كتب سليم الخراط
واقع وحقيقة لايريد البعض الاقرار بها، حيث تقوم الدول وتبنى الحضارات بإرادة ابنائها، و تسحق وتدمر، وادوات سحقها وتدميرها هم أبناؤها، فهم سلاح مباشر يتم اعتماده من قبل القوى المدمرة للشعوب في العالم، و التيمركزها و نواتها حكومة الظل التي ترسم استراتيجياتها على حساب تحقيق مصالحها وحمايتها من خلال تقاسم النفوذ وانقسام العالم و تجزاته لقوى متعددة اليوم، تنضوي تحت مظلتها تلك الدول بانظمتها الحاكمة، التي تمعن في ممارسة أدوارها على شعوبها، وتكون الحارس لمصالح هذه الأقطاب و الحليف و الشريك فيها، فهي في وضع قبلت به للاستمرار في حكمها لشعوبها على حساب وصاية مخفية لصالح تحقيق مصالح حكومة الظل وأقطابها، ومن هنا البداية وتعليمات حكومة الظل التي اولها ما يتم المطالبة بتحقيقه من هذه الانظمة مقابل حماية استمرارها وبقائها..!!
إنها تعليمات صندوق النقد الدولى، والذي تتناول القضايا المصيرية في حياة البشرية والتي تبدأ بإخضاع الدول او تدميرها وعليها أن تعيش حالات الاضمحلال والانحلال و التلاشي، والبداية حين تتحول الدول من خلال أنظمتها الحاكمة الى دول جباية و تشليح وبلطجة وسرقة علنية للمواطن في هذه الدول، حيث يكون سلاحهم ثقافة الفساد وتفشيها وانتشارها السريع، والاهم أدواتها المعتمدة من ضعاف النفوس والحاقدين والذين لديهم الاستعداد والمؤهلات للتعامل مع ثقافة الفساد، ولنكن واقعيين وننظر في مطالبات تحقيق سياسات البنك الدولي الذي هو واجهة لحكومة الظل بكافة رموزها وشركاتها المتعددة الانواع والتي تحكم عالم اليوم حقيقة و واقعا، ورموزها دول بانظمتها انضوت تحت مظلتها وتقبل بشروط البقاء والاستمرار المطلوب تنفيذها، وهذه المطالب المتعددة و مختصرها التالي ..:
• لا تدعم السلع والخدمات
• لا تعالج الناس مجانا
• لا تجعل التعليم مجانى الا فى المراحل الأساسية
• لا تبنى مساكن للفقراء
• لا تعين موظفين جدد ، بل حاول ان تتخلص من الحاليين او تقلصهم
• لا تقضى على البطالة ، فكثرة العاطلين تمكن القطاع الخاص من التحكم فى الأجور
• لا تنفق على الفقراء ، فهذا ليس من شأنك .
• لا تقدم لهم خدمات مجانية أو رخيصة
• لا تنتج بنفسك ، وقم فورا ببيع القطاع العام وتصفيته
• لا تقترب من القطاع الخاص ، و دعه يفعل ما يريد
• لا تشترط عليه مشروعات محددة ، فهو حر يستثمر فيما يريد
• ولا تضع اى سقف لأرباحه ، و دعه يربح كما يريد
• لا تقيد الملكية ، فليملك من يريد ما يريد .
• ولا تتدخل فى حق التصرف من بيع وشراء للمصريين أو للأجانب .
• وليس لك شأن بثروات رجال الأعمال ، فليكتنزوا ما يريدون .
• و لا تضع حدا أعلى للأجور
• ولا تضع حدا أدنى لها
• و لا تقاوم الفوارق بين الطبقات ولا تسع لتقريبها .
• و لا تزيد الأجور ، و دع السوق والقطاع الخاص يحددها
• ولا تحمى العمال من الطرد أو الفصل .
• ولا تحمى عملتك الوطنية ودعها للسوق يحدد قيمتها
• ولا تحمى منتجاتك الوطنية بالجمارك
• لا تستقل اقتصاديا ، وارتبط بالسوق العالمى واتبعه .
• لا تخطط للمستقبل ، فالتخطيط يضر بحرية السوق
• لا تفرض أسعارا إجبارية ( تسعيرة ) حتى على سلع الفقراء
• لا تُرَشّد الاستيراد
• لا تقاوم البذخ
• لا تغلق بابك أبدا أمام الاستثمار الاجنبى
• ولا تضع عليه شروطا ، و قدم له ما يريد من تسهيلات واعفاءات .
• لا تمنع نقل الأموال الى الخارج
• لا تكف عن الاقتراض منا
• ولا تتأخر فى السداد
• و إياك أن تحاول الاستغناء عنا
• لا تعادىِ إسرائيل فهى صديق
• و لا تعارض السياسات الغربية
• بل يجب ان تتعاون معها وتدعمها
• لا تأخذ قرارا الا بعد العودة إلينا
• لا تتباطأ فى تنفيذ تعليماتنا …
كل ذلك مطلوب من الانظمة التي تخنع و تركع وتقبل التواجد تحت هذه المظلة السوداء، وهو ما يتم محاولة العمل على فرضه على شعوبنا ووطننا اليوم، وليس ما نعانيه من ضيق وحصار و محاولات اضعاف الروح الوطنية، وهو ما نواجهه اليوم من كل ما سبق نتيجة مباشرة لتمنعنا عن القبول والخنوع لسياسات البلطجة والخنوع، والقبول بسياسات تفرض علينا، فكان هذا التصدي الصلب لأكبر هجمة شرسة ظالمة في تاريخ الشعوب، ضد سورية وشعبها ومحاولات تدميرها، وهي سياسة سريعة كانت للقضاء على من هم مثلنا من الدول والانظمة، والتي سقطت تباعا، وكانت المفاجأة الصمود السوري شعبا وقيادة في مواجهة هذه السياسات المتعجرفة والمتسلطة، فسقطت الاقنعة ، وتحولت هذه السياسات لخكومة الظل الى سياسات تخضع لمعادلات جديدة فرضت نفسها من خلال سورية و انتصاراتها وصمود وصبر شعبها هذه السنوات التي تجاوزت العشرة العجاف، لنسمع الملام الحديد الذي يقول: بما معناه ان نظام تمنع ويحتاج تهذيب سلوكه، فكانت الفاجعة الكبرى لحكومة الظل التي تحكم العالم، انها امام حالة تطلبت منها مراجعة سياساتها كلها في العالم، فما صنعته سورية، لم يواجه مثله في العالم، وبالتالي سورية هي من فرضت على العالم الخفي بحكومته المطلوب اليوم في مواجهة دول ترفض الخنوع والاستسلام .. .
د.سليم الخراط
اليوم الاحد ٢ كانون الثاني ٢٠٢١.
Discussion about this post