حسن المياح / البصرة
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
~ الحلقة الثانية ~
إن الإستكبار الأميركي الصليبي والفكر الماسوني اليهودي دائمآ يركزان الضرب على الوتر الحساس والدق عليه بكل مكر وخبث , ليخرج النغمة التي تطربهما وتسليهما وتحقق أجنداتهما على حساب الشعوب المسلمة المؤمنة المستضعفة , وفي كل مرة ومحاولة يركزان ويعملان على دق إسفين الفرقة والتنابذ والتناحر والتصارع والتقاتل بين أفراد الشعب المسلم ليؤكدان المقولة الإستعمارية الخبيثة اللئيمة ( فرق تسد ) من خلال إثارتهما للنعرات المذهبية التي تسعى لإذكاء نار الفتنة والخلاف والإختلاف بين المسلمين , ليضمنا من خلالها تغييب الإسلام دينآ جامعآ موحدآ بين كل المذاهب , حتى يكون لكل مذهب إسلامه الخاص . وبذلك يحقق الإستكبار بغيته الخبيثة الحاقدة التي يخطط لها ويريدها وينشدها ويعمل عليها , وهي أن الإسلام يصبح أداة للتفرقة والتباغض بدلآ من أن يكون أساسآ وقاعدة للوحدة والإندماج والتفاعل .
ولذلك نحن نركز ونؤكد ونقول أن عقيدة التوحيد الإلهية الرسالية هي آصرة التجمع والتوحد والإندماج والإجتماع , وهي الأساس في بناء الوعي والفهم الرسالي لكل إنسان مسلم يؤمن ويعتقد أن الإسلام هو دين الله , والذي يقوم على أساس عقيدة التوحيد وخط إستقامتها في الإعتقاد والعمل والسلوك والأخلاق .
وهذا يستوجب منا أن نكون واعين لكل خطوة إستكبارية شيطانية تسعى بين المسلمين الى إثارة النعرة المذهبية وعصبية المذهب , والتي تخلق حالة من الفوضى والإضطراب , لتفرق المسلمين فيما بينهم , وتحدث فتنة خلاف وشجار وتصارع وإقتتال من خلال إثارة أمور وأحداث تاريخية مضت عليها القرون من السنين , وغاب عنها أهلها , بعدما خاضوا النقاش والتباحث فيها على أساس الإسلام .
وعلينا ~ ومن أجل الحفاظ على إسلامنا ~ أن نكون مسلمين واعين وننهج سيرة علي بن أبي طالب عليه السلام وسلوكه الرسالي , ونهتدي على خطوه الرسالي المبارك الميمون , ونطبق مقولته الشهيرة الحكيمة الواعية إعتقادآ وإيمانآ وسلوكآ ( لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جور إلا علي خاصة ) , ونكون بذلك قد دفعنا مكر وخبث الإستكبار الأميركي , وشر التخطيط الماسوني اللئيم عنا وعن إسلامنا وعقيدتنا ووحدتنا وتآلفنا وإجتماعنا الرسالي الكريم .
إن المذهبية هي الوتر الحساس الذي يعزف عليه الإستكبار الأميركي الصليبي والماسونية اليهودية الصهيونية , ويتخذا منه أداة للتفرقة والتشتت . ولكن لو قاومناهما وحاربناهما بوعينا الرسالي وثقافتنا الإسلامية , ولمسا منا , وتحققا من وعينا الرسالي الحركي الموحد وفهمنا المدرك بأن المذهبية عندنا تعني خطوطآ ثقافية فكرية في فهم الإسلام , وأننا نرفض إقحام أو إدخال الصبغة المذهبية في أي حركة إجتماعية أو سياسية أو إقتصادية للحفاظ على إسلامنا من الضياع في خطوطه المذهبية , وبالتالي يكون كل خط مذهبي قد إنحرف عن جادة إستقامة عقيدة التوحيد , لباءت محاولاتهما بالإخفاق والفشل , ورد كيدهما في نحوريهما , وندبا حظيهما العاثرين بعد أن يتجرعا السم الزعاف القاتل .
وإنطلاقآ من هذه الفكرة الجوهرية الأساس , ومن خلال وعينا الرسالي الحركي الجاد لإسلامنا , سيظهر الوتر المذهبي الحساس الذي يعتمده الإستكبار في التفرقة والتبعثر والتشتت , نغمة مغايرة عما كان يعتقدها الإستكبار ويتصورها وما هو مخطط لها , وستسمعه لحنآ موجعآ مؤلمآ , يحكي له حقيقة صادمة هي أن التعدد المذهبي عند المسلمين ما هو إلا ثراء وغنى للفكر الإسلامي , وأن المذاهب هي خطوط وإتجاهات ثقافية فكرية في فهم الإسلام , وأن المسلمين منفتحون بوعي , ومتفقون بإرادة حية نابضة على فهم وتداول هذه الخطوط الفكرية والإتجاهات الثقافية , وأن الأختلاف الواقع فيما بينهم في الفهم والتفسير والتأويل هو تحاور فكرة وفكرة أخرى في حركة ثقافية منسجمة مع طبيعة الإختلاف بين الأفكار المتعددة المتنوعة .
وبهذا نكون قد حافظنا على إسلامنا , وعقيدتنا , وأخوتنا , ووحدتنا , وتلاحمنا , وتعاوننا , وسنكون شوكة تسمل وتفقأ وتعمي عين من أراد السوء بنا وبإسلامنا وبعقيدتنا وبوحدتنا وتجمعنا الرسالي على خط إستقامة عقيدة التوحيد إعتقادآ وإيمانآ وفكرآ وفهمآ وسلوكآ وأخلاقآ .
حسن المياح ~ البصرة .
Discussion about this post