المناهجُ الدراسية .. وتسويقها للجهلِ
أمة الملك قوارة
مناهجنا الدراسية والتى يعكف عليها أجيالنا 12عاماً؛ بغية العلم والتعلم، ويدفعون في سبيل ذلك جلُ طاقاتهم وأوقاتهم وجهدهم، وتمر الأعوام والعقود ولا زالت هي هي تلك المناهج بمحتواها ومضمونها ! لكن إلى أي مدى هي صالحة للتدريس، وأستطيع أن أُجيب إلى مدى أنه أُدخل فيها بعض من التحريفات في الموادِ التى تتشكل منها هويتنا الإيمانية ! ناهيك عن المواد العلمية التي تتحدث عن بداية التجارب في القرون المتوسطة ونظريات فشلها والاحتمالات البسيطة لصحتها، فمالضغط الذي يواجهه الطالب في سبيلِ تحمل كل تلك الأعباء وماهي المخرجات من منهج تعليمي ذو أساس مهتري وهش؟! .
نحن في القرن الواحد والعشرون وثورته العلمية الهائلة، بينما مناهجها الدراسية تتحدث عن التجارب العلمية للقرن الخامس عشر والسابع عشر ! ناهيك عن المعامل التي لازالت تُطبق فيها نضريات وقوانين نيوتن في الفيزياء، واحتمالات أرسطو وسقراط في الكيمياء، أي ركود علمي يعيشون فيه أجيالنا ولعقود متتالية دون النظر إلى هذه الأخطاء الفادحة في محتوى ومضمون مناهجنا ! ثم مالذي حصل حتى عمم ذلك الجهل بطريقة واضحة ومرئية بل واحترافية؛ ليتعمق في جذر المورد العلمي لبنيتنا التعليمة ولمناهجنا الدراسية لتصبح ذو فشل ذريع وبلا أيةُ مخرجات إيجابية متوقعة، بينما يقضون أجيالنا زهرة أعمارهم في مدارس لم يتذوقوا منها سوى ثُلة من العلم وسراب كبير أخذ منهم جل وقتهم؟! .
ويبق التساؤل يُقدح، مالرؤية التي قدمتها المناهج الدراسية لأجيالنا والتي لم نرَ فيها سوى قليل من تاريخ أمتنا الإسلامية كا سرد بسيط للأحداث في ظل تجاهل كبير لشخصيات وأحداث قوية كان لها التأثير الأكبر في نشأة الحضارة الإسلامية، إلى فتوحات كبرى وامتدادات وثورات ومظلوميات لم نعرف عنها شئ في مناهجنا، بل أن هناك شخصيات أثرت سلبا في الدولة الاسلامية تذكرها مناهجنا كاقادة وروآة ، فأي هوية يمتلكون أجيالنا وأي بنية ثقافية ترسخت لديهم ؟! وأسترسل الحديث إلى المواد العلمية التي يُجبر الطالبُ على حفظها في ظل ندرة المعامل التطبيقية ناهيك عن قدمها وعدم فائدتها وبالواجب عدم استحقاقها لأي نظرة منه؛ فهي وبالرغم من قدمها إلا أنها لا تُشكل أي رافدٍ للعلم والمعرفة، ولاتشجع على الابتكار أو الإبداع .
أن النظر إلى المناهج التعليمية وتطويرها، وتغيير ما يستحق تغييره فيها، وجعلها مواكبة للثورة العلمية المعاصرة يعد واجب ديني وضرورة حتمية يفرضها علينا الواقع، فمن المناهج التعليمية تتشكل هوية وثقافة أجيالنا وتُبنى منها قدراتهم الفكرية ومهارتهم الإبداعية، وبثقافةِ أبنائنا وقدراتهم ومهاراتهم يحدد مستقبل وطننا وتنهض فيه جميع جوانب التنمية، إضافة إلى أن المنهج التعليمي في الحاضر ومايحدثه من تأثير ومايبنيه من تصورات لدى أجيالنا يعد إحدى المتغيرات التي قد تؤثر سلباً أو إيجاباً في جوانب ومجالات التنمية الحاضرة والمستقبلية، ومانأمله هو فجر جديد لوطننا يبزغ من خلال مناهج قوية ترفدأفكار أبنائنا وتزد من ووعيهم وتمثل مواكبتهم للعلم في قمة تطوره، وبذلك سيتم إحداثهم تأثير ملموس في الواقع بناء على قدراتهم المعرفية القوية والخصبة عندها سيكونون الركيزة الأساسية للنهضة الشاملة في وطننا وفي مختلفِ المجالات .
#اتحاد _كاتبات _اليمن.
Discussion about this post