” رجال اللّه : و إن عدتم عدنا ”
أشواق مهدي دومان
و قد عدتم بالنّصر فأخبار الجبهات مثلِجة نشوى ؛
فأنتم صنّاع النّصر و لله درّكمُ ، و أنتم من : ” صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه ” رجالا و أسودا و فعالا عظمى ،،
رجال اللّه : و قد عدتم تقتحمون ، تنتصرون ، تمضون بخطى واثقة يتكبّد منها أعداء اللّه و أعداؤكم فردا فردا ،،
فقد عادت هذه الأحرف ، و هنا وقفت عاجزة عن ما يختلج به فؤادي فلن تفيكم ( لو كتبت عنكم ) من عسجدها الأبهى،،
لن يبلغكم وصف متصاعد فوق عنان فضاء بلاغة و بيان باللغة الفصحى ،،
لن تكفيكم عبارت تشكر، لن تتسع فيكم معلّقة كعجائب نكتبها بجبين الأرض في هذه الدّنيا ،،
و لكن يكفيكم أنّ اللّه معكم و أنتم معه ، و ما أجملها من رفقة فيها يد اللّه فوق أياديكم و هي الأعلى ،،
رجال اللّه : لو قبّلنا تراب أقدامكم لسمونا بطهر تلك الذّرات و نلنا من طهر نفوسكم الأزكى ،
و لو تجمّلنا بشعثتكم و غبرتكم لكنّا أجمل كائنات الكون الأرقى ،
و لو سكنتم أرواحنا فأنتم متربّعون على عروشها ملوكا ، و لا لن تبرحوها ، أبدا ، كلّا ،،
رجال اللّه : هنيئا لكم بهذا النّصر الإلهي ، و هنيئا لنا بكم ، هنيئا للأرض ، و هنيئا للسّماء ، و هنيئا للمطر ، و هنيئا للحجر ، و هنيئا للشّجر ، هنيئا للطيور و هنيئا للزّهر ، هنيئا لرمضان ، و هنيئا لآيات القرآن التي أهملها الباغون دهرا،،
فجئتم و طبعتموها في أرواحكم فكانت زادكم و قد أحييتموها في أعماقكم الطّهورة ، و أنفسكم المطمئنة للّه ، و قتال في سبيله و بأرواح راضية مرْضيّة ترضى ،
وهنيئا لهلال.. للبدر، و للقمر ، هنيئا للشّمس خصوصا، و هنيئا لرياح الخير تمرّ بكم و لكل ما في الكون يراكم، يتشرّف برؤيتكم مباشرة و أنتم تنتصرون في حين مِن خلف شاشات التّلفزة نحن نرى ،
فنتمنّى لو كنّا ضوءا من نجم ، من قمر أو شمس نزهو بطلعاتكم في تعاقب المَصْبَح و المَمْسَى، ،
فترون بنا تلك الآيات من القرآن ، و ترمون بها دبّابات المنهزمين السّاخطة عليهم سخطا ،،
كم نتمنّى لوكنّا تلك الباردة من النّسمات نمضي بتلك الشعثة و بجباهكم الساجدة للّه ، كم نتمنّى :
لو كنّا تلك القطرات من الأمطار تنعشكم بعد نعاسكم أمنة منه و فضلا ،،
رجال اللّه : لو كان لنا أن نتمنّى لتمنينا لو كنّا رصاصاتكم الحارقة الخارقة لجماجمهم و أكبادهم ننفذ فيها لنقتلها ثمّ نخرج منها فلا شرف لنا أن نبقى في حقد و ضغينة و ظلاميّة قلوبهم المرضى ،،
لو كنّا صوت صرختكم ننطلق بقوّة من أفواهكم الطّاهرة في الوديان و نعود نسافر بين جبال اللّه نرعب ، نرهب جموع المسخ المتقهقر ، لو كنّا،،
لو كنّا و لكان و لكن نبقى الشّرف مصونا و بفضلكم بعد اللّه ، نبقى نبض العفّة ، و لون الحرية و روح العزّة ، نبقى ،،
كلّ شموخ ، أنفة ، و كلّه بفضلكم يا أقدس مَن خلق اللّه من البشر، و قد باتت أحرفي فيكم و بكم مفتونة حيرى ،،
رجال اللّه : سنحيا :
نسمعكم بشعار العزّة فتضجّ الرّوح حماسا فينا ، وتسابقنا أحرف لشعار الصّرخة فلا ندري إلّا و نحن بكم ، معكم نصرخ بلا خجل من صوت قد يرتفع ، أو يسمعه أهل نفاق و حياد من جيران أو مارّة ، فنحن نعيش النّصر حقيقة ، نعيش الفرحة التي حرموا أنفسهم بنفاقهم ، بحيادهم ، بغضّ الأبصار عن النّصر و حقيقته ، فهم مهمومون ، موهومون بحياة كلّ الغاية فيها أكل أو شرب أو نوم ، لكن دون شعور بالفرحة ، فهم الشّؤم و غربانه ، و نحن برجال اللّه ألوان الطّيف السّبعة و فينا زهو الحرية الأسمى و الأعلى ،،
رجال اللّه : و أنتم سرّ من أسرار اللّه القدسيّة
دعونا نفرح بكم ، و قد حاول ذاك العدوان أن يكبتنا بالقصف لكنّكم تأبون إلّا أن نفرح فتختلط مشاعرنا فلا ندري : أدموع فرح انتصاراتكم حلّت أم لازالت أوجاع من فِعْل تآمر مرتزقة ، خونة ، باعة شرف، ظلموا ، باعوا الحقّ و تاهوا عن كل ّفضيلة و هدى ؟!
أم أنّ دمعات الأعين منّا لعنات على جمع المرتزقة ؟ و مع كلّ الزّخم من الدّمعات تغلب دمعات الفرحة بالنّصر على كلّ الدّمعات ، فلازلنا نفرح منتصرين على كلّ الأوجاع الثّكلى ،،
رجال اللّه :
فلكم نبضات قلوب فرحى ، و لكم دعوات منّا للّه نتقرّب بها فلا تحتاج وسيطا يوصلها سوى ذاك العشق الأسمى ،
رجال اللّه :
و إن كرّرت حروفي ففرحتنا بكم لا قاموس يترجمها و يسعها ، فدعوا روحي في فضاءاتكم سكرى ،،
رجال اللّه :
فدعوني أحيا النّصر آيات تخفق لها الرّوح حرفا حرفا حين تقول : ” و يومئذ يفرح المؤمنون بنصر اللّه ” ؛ فأنا اليوم بكم أسعد من حيي و يحيا .
أشواق مهدي دومان
Discussion about this post