليه أن يدرك بأنّ ما لم ينجزه العدوان بالحرب لن ينجزه بالسّلم وأنّ عزّنا وسلامنا سنكنتبه بدمائنا وسنفرضه بصواريخنا الباليستية. .
Discussion about this post