** من وحي حدث اليوم **
قد غرست فينا حكومات ما قبل 21/ سبتمبر /2014 ثقافات مغلوطة منها أن الإعلام الرسمي وجد ليمجّد الحاكم حيث كانت نشرة الأخبار كلها محصورة في :
خرج الرئيس
زار الرئيس
تغدّى الرئيس
خلع نعله ( الرئيس ) ، و ….الخ
لم يعرّفنا عفاش و من بعده الدنبوع إلى و على إعلام تسميه الدول : السلطة الرابعة ، ولهذا عندما أتينا نبغي الخروج من قمقم السلطة الحاكمة و ديدنها و معزوفتها : ( دخل الرئيس و خرج الرئيس ) وجدنا من قومنا من يبغض هذا، و يعتبره بدعة ، و جعلته يعود للوهابية التي تقرر ألّا خروج على ولي الأمر و إن شرب خمرا و فعل الفاحشة حتى على الهواء ( مباشرة من خلال شاشات الفضائيات ) !!
و كأنّ منا من يتبنى فكر الوهابية ، حيث و قد استغرب البعض من هذا الشعب المستغفل أو المتربّي أو المستحلي استغفاله ، استغرب من أن تكون هناك قناة إعلامية كقناة ( الهوية ) تخرج للشارع و تخاطب عامة الناس و تتحسّس مشاكلهم و قضاياهم ثم تحاول إيصالها للحكام ،
نعم : هذا ما يحصل اليوم في التحريض على قناة ( الهوية ) و مديرها حين أراد أن يخرج من قمقم الاستغفال و الاستغباء و التدجين للناس فأول من قام بوجهه هو المثقف و صاحب الشهادة القانونية ،
فعجييييب أمرك أيها المتعلم المثقف و قد رميت من يريد لك أن تحل قضاياك ، فرميته بالعمالة ، و عجيب أن تحرض لتكميم قناته التي تسعى لشدّ انتباه الفاسدين و لفتهم لفسادهم ليتلافوه ،
قناة ( الهوية ) تريد لك أن تعرف و تفهم مايجري خلف كواليس الساسة و تريد أنت و تتهم أنت من فهم مقصودها بأنه لايفهم شيئا ،
فعلا: تمكن عفاش و نجح في أدلجتنا أدلجة وهابية تجعل من السلطة الرابعة مجرد تابع و حارس للحكومة و وزرائها و إن كانوا فاسدين ، فمهمتها تصوير أحدهم و هو يضع حجر الأساس في مشتريات ، و آخر و هو يمسك عصا مكنسة في يوم النظافة العالمي ليقال عنه أنه حضاري بينما لو ذهبت أرقى الحارات لوجدت العجب العجاب من القمائم ، و هنا لا يسعني إلّا أن أردد : ” نريد لكم الحياة و تريدون لنا الموت “!!! ،
نريد الحياة التي تجعلنا و المسؤولين سواء بسواء إلّا أنهم بحكم كراسيهم و مناصبهم و مسؤوليتهم و يمينهم قد وجب عليهم أن يهتموا بالشعب و يحلّوا قضاياه و يخدموه ، و هنا : عليك السلام رئيسنا الشهيد الصمّاد يوم قلت : ” نريد حكومة للشعب لا شعبا للحكومة ” ، و أمّا عني أيها الرئيس الشهيد القرآني فسأعتذر حين لم يفهموك و لكن قد جرت تعاليم عفاش في دمهم فما اسطاعوا أن يسمعوك يوم هاجمت فساد القضاء و هاجمت التبرير للفساد بالعدوان ، فعليك سلام اللّه من ثلاثين مليون روح تعشقك و تتمنّى عودتك لو كان للشهداء أن يعودوا ، و السّلام .
أشواق مهدي دومان
Discussion about this post