بقلم د.يوسف الحاضري
كاتب وباحث في الشؤون الدينية والسياسية
abo_raghad20112@hotmail.com
أذكر في 2006 عندما اعلن الكاهن عبدالمجيد الزنداني انه اكتشف علاجا لمرض الأيدز وأنه لا يمكن ان يصنعه ويصدره للعالم (أسوة بمكتشفي بقية العلاجات السابقة ) بل انه سيعالج المرضى داخل اليمن وبالتحديد في مقر جامعة الإيمان في العاصمة اليمنية صنعاء ، كان هذا القرار كارثة أشد وألعن من كارثة المرض نفسه ، حيث كان يأتي المرضى بهذا المرض من كثير من دول الخليج خاصة السعودية والإمارات (كونه منتشرا بكثرة) الى اليمن ولأن اليمن في تلك الحقبة كانت بلا سيادة ولا دولة حقيقية فقد كان الدخول إليها بدون أي شروط او فحوصات ولم يكن هناك ايضا حجرا صحيا لهؤلاء المرضى يتم وضعهم فيه ومعالجتهم وحجزهم عن المجتمع (كونهم حاملين مرضا خطيرا وايضا نفسية غالبيتهم شهوانية اجرامية تميل للحرام من الفواحش والذي جعلهم مصابين به) لذا كان هؤلاء يذهبون الصباح للزنداني ليتلقوا العلاج والمساء يذهبون للبحث عما يشبع نزواتهم الجنسية فنشروا المرض في اليمن وكانت كارثة بكلما تعنيه الكلمة من معنى ، ودمارا يضاف لسجل الزنداني الممتلأ بالجرائم في حق ابناء اليمن.
اليوم هناك كارثة اخرى (ان صح ما تناقلته وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي) تماثل الى حد كبير كارثة الزنداني ولكنها فيما يسمى الأنتقالي المسيطر على جنوب اليمن تحت عباءة نفس الشيطان الإماراتي والذي لا يجد مانعا على الإطلاق في ان تستقبل اليمن كل من ثبت اصابته بمرض كورونا من الإماراتيين ليحمي الإمارات على حساب الفتك بأهله ، حيث وجدت الإمارات ان افضل طريقة هي نفي كل من يثبت اصابته بالمرض الى اليمن وليس كما تعمله كل دول العالم في انشاء حجرا صحيا في ارضها وتضعهم فيه حتى يتماثلوا للشفاء .
نفسيتان شيطانيتان تشرحهما هذه الحادثتين الإجراميتين ، فالنفسية الاولى تتمثل في نفسية المرتزقة الأذلاء من ابناء اليمن والذين لا ينظرون لعواقب قراراتهم وتوجهاتهم الا بمنظار الكسب المادي وإرضاء اربابهم من المحتل ، فلم ينظروا الى الامر بمنظور السيادة ولم ينظروا للامر بمنظور ان ابناء اليمن مثلهم مثل ابناء الامارات والسعودية وغيرهم لهم قيمتهم ومكانتهم واحترامهم وحقهم في الحماية من الامراض وغير ذلك ، بل نظروا للامر بمنظور ان الجنس الخليجي أرقى وارفع منه نفسه ومن بقية ابناء جلدته لذا لم يجدوا هؤلاء مانعا في ان يضحوا بملايين اليمنيين خدمة وحماية لأسيادهم الذين في الاساس هم ابناء الشيطان وان كانت صورهم واشكالهم بشرية (اعني بذلك النظامين السعودي والإماراتي) ولم يمتلك هؤلاء المرتزقة مجرد رأي يرفضون فيه هذا التصرف الأرعن الخطير المدمر بل سارعوا لتحديد اماكن في مستشفى عدن ليستقبلوا فيه مرضى الإمارات لتبقى الإمارات وابناءها آمنة وتحل الكارثة باليمن وابناءها استمرارا لما بدأوه اول مره بأستجلابهم ليحتلوا اليمن ويحاصروه ويدمروا مقدراته وينهبوا ثرواته ويقتلوا ابناءه ويصادروا قراره وينتزعوا عزته ويأسروا كرامته وينتهكوا حرماته وغير ذلك مما رأينا خلال ال5 اعوام من العدوان والاحتلال والحصار ، فأي نفسية يمتلكها هؤلاء العبيد !.
النفسية الثانية هي نفسية المحتل الشيطاني المتمثل في الانظمة الخليجية على رأسها نظامي السعودية والإمارات والتي وصل بهم الخبث والدناءه واستحقار الانسان اليمني والنظر اليه بما هو دون الدونية حتى فيفكرون بهذا الامر ويتجهون لمثل هذا الإتجاه رغم انه كان بالأمكان ان يحجروهم في اماكن معزولة اشد مما يمكن ان يعزلوهم في اليمن ، فالأمر من منظورهم لا يقتصر فقط على حماية انفسهم وشعبهم والا فهناك جزر كثيرة لديهم يستطيعون وضعهم فيها عوضا عن ان أنظمة الحجر في هذه الايام قوية وآمنة وفقا للاجراءات السليمة في ذلك ، ولكن الامر ياتي استمرارا لتوجههم العدواني الهادف الى قتل اليمني بشتى الطرق والوسائل فامراض الكوليرا والدفتيريا والضنك وانفلونزاh1n1 وغيرها من التي حصدت عشرات الآلاف من ابناء اليمن كان لهؤلاء السبب الرئيسي فيه ، فأي نفسية أمتزجت فيها كل لعنات الشياطين فشكلت هؤلاء البشر !
ان الأمر يجب ألا يمضي مرور الكرام خاصة وكل الدلائل والبينات واضحة جدا في هدف هؤلاء المحتلين فلم يعد الامر مجرد نظرية او احتمالية بل تجاوز الى ان يصبح (رأي العين وسمع الاذن ولمس الجلود ) فكل يوم تظهر جريمة شيطانية يحدثها المحتل ويقابله للاسف سلبية من المواطنين في تلك المناطق عوضا عن استمرار المحايدين في غيهم يعمهون وكأن الكارثة لن تحل به كما حلت به كوارث سابقة كقطع الراتب والجوع والغلاء في المعيشة جراء الحصار والعدوان ، فالخوف من الموت بعزة في مواجهة هؤلاء الشياطين سيجلب لهم الموت بذل وهوان عبر فيروس لا يرى بالعين المجردة وكما مات كثير في سجونهم السرية بممارسات خبيثة ولا اخلاقية فالمحتل جاء الى اليمن واليمنيين بالموت .
نفسية مرتزقة كيف لها ان تحكم ارض الايمان والحكمة وتتحكم في مصير من هم ألين قلوبا وارق افئدة من احتوتها واحتوى الحكمة والإيمان احتواء ، وكيف لها أن تقبل تلك النفوس التي تتربع على براميل النفط في الخليج أن تحكم من يحكمها فيصبح اليمني عبدا خانعا خاضعا لعبد الخليجي الذي هو في الاصل عبدا للامريكي الصهيوني ، لا تقبل بهذه الوضعية الا من امتلكت نفسية أكثر انحطاطا من هذه النفوس لذا ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله فلا حياة دنيوية تهنوا فيها ولا مصير أخروي سيكونون فيه مقبولين عند الله ولا عذر لاي انسان امام الله مهما ظن نفسه ضعيفا لا يمتلك قدرة في التحرك فالله لم يخلق الانسان وجعله عاجزا ووضع القوة والتسلط بيد اعداءه من شياطين الإنس والجن ، فتدبروا يا أولي الألباب لعلكم ترحمون.
Discussion about this post