حسام خلف
،،،،،،،،،،،،،،،
“الإعلام المقاوم وغياب التخطيط الاستراتيجي “
انطلاقا من القناعة بأن الإعلام له دوره الحاسم في المعارك الكبرى لماله من تأثير في الرأي العام المحلي والعالمي وبالتالي التأثير في توجهات القرار ؛ ذهبت أطراف المقاومة لاستعمال السلاح الإعلامي بأشكاله المختلفة مقروءةومسموعة و مرئية وأخيرا الإعلام الرقمي في مواجهة الاستكبارالعالمي والتحدي الصهيوني .
تمركزت السياسات الإعلامية حتى اللحظة _ حسب ماأرى _ على الأساليب الدفاعية ؛ من ذلك برامج فضح الفبركات الإعلامية المعادية؛ ومحاولة تحسين صورة المقاومة ؛ وإبراز الإنجازات ؛ لكن لم ترتق بعد إلى مستوى الهجوم الإعلامي( الفعلي ) باستثناء بعض المحاولات لتشويه صورة أذناب العدو في المنطقة .
وفي ماعدى قناة الميادين التي تمتلك استراتيجية ناضجة ( إلى حد ما ) يوجد غياب شبه كامل للتخطيط الاستراتيجي الإعلامي .
ونقصد بالتخطيط الاستراتيجي امتلاك رؤية وأهداف قابلة للقياس ومؤشرات لقياس الرأي العام ومستوى الولاء ونسبة الخلل في البيئة الحاضنة .
يساعد التخطيط الاستراتيجي في تحقيق نتائج ملموسة على خلاف المشهد الإعلامي الحالي الذي يلفه الغموض وتسوده الفوضى والقائم على نظرية إسقاط الفرض لاعلى مبدأ ( الله يحب المحسنين ) .
قد يساعد التخطيط الاستراتيجي أيضا على التكامل بين جوانب المقاومة المختلفة السياسية والعسكرية والثقافية والاقتصادية حيث يبدو الانفصال جليا وكل حزب بطبولهم يقرعون .
يكمن التحدي الأول في طريق امتلاك خارطة طريق استراتيجية في القناعة بأهمية ذلك ؛ حيث أن العقلية السائدة هي العقلية التشغيلية قصيرة النظر على مبدأ (عيّشني اليوم واذبحني بكرى ).
وبالشكل العام الخطط الموجودة هي خطط عملية وناجعة ولها أثرها لكن لا تحقق ولن تحقق التفوّق الاستراتيجي على العدو الذي يمتلك استراتيجيات عميقة طويلة الأمد ودقيقة الحساب حيث تبدو الإجابة على السؤال التالي غائمة : ماذا لوتم تحرير فلسطين ؟ هل سيهزم الاستكبار العالمي ؟ وهل ستنتهي عصور الهيمنة ؟
ذلك يحتاج إلى أوراق قوة تثبته ؛ أما الشعارات فذلك شغل الهوائيات والفضائيات وإلى حين امتلاك التخطيط الاستراتيجي الفعّال دمتم على انتصارات .
Discussion about this post