مستقبل المقاومة ( نظرة استراتيجية )
حسام خلف
في ذكرى أيار وبعد مباركة الانتصار ومتوالية الانتصارات على ساحات جغرافية المقاومة من المفيد أن نسأل_ من باب استشراف المستقبل _ مامستقبل المقاومة ؟؟
وهو السؤال الذي يفتح أمامنا جميع الاحتمالات من أقصى السوء الذي يتمنى جميع عشاق المقاومة إقصاءه إلى أدنى الحسن والظن المتفائل .
هل ستسقط المقاومة أو تضمحل ؟
هل ستنجح وتنتصر وتتفوق أكثر ؟
أم أنها ستبقى بين مد وجزر وتقدم وانحسار ؟
إن مستقبل المقاومة الاستراتيجي مرهون لركنين وركزيتين أساسييتين :
أولهما عقلية المقاومة ؛ وأعني هنا العقل المدبر ، فالعقول تتنوع بين مدبر ومدمر ؛ وتتفاوت بين عقل مرن منفتح متغير
وآخر صلب منغلق متحجر .
ولاشك أن العقل الأول قادر على الاستمرار لأن الصمود في عالم السياسة العاصف يتطلب مرونة الأغصان لاتصلب الأشجار.
والوقائع _ حيث أنها تتجددوتتبدل بتبدل الزمان _ تتطلب تجددا في العقل والسلوك والحركة على ضوء الثوابت والمبادئ .
ومسيرة المقاومة تحكي لنا مرونة العقل وتجدد الممارسة وتحسين التجربة المستمر وهذا مطمئن إلى حد ما مع التأكيد على أهمية التقدم المستمر في الجوانب كلها ومنها مرونة العقل نفسها .
أما ثاني الركائز فموارد المقاومة ؛ فليس الصراع قائما على الأمنيات (( ليس بأمانيّكم ولا أماني أهل الكتاب ))الصراع قائم على إحسان التصرف والعمل ؛ والاستثمار الأمثل للموارد ؛ وحين نلقي نظرة على موارد المقاومة نجد تقدما في مواردها اللوجستية والتقنية والمالية والإعلامية ؛ مع التذكير بأهم تلك الموارد وهي الموارد البشرية .
إن الميزة التنافسية الأهم للمقاومة هي امتلاكها لرصيد بشري مؤمن ومعبأ عقائديا ومستعد للتضحية .
والاستثمار الأمثل لهذا المورد _ مع بقية الموارد_ هو مايؤكد إمكانية التقدم والتفوق .
أن دراسةالمقاومة وتقييمها ومراجعتها لمبادئها أولا ثم لإجراءاتها على صعيد تنمية الموارد البشرية ستمنحها المزيد من أوراق القوة وضمانات الصمود واحتمالات التقدم .
وهنا يمكن لها أن تطرح على نفسها مجموعة من الأسألة أهمها :
_ ماهي الطريقة التي يتم من خلالها تكليف الفرد بدور ما أو كيف يتم توزيع الأدوار داخل المنظومة ؟؟
_ هل يتم توزيع الأدوار بشكل عادل وإعطاء كل ذي حق حقه ؟؟
_ ماهو حجم اختراق الفساد والمحسوبية وكيف يمكن التقليل منه ؟؟
_ ماهي الخطة الاستراتيجية والتكتيكية لتحسين الأداء الإداري داخل المنظومة ؟؟
فالتحسين المستمر والتطوير الدائم لنظم الإدارة ؛ والاستثمار الأمثل للماورد البشرية ؛ وتحقيق المزيد من الولاء والحماس والفاعلية للأفراد يبدو الاستراتيجية الأهم للمقاومة حيث أنها ومنذ نشأتهاتعتمد بشكل حاسم على العنصر البشري ؛ ولعل الرهان على مرونة العقل المقاوم وانفتاحه على كل جديد ومفيد سيلعب دوره الفاعل في تحسين شروط الصراع واستمرار المقاومة في الاستيلاء على المواقع الاستراتيجية الهامة على سلم القوة بكل أشكالها .
Discussion about this post