كلمة وزير النقل والأشغال العامة.
الاستاذ محمد عياش قحيم
بداية أتوجه بالشكر الجزيل للقائمين على الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء، ولما بذلوه من جهود حثيثة على مدى سنوات نجحت في إبراز مظلومية الشعب اليمني وما يتعرض له من عدوان، وتعريف الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي بما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان غاشم شنه تحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية وأمريكا منذ مارس ٢٠١٥م.
ها نحن نعيش اليوم في فعالية الذكرى السنوية لحصار مطار صنعاء، أولى ثمار الجهود الدبلوماسية الرسمية، ومعها هذه الجهود النخبوية والشعبية، التي أسفرت عن الكسر الجزئي لحصار مطار صنعاء الدولي كأحد أبرز ملامح العدوان الذي شهدته اليمن منذ قرابة ١٠ سنوات، حيث فرض تحالف العدوان بقيادة السعودية وأمريكا حصارًا جويًا على المطار منذ أغسطس 2016، عندما قرر تحالف العدوان إغلاق المجال الجوي أمام الرحلات التجارية والإنسانية من وإلى مطار صنعاء، ولا شك في أن الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي قد توسعت لتشمل جهودًا إعلامية وإقليمية، ونجحت في جذب انتباه المجتمع الدولي إلى معاناة اليمنيين بسبب الحصار، وكان لها اسهامها الواضح في الكسر الجزئي للحصار، ولكن ما يزال الحصار مستمرًا بشكل جزئي، الأمر الذي يتطلب استمرار الجهود لكسره بشكل كامل.
أدى الحصار إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث أصبح من الصعب على المرضى السفر لتلقي العلاج في الخارج. كما تأثرت عمليات الإغاثة الإنسانية بشكل كبير، حيث لم تتمكن المنظمات الدولية من إيصال المساعدات الضرورية إلى المناطق المتضررة. بالإضافة إلى
ذلك، أثر الحصار على الاقتصاد اليمني، حيث توقفت حركة التجارة والسياحة، مما زاد من معاناة المواطنين.
فعلى مستوى الآثار الصحية تشير الأرقام غير النهائية إلى أن هناك أكثر من 95,000 مريض توفوا بسبب عدم قدرتهم على السفر للعلاج في الخارج، وهناك ما يقرب من 48,000 مريض بحاجة ماسة للسفر للعلاج، يموت منهم حوالي 30 حالة يومياً.
أما حالات الإصابة بالأمراض المستعصية فهناك على سبيل المثال 71,000 مريض بالأورام السرطانية مهددون بالموت بسبب نقص الأدوية والعلاج المناسب، بالإضافة إلى 8,000 مريض بالفشل الكلوي بحاجة إلى عمليات زراعة الكلى والسفر للخارج، ناهيك عن نقص حاد في الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة والتي كانت تنقل عبر مطار صنعاء بظروف نقل خاصة.
إن إغلاق المطار أدى إلى تعطيل حركة التجارة والنقل الجوي، مما أثر سلباً على الاقتصاد المحلي وزاد من تكلفة السلع والخدمات، كما أدى إلى فقدان العديد من فرص العمل المرتبطة بالمطار والخدمات اللوجستية، مما زاد من معدلات البطالة والفقر، أما على صعيد الآثار الإنسانية فهناك أكثر من 4 ملايين مغترب يمني حرموا من العودة إلى الوطن بسبب إغلاق المطار، بالإضافة إلى فقدان آلاف الطلاب لمنحهم الدراسية في الخارج، مما حرمهم من فرص تعليمية هامة.
إن الحقيقة الدامغة التي لا جدال فيها هي أن
حصار المطار قد فاقم الوضع الإنساني وتسبب في مأساة إنسانية كبيرة بشهادة الأمم المتحدة، لدرجة أن إجراءات الفتح الجزئي للرحلات لم تعد تكفي لمعالجة الآثار الكبيرة والتراكمية على الشعب اليمني في مختلف المجالات الصحية والاقتصادية والإنسانية جراء الحصار، الأمر الذي يفرض على الجميع مسؤولية كبيرة في مواصلة الجهود الحثيثة للكسر الكلي للحصار الجائر المفروض على اليمن خصوصاً الحصار على مطار صنعاء، وهنا تبرز أهمية استمرار أنشطة وفعاليات الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء، حتى تحقيق الغاية النهاية المتمثلة بالرفع الكلي للحصار على مطار صنعاء الدولي، وصولاً إلى كسر الحصار الشامل على اليمن.
Discussion about this post