،،سأل سائل بعذاب واقع،،
كيف الوضع بشكل عام بين أمريكا وإيران عندكم ؟
أو بمعنى ثاني: هل هناك أوراق تحت الطاولة تلاحظونها في الفترة الأخيرة بينهم ؟!!
✍🏻 عبدالرحمن الشبعاني
العداء الأمريكي المزمن تجاه النظام الإسلامي في إيران منذ مايزيد عن ثلاثين عامًا غير خافٍ لدى المراقبين الدوليين والمهتمين بالسياسة الدولية..
فأمريكا منذ نشأة النظام الإسلامي في إيران على يد الإمام الخميني -رحمه الله-، والقضاء على نظام الشاه عميل أمريكا حينها، اتجهت أمريكا اتجاها عدائيا محضا في سياستها نحو إيران..
في ذلك الحين بدأت أمريكا تحشّد طاقاتها واستدعت لفيفها وحركت أذيالها وعملائها في المنطقة للقيام بحرب ظالمة وعدوان همجي غاشم ضد إيران، مستعينة بالمال الخليجي وبالعبد الصالح “صدام حسين” الذي أبرز نفسه قائدًا لمحاربة النظام والشعب الإيراني المسلم نيابة عن أسياده الأمريكان والصهاينة..
تلك الحرب التي استمرت لثمان سنوات راح وقودها عشرات الآلاف من المقاتلين الإيرانيين وكذا من جانب التحالف الصدامي الأمريكي، دون مبرر أو مسوغ شرعي ولا قانوني دولي، ولم يكن لصدام حسين ولا للشعب العراقي ولا لأولئك المرتزقة اللفيف من مختلف البلدان العربية ناقة ولا جمل..
وإنما نزولًا عند رغبة الإدارة الأمريكية وتنفيذًا لتوجيهاتها، بغية التقرّب للأمريكان وإرضائهم، وخدمة للمشروع الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط سواء شعروا بهذا أم لم يشعروا..
ومثلما حصل تجاه إيران آنذاك نجد نفس المشهد يتكرر اليوم بواسطة تحالف قرن الشيطان السعوإماراتي تجاه اليمن..
بعد ثمان سنوات انتهت الحرب العسكرية الأمريكية بقيادة النظام الصدامي على إيران، وكانت نتيجتها الفشل الذريع لأمريكا وعملائها وخيبة أمل الصهيونية العالمية،
وفي المقابل قيام الدولة الإسلامية الإيرانية رغم أنف الكارهين والمعتدين..
إلا أن العدو الصهيوأمريكي لم يتخلّى عن النفسية والسياسة العدائية تجاه النظام الإسلامي في إيران..
لجأت أمريكا في حربها على إيران إلى استخدام الحرب الاقتصادية وفرض الحصار الجائر ضد الدولة والشعب الإيراني المسلم…
ومنذ ذلك الحين وإلى اليوم والحال كما هو بالنسبة لهذا الجانب..
ثلاثون عاما والحرب الاقتصادية مستمرة على إيران، وما بين الحين والآخر تتجدد العقوبات الاقتصادية وتتوسع بشكل أكبر من ذي قبل بتوجيهات أمريكية وغربية أوروبية صهيونية..
وهذا مما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الحرب ضد إيران من بدايتها هي حرب أمريكية صهيونية بامتياز..
بناءًا على هذه المعطيات المذكورة آنفًا والمعلومة سلفًا، فلا جديد بالنسبة للوضع العام فيما بين أمريكا وإيران..
ولا شيء عندنا نراه تحت الطاولة..
اللهم إلا أن عقلية الغالبية العربية الإسلامية للأسف هي التي نراها لا زالت في الحضيض، ولا زالت كما نراها تحت تحت الطاولة..
* إضافة لما قلته أعلاه..
الجديد فقط الذي نراه ونلمسه واقعا هو اشتداد التوتر في العلاقات السياسية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية من جهة، وبين الأمريكان ومن يدور في فلكهم من جهة أخرى مقابلة..
الموضوع ساخن حول هذه القضية نعم..
وهناك تكهنات كثيرة نلحظها في كتابات ومقالات المحللين السياسيين والمراقبين للوضع الإيراني إزاء التهديدات الأمريكية بشن حرب عسكرية على إيران..
البعض منهم يستبعد الحرب العسكرية،،
والبعض الآخر وهم الأقلّية يتوقعون الحرب العسكرية ضد إيران..
ولكل فريق من هؤلاء نظريته وحساباته ومعطياته..
ولعل الأيام القادمة هي الكفيلة بالإثبات والنفي.
المطلوب منّا جميعًا كمحور مقاومة أولًا، وكشعوب وأمة عربية وإسلامية ثانيا… أن نستشعر الخطر علينا جميعا دون استثناء..
فمسيرة الأحداث قد كشفت الوجه القبيح للأمريكان والصهيونية العالمية، وأصبح واضحًا جليًا مخططهم الاستعماري الاستكباري القذر، وأطماعهم التي لا حدود لها..
ولنفهم وندرك جيدا أن القضية ليست قضية إيران فحسب، وإنما هي قضية الإسلام والإنسانية ككل، ناهيك عن كونها قضيتنا في الشرق الأوسط والوطن العربي بالدرجة الأولى..
ولهذا على الجميع حمل الروح الجهادية، والاستعداد التام، ورفع الجاهزية القتالية..
وهذا ما تتطلبه المرحلة، ويتطلبه منا الواقع، فضلا عن كونه مطلب شرعي..
يا أيها الذين آمنوا..(خذوا حذركم وأسلحتكم).
ولله عاقبة الأمور.
✍🏻 عبدالرحمن الشبعاني-اليمن
-صنعاء- 2019-5-19م
Discussion about this post