✍ عبدالرحمن الحوثي
كاتب ومحلل سياسي
1/3/2020
الجزء الأول…
“” حكم العقود….حكم السنين… ثم حكم الشهور””
الأحداث الدائرة في المملكة الهالكة ذكرتني بما كنا نسمعه من آبائنا عندما نتحدث عن ظلم آل سعود لليمنيين منذ عقود طويلة… كانوا يقولون ان آل سعود سيمرون بملوك تحكم عقودآ من الزمن, يليه ملوك تحكم لسنوات فقط, ومن بعدها ملوك لا يستمر حكمهم سوى أشهر فقط….
وبغض النظر عن تصديق مثل هذه المقولات من عدمه…فالواقع اليوم نرى الزهايمر المجرم يقترب من جهنم شيئآ فشيئآ… ونرى صاحب ( علامة الجودة الإمريكية) محمد بن سلمان يزج بمعارضية او بمن هم احق منه لتولي الملك ( بحسب قانونهم وآليتهم الداخلية في اسرتهم) في السجن, ويقبض على ضباط وامراء وكل من يشك انه سيعارض إعتلائه كرسي الملك.
طبعآ من الواضح جدآ ان الخطوات التي يقوم بها المهفوف هي خطوات إمريكية التخطيط والدعم ولا نستبعد التنفيذ خاصة وان بعض التقارير تشير إلى ان عملية الإعتقالات تتم عن طريق عناصر ( ملثمه) من بلاك ووتر الأمريكية .
– فما هو السيناريو الذي تنفذه امريكا في السعودية؟؟وإلى اين ستؤول الأمور؟
– ماهو الدور الذي ستلعبه دول محور المقاومة؟ وخاصة اليمنيون؟
نرى الجميع يدور حول موت سلمان, وسعي إبنه إلى تولي الملك…بالرغم أنه أصلآ لم يعد يهمنا موت مجرم او تملك مجرم آخر..لسبب بسيط وهو ان الحكم لم يعد بيد آل سعود منذ بدأ العدوان على الشعب اليمني, فقد اصبح الإمريكيون والبريطانيون واليهود هم من يسيرون سياسة السعودية من الباطن, فهم من يحدد مواقف آل سعود, هم يحرسون المهفوف بعناصرهم, هم من يدير المسائل الأمنية في الحرمين بل وفي السعودية بكلها, هم من يفعل كل شيئ وما كان المجرم الكبير او الصغير إلا شماعة يعلقون عليها مايقومون به من إجرام بحق اليمنيين والسوريين وغيرهم, وفي حق المقدسات في فلسطين او في الحجاز.
– لذلك نحن نرى أن دهاء اليهود يقودهم إلى الإسراع في إرتقاء محمد بن سلمان سدة الحكم , ولكن ليس لسواد عيونه, وليس ليبقى ملكآ لفترة طويلة..فليس ببعيد أن يكونوا قد إستعجلوا في موت ( قتل) سلمان, ليبدأوا بتنفيذ مخططهم حيث وان عامل الوقت ليس لمصلحتهم….فما هو مخططهم؟
– لو نظرنا إلى المتغيرات الدولية كما يلي:-
1 – التوحد الفلسطيني ومن خلفه دول محور المقاومه في رفض صفقة القرن.
2- الضربة التي وجهتها ايران إلى امريكا.
3- مطالبة العراقيين بخروج الأمريكيين من العراق.
4- هزيمة داعش الكبيرة وتضييق الخناق عليهم في العراق وسوريا.
5- هزيمة الاصلاح والتكفيريين والعدوان في اليمن.
6- الإتفاقيات التجارية الكبرى والتكتلات الإقتصادية العملاقة بين روسيا والصين وغيرهم والمناهضة للسياسة الأمريكية.
7- الإبقاء على عدم الإستقرار الحكومي في العراق ولبنان, وعدم الإستقرار الشعبي- الحكومي في مصر , والفوضى بالمد والجزر في ليبيا, وغيرها.
8- ومؤخرآ إنتشار فيروس كورونا وقوة الترويج الإعلامي له والتهويل الغير منطقي بمخاطره وخاصة في بعض الدول اكثر من غيرها.
9- خبر.إحتضار او موت سلمان.
هذه بوتقة أوضاع دول المنطقة او الإقليم , يقابلها بعض التحركات مثل:-
1 – التدخل التركي الكبير في القضية الليبية.
2-ظهو من يسمون أنفسهم فرق الموت من اصحاب تنظيم الذئب الرمادي المتشدد التركي في قتال السوريين.
3- زيارة المسئول الإيراني الرفيع للعراق.
4- بدء إتهام إمريكا من قبل ايران والصين بأنها تمارس الحرب البيولوجيةضدهما عن طريق نشر فيروس كورونا.
5- العملية الإرهابية الأخيرة التي حدثت في تونس بعد وقت طويل من الهدوء.
– ولو أمسكنا بهذه الخيوط من متغيرات وتحركات سنلاحظ ما يلي:-
اولآ:- المخطط الإمريكي: – ويهدف إلى إستثمار إنشغال العالم بفيروس كورونا لتمرير الحلم اليهودي والذي هو في الحقيقة أحد أمرين..إما صفقة القرن والآخر وهو الذي يسعى إليه حاليآ وهو السيطرة على المشاعر المقدسة مكه والمدينة .. فهم اليوم يدفعون بإبن سلمان نحو الهاوية بإجراءآت الإعتقالات التي ستجعل من المملكة على فوهة بركان…برغم أنه لم.تكن هناك حاجه إلى هذه التصرفات فجميعنا نعلم أن امراء السعودية المعتقلون يخضعون للتوجيهات الأمريكية شاءوا ام أبو….وما كان الغرض من ذلك إلا إستغلال هذه الفجوة التي احدثها بن سلمان لإستمرار حلب السعودية ومن ثم إستغلالها لنشر الفوضى في المملكة بحيث ينشغل الشعب الحجازي بصورة تسمح للإمريكيين تعزيز تواجدهم المباشر من جهة, وإدخال عناصر ذراعهم الاساسي الداعشي إلى السعودية بعد إخراجهم من سوريا ومن العراق وأيضآ من اليمن ليصبح تكتلهم الأول هو في بلاد الحرمين ليبدأون مهمتهم المعتادة في تدمير المقدسات ونبش القبور لتؤول الأوضاع اخيرآ إلى تمثيلية حرب جديدة بين الأمريكان وبين الإرهاب في شبه الجزيرة العربية والذي لن تكون نتائجه إلا تدمير.ما يريدون تدميره وتعطيل فريضة الحج…الى.جانب الإستيلاء المباشر على الثروة النفطية التي لم تعد تكفي ءل سعود والامريكان معآ ونلاحظ الأزمة الإقتصادية وإنخفاض اسعار النفط الذي تمر به الملكة.
وبالتالي ستعوض امريكا تواجدها المهدد في العراق إذ نرى اليوم مقتل مجندين إمريكيين في وسط شمال العراق, وأيضآ ستجد موطء قدم لدواعشها وللجناح الإخواني المهزومين في العراق وسوريا واليمن ولعل هذا يفسر السباق المحموم للدول الإستعمارية في محاولة الحصول على نصيبها من الكعكة فهاهو التركي يسعى لإستعادة أمجاد العثمانيين ويرسل إلى سوريا مقاتلي تنظيم الذئب الرمادي الذي يؤمن بأن للدولة التركية الحق في إستعادة التركة العثمانية…..ففي سوريا كورقة ضغط وتفاوض مع الروس, ويتدخل بقوة في ليبيا كورقة ضغط وتفاوض أيضآ مع فرنسا وبريطانيا, وسيخسر في كلتيهما..
ونرى إيران تتحرك نحو العراق لتعجيل الخروج الأمريكي بإرسال احد مسئوليها للتنسيق مع العراقيين…
وأيضآ ايران والصين يستبقون الخطوات الإمريكية في السعودية بإتهام إمريكا بشن حرب بيولوجية عليهما وفي هذا تلويح بأن حق الرد مكفول ( وهي رسالة الى أمريكا بعدم السير في مخططها مالم فهي المواجهة.)
وأيضآ نلاحظ السعي البريطاني إلى الحفاظ على ما تبقى من صنيعتها ( الوهابية ورديفهم الإخواني) فنرى المبعوث الأممي يصل إلى مأرب في مهمة بريطانية أقرب مما هي أممية ليحدد للإخوان مسارهم إما إلى الجنوب ( المستعمرة البريطانية السابقة) لتعزيز جبهة تعز أو لتقديم المزيد من الخدمات لبريطانيا لتتمكن من استعادة مستعمرتها… أو إلى الأطراف الشرقية السعودية لتكون هي كعكتهم في حال تفككت المملكة السعودية..
هم يعلنون أنهم يريدون السلامة لمأرب ولتصبح ملاذآ للنازحين ولكن في الحقيقة هم يريدون إستمرار الحصار على حكومة صنعاء وحرمان الشعب اليمني من ثرواته ما لم فإستكمال الخطة التي ذكرناها في حال صمم الشعب اليمني على تحرير أراضية وبمقدمتها مأرب.
إذا بالمختصر أصبح الخطر الحقيقي الواضح هو على المقدسات,, وأصبحت المملكة في مهب العاصفة, واصبحت دول الإستكبار تحد السكاكين لإنجاز مخططهم الأخير..
فما هو الدور الذي يجب ان تقوم به دول محور المقاومة؟؟؟؟
وما هو دور اليمنيين في إحباط الحلقة التآمرية الأخيرة؟؟
سيتم مناقشة ذلك في الجزء الثاني بإذن الله.
👈 يتبع في الجزء الثاني..
✍ عبدالرحمن الحوثي
كاتب ومحلل سياسي
9/3/2020
Discussion about this post