أبو مرتضى الشبعاني:
تجربة المجرب خطأ مرتين..!!
فماذا عن تجربة أربع سنوات وصولا إلى أبواب الخامسة؟!!
✍🏻عبدالرحمن الشبعاني
كاتب وناشط سياسي
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
طبعا كنّا نعرف..
أنه لم ولن يلتزم قادة تحالف العدوان لا بإيقاف القصف الجوي ولا ببدء تنفيذ اتفاق السويد ولا تهيئة المناخ السياسي لعقد مشاورات قادمة..
ولا بأي اتفاق أو أي شيء من مخرجات السويد..
لأن النظام السعودي والإماراتي مسيّرون في عدوانهم على اليمن لا مخيّرون..
ولو كان الأمر بأيديهم لانتهت الحرب منذ زمن..
هذا من ناحية..
ومن ناحية أخرى: تلك التنازلات التي قدّمها وفدنا المفاوض في مشاورات السويد والتي هي في ظاهرها تنازلات,, سينظر إليها قادة تحالف العدوان على أنها ناتجة عن هزيمة وضعف واستكانة من أنصار الله في اليمن والوفد المفاوض.!!
ولأنهم ينظرون إليها من هذه الزاوية، فهم بطبيعة الحال سيزدادون طغيانا، ويزدادون عتوّا و نفورا من الإلتزام بما تم عليه الاتفاق في مشاورات السويد…
وهذا شيء طبيعي ومتوقع منهم كونهم لا إنسانية لديهم ولا أخلاق.، وكونهم قد تولّوا اليهود والنصارى فلا غرابة أن نجد منهم نكث العهود ونقض المواثيق.. فالله تعالى يقول: (ومَـن يتولّهم منكم فإنه منهم إن الله لايهدي القوم الظالمين).
فهؤلاء هم ظالمون ولن يهتدوا للحق أبدا.
وهم بتوليهم لليهود والنصارى وعبوديتهم المطلقة لأمريكا وإسرائيل قد تخلّقوا بأخلاقهم وصاروا نسخة طبق الأصل منهم، و (كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم).
وهنا قد يسأل سائل متأمّل فيقول:
طالما وأنتم تعلمون ووفدنا المفاوض يعلم أنهم لم ولن يلتزموا بأي اتفاق,, فلماذا تفاوضون?
لماذا المشاورات?
ولما يذهب وفد رسمي لأي مشاورات أو مفاوضات?
أليس هذا عَبَثاً?!!
أكيييد لا..
لم تكن عَبَثاً مشاورات السويد…
ولم يكن عَبَثاً ذهاب وفدنا المفاوض إلى مشاورات السويد…
رغم علم قيادتنا السياسية وعلمنا بأن قادة العدوان “السعوصهيوأمريكي” على اليمن لم ولن يلتزموا بما سيتم وتم عليه الإتفاق، وتنفيذ مخرجات تلك المشاورات والعمل بمقتضاها ميدانيا..
لأنهم -أي النظام السعودي والإماراتي- كما قلت سابقا مسيّرون من قبل أسيادهم الأمريكان والصهاينة لا مخيّرون في عدوانهم على شعبنا وبلدنا اليمني..
فلأن أمريكا ليست راغبة في إيقاف العدوان وفك الحصار على بلدنا وشعبنا،، فقادة العدوان لم ولن يلتزموا ببنود اتفاقية السويد..
نعم..!! أمريكا ليست راغبة وبريطانيا ليست راغبة والصهيونية الإسرائيلية ليست راغبة في إيقاف هذا العدوان علينا..
ولو رغبوا بذلك لكانوا أغبياء.
وهم بالطبع ليسوا أغبياء في هذا.
الأغبياء فقط هم قادة العدوان، -النظام السعودي والإماراتي-،
أما أمريكا والصهاينة فقد وجدوا لهم أفضل خادم في المنطقة، الذي هو في نفس الوقت أغبى عميل رسمي يطيح بنفسه وشعبه وجنوده وأمواله ومُدّخراته خدمة لأمريكا وإسرائيل، على المستوى الاقتصادي والسياسي وكذا وجود الكائن الصهيوني الإسرائيلي في جسد الأمة العربية الإسلامية…
فاليهود يستثمرون هذه الحرب وهذا العدوان البغيض علينا استثمارا بلاحدود، ولن يجدوا عاملا استثماريا في مختلف الأصعدة خيرا من هذا العدوان، ولا تحالف خادم مطيع وبرغبة خيرا من هؤلاء الأغبياء رسميا -النظام السعودي والإماراتي- ومرتزقتهم الرخيصون من داخل اليمن وخارجه…
لأنهم يعرفون -أي الأمريكيين والإسرائيليين وبريطانيا- أن فك الحصار المفروض على الشعب اليمني، وإيقاف العدوان ووقف إطلاق النار على اليمن أرضا وإنسانا يمثّل بالنسبة لهم كارثة ما بعدها كارثة..
فمن جهة يعلمون أن الشعب اليمني سينعم اقتصاديا، وسينهض نهضة اقتصادية وعمرانية وتعليمية لم يشهد اليمن مثلها من قبل..
وهذا ما لا يريدونه لليمن طبعا..
ومن جهة أخرى يعلمون أن بوصلة مسيرتنا القرآنية الجهادية متجهة نحو تحرير المقدسات الإسلامية العربية من غطرسة واحتلال ودَنَس الصهيونية اليهودية، واجتثاث واستئصال الغدة السرطانية “إسرائيل” من جسد الأمة العربية، وتطهير فلسطين وكل الأراضي العربية من ذلك الدّنَس والوسخ الرجس..
وهذا ما يقلقهم جدا..
وقد قالها وزير الحرب الإسرائيلي ذات مرة: (إذا انتصر الحوثيون في الحرب فإنه على الإسرائيليين واليهود المغادرة إلى أوروبا)..
وقال أيضا: (إن نتائج الحرب في اليمن يتحدد عليها مصير المنطقة بكلها)..حسب قوله.
فمن هنا نفهم وندرك ويدرك القارئ الكريم أن مشاورات السويد وبنود الاتفاقية فيها لم ولن يصح منها شيء بقناعة ورضى الطرف الآخر المعتدي على أرض اليمن وشعبه.
ولكن…!!
لماذا رضينا بمشاورات السويد وذهب إليها وفدنا المفاوض مشكورا برآسة الأخ العزيز والقيادي السياسي الفذّ محمد عبدالسلام?!!
ولماذا لم تكن تلك المشاورات ومخرجاتها عَبَثا بالنسبة لنا?!!
الإجابة باختصار شديد:
معذرة إلى ربكم ولعلهم يرجعون.
الإبلاغ في الحجة هو منهج الأولياء والصالحين، والطريق الأقرب لنهاية الظلمة والمستكبرين وزوال عروشهم وممالكهم وعنجهيتهم إلى أبد الآبدين.
«مما خطيئاته أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا»..
#إنها مقدمات الفتح المبين.
Discussion about this post