✍🏻 #د.محمد_البحيصي
#رئيس_جمعية_الصداقة_الفلسطينية_الإيرانية
في زمن تراجع الوعي بدور الّدين تبرز مقولة : *(ثنائية العلم والدين)* وكأنّهما متقابلتان متناقضتان لا تجتمعان…!!
وهذه المقولة الظاهرة تزداد فشواً في المجتمعات التي تدّعي التّحضر المادي وتلك المتخلّفة على حدّ سواء…
وما بين نسبة الوباء ” الكورونا” إلى الطبيعة الغلّابة وقدرتها على إنتاج ما يقف الإنسان مذهولاً وشبه عاجز عن مواجهته إلى نسبته إلى قانون ( الثواب والعقاب ) في مسيرة الإنسان بحسب تغيرات ما بنفسه..ينحاز الناس إلى هذا التفسير أو ذاك..وكأنّ هناك أصلاً مشكلة بين العلم والدّين..!! وكأنهّ مطلوب أن نعود إلى تلك العصور الغابرة التي كان العلم فيها مرفوضا من رجال الكهنوت..!! وهو ما لم يعد له وجود في عالمنا اليوم إلّا قليلا…
وللأمانة والحقيقة : فإن أكثر الناس تطرّفاً في تفسير وباء الكورونا هم أدعياء النظرية العلمية الذين يرفضون ويستهزئون بأي تفسير ديني للمسألة..بينما لم أجد – في حدود علمي – أحداً من المتدينين يرفض التفسير العلمي البحثي التجريبي لهذا الوباء…
إن أدعياء الانتصار للعلم كان يمكن أن يكونوا على حق لو لم يبادروا لنفي البعد الغيبي والإلهي للمسألة، وهم بهذا يريدون العودة بالبشرية إلى ما قبل الدين حين كان الإنسان يعبد الطبيعة ويتخذها آلهة يحتمي بها ويلجأ إليها..وهذه هي الرّجعية بعينها والتي يفترض أنّ البشرية قد تجاوزتها إلى غير رجعة…
وسؤالي إلى هؤلاء قبل الخوض معهم في هذه القضيّة :
هل أنتم تؤمنون أصلاً بوجود إلهٍ واحدٍ خالقٍ قادر، له الخلق والأمر، وبيده مقاليد السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، وأنّه كاشف الضرّ والسوء، وأنّه ما من دابّة إلّا هو آخذ بناصيتها، وما من غائبة في السموات والأرض إلا في كتاب مبين….الخ ؟؟؟
هذا هو السؤال المحوري الإرتكازي المفتاحي المنهجي الذي تتفرع عن الإجابة عليه باقي المسائل والأحكام…
*موقف الدين من الوباء :*
أمّا موقف الدين من الوباء فإنه *قد أَوْجَبَ التّداوي، وعليه فإنه يكون قد أَوْجَبَ قبل ذلك البحث والتجربة للوصول إلى الدّواء وتحصيله،* حيث ما لا يتم الواجب إلّا به فهو واجب.. *ومن أهمل هذين الأمرين فهو آثم…*
*والبحث عن الدّواء* فرض كفائي، *بينما تعاطي الدّواء* فرض عيني لحفظ النفس.
*منطلقات التفسير الديني لڤيروس كورونا :*
ينطلق التفسير الديني لفيروس الكورونا *من بديهية أن لا شئ في هذا الوجود يوجد عبثاً دونما علّة غائية لوجوده،* إذ كل ما في هذا الوجود يتحرّك في سلسلة الوحدة الوجودية التي تتكامل وظائف حلقاتها من الذرّة إلى المجرّة، حيث يتبوأ الإنسان موقع الإدراك والاختيار لصعوده أو تسافله، وكل الموجودات بما فيها الكورونا سخّرت لهذا الإنسان، وعليه أن يسعى لإدراك قوانين فعلها وصولاً إلى ذلك التسخير…..
Discussion about this post