خاص العهد
عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي العماد لـ العهد”: كانوا يتوعدون بدخول صنعاء واليوم يتوددون للقبول بالهدنة
سراء جمال الشهاري
التصعيد أولى من التمديد، خيارٌ يعمل عليه اليمنيون في الأيام المتبقية من الهدنة المزعومة، بتجهيزاتٍ واستعدادتٍ عسكرية واسعة. وإذ قلب الله السحر على الساحر، وبعد أن كان تحالف العدوان الأمريكي السعودي يراهن على احتلال صنعاء في الأيام الأولى للحرب، ها هو اليوم في السنة الثامنة يستجدي حكومة الانقاذ الوطني تمديد الهدنة ستة أشهر، وتقبل صنعاء بتمديدٍ مشروطٍ بحلولٍ انسانيةٍ وتطبيق عاجلٍ لبنودها ولشهرين فقط، على أنها آخر فرصة للتمديد.
لم يلتزم العدوان بالهدنة السابقة
في حوارٍ خاصٍ بموقع “العهد” الإخباري مع عضو المكتب السياسي لأنصار الله الأستاذ علي العماد، يتحدث العماد عن خلاصة التجربة السابقة للهدنة لموقعنا فيقول: “ما حصل في فترة الهدنة الماضية واضحٌ وجليٌّ، فالعدوان وأدواته لم يلتزموا بكثير من الأمور في مسار الهدنة، وهذا أمر متوقع من خلال التجربة. فعلى سبيل المثال لا سفن التزموا بها بالأعداد المتفق عليها وبالوقت المناسب، ولا مطار فُتح كما تم الاتفاق عليه في عدد الرحلات والدول التي تستقبلها، وكان هناك عوائق كثيرة في الجوازات، وغيرها من الأمور. كذلك فيما يخص الحصار نحن نعلم أنه لا جديد في هذا الموضوع وتعتبر النتيجة صفرية”.
يتابع العماد: “حتى اللحظة ما تزال النتائج غير مبشرة، فإذا سألنا عن الهدنة القائمة فمعلوم لدى المتابعين والمراقبين واستخباراتيًا أن العدوان كان في أثناء المرحلة السابقة، يدرب ويحضّر لثلاث جبهات، وهو من أكثر التحضيرات والتحشيدات سخونةً منذ بدء الحرب وإلى اليوم. وكذلك من الأمور البيّنة التي يجب أن نتحدث عنها انشاء تحالف العدوان ما سمي بالمجلس الرئاسي من قادة المليشيات، وهذا كان مؤشرًا أنه يحاول أن يجمع أدواته، وأن يضغط سياسيًا وعسكريًا في مسارات هي أبعد ما تكون عن محاولة تهدئة المعركة.
في المرحلة القادمة لا نتوقع الكثير، لكننا نقول إن الهدنة فرصٌ تمنحها القيادة بحكمة وبصيرة وبثقة بالله، للاستعداد للمرحلة القادمة مهما كان شكلها، وعلى الرغم من زيارة الوفد العماني برفقة الوفد اليمني المفاوض للسيد عبد الملك وللقيادات بحكومة الانقاذ، إلا أن أمريكا لم تقتنع بعد بإيقاف الحرب والحصار نهائيًا في اليمن، ولا تريدُ أكثر من تهدئةٍ تكتيكية تمنحها الفرصة للتركيز حاليًا في الحرب الروسية الأوكرانية، وما على الاماراتي والسعودي إلا السمع والطاعة وإن أرادوا عكس ذلك”.
موقف أمريكا من الهدنة
يشير عضو المكتب السياسي لأنصار الله إلى موقف أمريكا من الهدنة قائلاً: ” الدور الأمريكي والرغبة الأمريكية والخطوات الأمريكية، هي خطوات أحيانًا فيها من الجشع ما يربك العمل السياسي حتى الأمريكي نفسه. لكن أمريكا تحاول حاليًا أن تخفف جبهة منطقتنا الاسلامية والعربية، بسبب الضغوط التي واجهتها وستواجهها في الحرب الروسية الأوكرانية، فتحاول أن تؤمن مصادر الطاقة من مناطقنا وتؤمن الممرات البحرية، للاستمرار في هذه المعركة مع الروس سواءٌ كانت اقتصادية أو سياسية أو عسكرية.
أستطيع أن أقول إن أمريكا حريصة إلى حدٍ ما على تخفيف هذه المعركة، ولكننا نؤمن تمامًا من منطلق عقيدتنا، وكذلك من منطلق تجاربنا، ومن منطلق معركتنا هذه، أن أمريكا كانت وستظل العدو الأول، الذي لن يسمح بقيام دولة ذات سيادة في منطقتنا بشكل عام، وفي بلدنا بشكل خاص، لأهمية جغرافيا بلدنا، ولما لدينا من مشروع وثقافة وقيادة وأمة.
ولكن وصلنا إلى مرحلة بسم الله الرحمن الرحيم (ألم غلبت الروم في أدنى الأرض).
ما أريد أن أقوله إن أمريكا اليوم تعيش صراعًا يدفعها للخضوع ولتقديم التنازلات في عدد من الملفات، التي ما تمنتْ يومًا لها حلًّا.
وعلى الأمة أن تنطلق بقوة لاستثمار هذه الفرصة الالهية التي مُنحت لها، ونحن في بلدنا ولله الحمد وبقيادتنا الحكيمة نستثمرها فعلاً. وما حصل في فترة الهدنة من نجاحاتٍ عديدة ربما لم يظهر للعلن في مسار البناء، هو انطلاقةٌ قويةٌ بفضل الله”.
الزيارة العمانية إلى صنعاء
ويقرأ عضو المكتب السياسي لأنصار الله الزيارة العمانية إلى صنعاء في حديثه لموقعنا: “أهم مميزات حضور العمانيين إلى ساحة التفاهمات والتفاوضات هي المصداقية والوضوح. كذلك لديهم الحرص الشديد على نجاح التفاهمات، ونثق بقدرتهم على نقل الرسائل بشكل صحيح، وتعقيباتهم في أي مفاوضات، وعند أي تراجع يوضحون ما هي أسبابه، وكيف كان دور العدوان سلبيًا في بعض القضايا. فحضورهم في الحقيقة تقدّره القيادة، وبه أعطت فرصة جديدة ربما كنا قد تجاوزناها. ما تبع هذا الحضور من تصريحات دولية، هو مؤشر لتوجهٍ دوليٍ لإيجاد حلول، لا أقول حاسمة ولا مرضية، لكنها تسعى لحلولٍ حتى ولو عامة في الملف اليمني والمشوار لا زال طويلاً “.
ويختم العماد حديثه بالقول: “الشعب اليمني ولله الحمد انتصر، ففي الوقت الذي كانوا يفاوضون على تسليم صنعاء، جاؤوا اليوم يفاوضوننا على القبول بالهدنة.
اليوم يمن الأنصار يتحرك على صعيدٍ واسعٍ للتكاتف مع كل من يناهض المشروع الأمريكي في العالم كله، ويتوعد أعداءه بأنه لن يقف مكتوف الأيدي وثرواته تنهب، وأرضه تستباح.
اليمن اليوم دولةٌ ذات قرارٍ وسيادة، متحررةٌ من الهيمنة الصهيوأمريكية، رغمًا عن أنف أمريكا وأنف اسرائيل”.
Discussion about this post