القنوات الفضائية والإعلامية عدوان آخر
أ/ فؤاد يحيى العرشي
من المعروف أن المعركة الإعلامية تعتبر رديف المعركة العسكرية في حالة نشوب الحروب ، وخاصةً في هذا العصر عصر الفضائيات والقنوات الإخبارية المتخصصة ومواقع التواصل الإجتماعي .
وفي العدوان على غزة يعرف المتابع للأحداث منذ صباح ال7 من اكتوبر وحتى هذه اللحظة عدم التوازن الإخباري المعرفي لما يدور في ساحات المعركة التي تشمل قطاع غزة والضفة الغربية والأراضي المحتلة بما فيها الأراضي الحدودية مع لبنان ، وهذا يؤدي بدوره إلى نقص معرفي وجهل بالواقع وشيوع التحاليل الظنية على مستوى الفرد ، وهذا يرجع إلى عدة أسباب أهمها :
1ـ عدم وجود مصادر وقنوات أخبارية مهنية تنقل الأحداث من داخل الأراضي المحتلة لتبين حجم الخسائر الذي الحقته المقاومة في غزة بالعدو الصهيوني، فعلى سبيل المثال ( حالات النزوح ـ التداعيات والخسائر الأقتصادية اليومية ـ تكدس المستشفيات بالجرحى والقتلى داخل الأراضي المحتلة من الصهاينة ) وغيرها من المعطيات الموجودة على أرض الواقع .
2ـ تفاوت الخطاب الإعلامي الإخباري والتحليلي بين القنوات التي تنقل الأحداث من داخل قطاع غزة عبر مراسليها وعلى مدار الساعة فتارةً تستعمل مفردات عسكرية في أماكن لا يصح أستعمالها فالوضع هناك انساني بحت بالإضافة إلى عدم وجود مصادر لها داخل مناطق الإحتلال عدا قنوات العدو الرسمية كمصدر أساسي ورئيسي تعتمد عليه هذه القنوات .
3ـ المعلومات التي يعتمد عليها المحللين العسكريين داخل الاستديو وهم يستعرضون خريطة الأرض وتوغل الآليات الإسرائيلية غالباً ما تكون من تصريحات العدو فيذكرون مناطق التوغل أو المناطق التي تحاصرها الآليات دون ذكر الإشتباكات في تلك المناطق وتدمير أعداد كبيرة من تلك الآليات وقدرة أفراد المقاومة على التصدي لهذه الآليات والتكتيكات الفريدة لأفراد المقاومة لتقترب خريطة الجرافكس في الاستديو التي يستعرضها المحللون من الحقيقة.
4ـ ضعف الجهاز الإعلامي للمقاومة في مواجهة الإعلام الصهيوني الذي يسيطر على الإعلام العالمي وهذا طبيعي ، ولكن كان يجب الإعداد المسبق لمثل هذه المعركة والإستفادة من الإعلام الحربي لحزب الله والإعلام الحربي لليمن كي لا تتكرر الأخطاء .
5ـ عدم تخصيص فريق تقني إعلامي يتابع أخبار العدو من خلال السوشيال ميديا والقنوات الرسمية وغير الرسمية للعدو والقنوات العالمية وتكوين المادة الإعلامية المضادة وتزويد القنوات بها لتخلق شيء من الرضاء لدى الشعوب الحرة في العالم .
إن كل هذه النقاط وغيرها من التي لم اذكرها بابعادها واتساعها تساهم في تباين واختلاف الآراء لدى الشعوب وخاصةً العربية والإسلامية التي تصاب بنقص في الوعي ، وهذا مما لا شك فيه ان العدو يحاول الإستفادة من كل هذه الهفوات على المدى القريب والبعيد وإيجاد الثغرات التي يدخل منها إلى نفسياتنا وعقولنا ويبث سمومه في جسد الفكر والوعي والمعرفة للأمة.
Discussion about this post