جبهة العمل الإسلامي
/ لبنان
شارك وفد جبهة العمل الإسلامي في لبنان برئاسة منسق عام الجبهة الشيخ الدكتور زهير الجعيد وعضوية عضو مجلس القيادة الشيخ غازي حنينة في المؤتمر الدولي الذي عقد بعنوان “تجربة الدراسات الإسلامية في سياق إحياء وتنمية المدرسة الدينية الروسية”، والذي عقد بمقر أكاديمية بلغار الإسلامية بجمهورية تتارستان الروسية – مدينة بلغار .
. وقد ألقى كلمة الجبهة المنسق العام الشيخ الدكتور زهير الجعيد، جاء فيها:
.
إن المدرسة الإسلامية المنطلقة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ونهج الصحابة رضوان الله عليهم التي تقوم على الحوار هي الأساس التي حافظت على وجود الآخرين في بلادنا الإسلامية ومعابدهم وكنائسهم وحتى أصنامهم وكل مقدس عندهم دون القبول بالتعرض لها رغم حكم الإسلام لهذه البلاد لأكثر من ألف وأربعمائة سنة، فقدم الإسلام أنموذجا عمليا على سماحته ورحمته، وقبوله للآخر وعلى عدم جواز فرض قناعاتنا بالقوة على الآخرين فقال تعالى: {لَآ إِكْرَاهَ فِى ٱلدِّينِ} [البقرة: ٢٥٦].
إن الإسلام لعب دورا أساسياً ومفصلياً هنا في هذه البلاد المنضوية اليوم تحت اسم الاتحاد الروسي، ولم يقتصر الدور والتأثير التاريخي على هذه المنطقة، بل تخطاه ليصل إلى كل المسلمين في العالم فبرز منهم العلماء في شتى العلوم الإسلامية وكذا في الفتوحات الإسلامية إلى الدور المهم في طباعة الكتب الشرعية وخاصة طباعة القرآن الكريم الذي لعبته مدينة قازان. واليوم وأمام التحولات السياسية الكبرى التي تحصل في العالم وبعد حالة القمع التي مورست على المسلمين ومساجدهم ومعتقداتهم في ظل الحكم الشيوعي السابق، والتي حافظ المسلمون في هذه البلاد على دينهم وقيمهم وخصوصيتهم بجدارة، بل خرجوا بعد هذه المحنة الطويلة والصعبة اكثر قوة وأشد عزيمة في التمسك بإسلامهم ونهجه القويم البعيد عن كل أشكال التطرف والغلو، وبدأت صروح العلم والمعرفة والتنوير ترفع من معاهد وجامعات إسلامية، وأكاديمية بلغار الإسلامية هي إحدى هذه الصروح المهمة والمؤثرة، رغم حداثة نشأتها، هذه الجامعات مطالبة اليوم وأمام الفرصة التاريخية التي قد لا تتكرر، وخصوصا مع وجود إدارة سياسية للبلاد تتفهم التنوع الديني والطائفي في الاتحاد الروسي وعلى رأس هذه الإدارة الرئيس فلاديمير بوتين الذي يمد يد العون للمسلمين في الاتحاد، على تقديم النموذج الإسلامي المثالي في هذه البلاد، من خلال الأداء الصحيح المستند إلى المدرسة الإسلامية المنفتحة والحوارية التي تمد يد التعاون والتواصل للآخر، من أجل بناء الدولة القائمة على المشاركة البناءة بين مختلف أبناء ومكونات الدولة الاتحادية، لكي يقدم المسلمون في روسيا المثال الطيب والجلي في نصاعة التعاليم الإسلامية السمحة التي تمثل لغير المسلمين من أبناء الدولة الاتحادية الأنموذج الذي يُقتدى به أمام اجتياح المادية والإباحية والخواء الروحي للآخرين، وفقدانهم للهدف الأخروي؛ وكذلك فإن عالمنا العربي بحاجة إلى تأثير المسلمين الروس في السياسة للدولة، وخاصة مع آحادية الهيمنة العالمية الأمريكية والدور الجديد الذي تلعبه روسيا في منطقتنا العربية والعالم، والحاجة الملحة لإعادة التوازن للسياسة العالمية، وعلى رأسها إحقاق الحق والعدل في قضية كقضية فلسطين وشعبها الذي يتعرض منذ ما يقارب القرن للإبادة والتهجير والقمع والظلم والاستبداد ومن حرمانه من أبسط الحقوق الإنسانية في العيش الكريم.
وكانت للوفد عدة لقاءات مع بعض المسؤولين الروس المشاركون في المؤتمر والذين يمثلون الإدارة السياسية الروسية، وكذلك إدارة الأكاديمية ومفتي الجمهوريات الاسلامية المشاركين، والوفود العربية والاسلامية ناقشت أوضاع المسلمين في روسيا والعالم.
Discussion about this post