وحي القلم
الثلاثون من نوفمبر الاستقلال المغدور ٢٠٢٠/١١/٢٩
بقلم الكاتب محمد صالح حاتم.
بعد مضي اكثر من نصف قرن من الزمن على طرد آخر جندي بريطاني من أرض اليمن واعلان الاستقلال لازلنا نبحث عن الحرية والسيادة والاستقلال الحقيقي.
ظلت بريطانيا محتلة لجنوب اليمن ١٢٩عاما ً، مارست القتل والارهاب والتعذيب والاغتصابات والتنكيل بأبناء الجنوب، وعملت جاهدةً على تغيير هوية اليمنيين وابعادهم عن هويتهم وثقافتهم وعاداتهم واعرافهم واسلافهم ،وعملت على استخدام سياسة (فرق تسدّ)،من خلال زرع الفتن والمشاكل والانقسام المناطقي وزرع المناطقية، فقسمت الجنوب إلى اكثر من عشرين مشيخة وسلطنه،وبقت هي حاكمه لعدن وبعض المناطق الساحلية، ورغم كل محاولة بريطانيا الا ّ انها ارغمت على الرحيل من ارض الجنوب اليمني تحت ضربات المقاومة المسلحة للثوار الاحرار الذين اعلنوا انطلاق ثورة ١٤اكتوبر ١٩٦٣م من على جبال ردفان الشماء، متآثرين بثورة ٢٦سبتمبر ١٩٦٢م في شمال اليمن ضد حكم بيت حميدالدين، فكانت شرارة ١٤اكتوبر هي من ارغمت بريطانيا ان ترحل وتعلن استسلامها وهزيمتها وفي ٣٠نوفمبر ١٩٦٧م يتم اعلان استقلال جنوب اليمن.
واليوم ونحن نحتفل بالذكرى ٥٣للاستقلال الثلاثين من نوفمبر فأننا لازلنا نبحث عن الاستقلال الحقيقي،فجزاء من ارضنا وللاسف يقبع تحت وطأة الاحتلال السعودي الاماراتي اذناب وادوات الاحتلال القديم بريطانيا، فالمحافظات الجنوبية محتلة ومسلوبة الخرية والأرادة ،ثرواتها تنهب وبيئتها تدمر، واثارها تسرق وتاريخها يطمس، و ابنائها يقتلون ويعذبون ويغتصبون في سجون سرية للأمارات والسعودية، المحافظات الجنوبية تتعرض لممارسات قذرة من قبل ادوات واذناب امريكا وبريطانيا واسرائيل ، السعودية تعمل على فصل المهرة وحضرموت عن اليمن ، والامارات تسعى لجعل سقطرى الامارة الثامنه التابعه لحكمها، مخططات استعمارية ، ومشاريع صهيونية لتحويل المحافظات الحنوبية الى قواعد عسكرية امريكية اسرائيلية .
فكيف نحتفل بعيد الاستقلال وجزاء من ارضنا محتل ؟
ماذا يعني لنا الثلاثون من نوفمبر مادام الاحتلال موجود ؟
ماذا سنقول لآبائنا واجدادنا الثوار الذين ضحوا بدمائهم وارواحهم في سبيل طرد بريطانيا ونيل اليمن للحرية والاستقلال ؟
فأذا لم نتحرك لتحرير المحافظات الحنوبية من تحت دنس بعران الخليج فأن لعنة التاريخ ستصيبنا، والاجيل القادمة ستلعنا، والاباء والاجداد سيلوموننا لآننا لم نحافظ على استقلال أرضنا، ولأننا خنا الامانه التي آتمنوننا عليها، ولأننا فرطنا في دماء الشهداء الاحرار.
فالثلاثون من نوفمبر تم الغدر به، وتم سلب الاستقلال ونزع الحرية، وتم تكبيلنا بقيود عودة الشرعية، وانهاء التمرد المزعوم.
فعلى كل القيادة الثورية والسياسية والعسكرية و الاحرار والشرفاء من ابناء المحافظات الجنوبية وكل ابناء اليمن، وابطال القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية التحرك التحرير المحافظات الجنوبية وكل شبر ٍ من أرض اليمن، ليتم اعاده الاعتبار لثورة ٢٦سبتمبر ، و١٤اكتوبر، و٣٠من نوفمبر، ونبداء صفحة جديدة عنوانها اليمن يتسع لجميع ابنائه الشرفاء والمخلصين الوطنيين الاحرار، والجلوس على طاولة الحوار تحت سقف الجمهورية اليمنية،ومظلة الوحده اليمنية، والنمضي في بناء اليمن الجديد، دولة العدل والمساواه والحرية، دولة المؤسسات و النظام والقانون.
وعاش اليمن حرا ً آبيا ً والخزي والعار للخونة والعملاء.
Discussion about this post