نبذة من حياة الكاتبة:ماريا
منذ فترة ليست ببعيدة قد تتجاوز بضعة أشهر دخلت عالم الكتاب والكتابة ، كانت هي أجمل ساعات في حياتي…
كنت أنظر إلى الحروف والكلمات وكأن فيهن شي يشدني إلى ذلك العالم ….؟!
استرجعت في ذاكرتي حين كنت أنظر إلى بعض السطور وأنا صغيرة وأجد الذهول والشرود ..
فبدأت أنظر إلى روعة الحروف والكلمات الجميلة وروح خجولة بسبب قصوري نحو عالم الكتب والكتابة .. فعرفت أنها هوايتي وعالمي الثاني…
*كنت بعمر صغير أنظر إلى الكتب وكأني أنتمي لها ، لم أفهم نفسي ولم أفهم مايجول في خاطري بسبب بني البشر الذين أحرقوا أحلامي ونزعوا بسمتي وشوهوا براءتي وطفولتي …
جعلوني أنظر إلى الحياة بنظرة مليئة بالقسوة معقدة ولا أعرف ماهو السبب …!!
كل الذي عرفتة أن الحياة والناس اتفقوا ضدي ..فأصبحت إنسانة لا أطيق ولا أطاق سيئة وكيئبة جداً.
أخذت قلمي الأسود ودفتري وبدأت بأول حروفي لماذا لماذا أنا ؟؟
وكان عمري لايتجاوز العاشرة.
فبدأت أعرف أن الكتابة هي الروح الثانية للإنسان وعندما يعجز الإنسان عن الكلام فتفهمه حروفه ، وفهمت حينها أني أنتمي للكتابة وعالم الكتب وعرفت أن الكتابة هي عالمي المشرق ولكن الحياة لم تدعني وشأني بل حاربتني بكل قوتها وحاربت حتى هوايتي وراحتي فكنت كل ماصعب فهم البشر لي ألجأ إلى قلمي ودفتري وأرتاح من ضجيج البشر …ولكن الحياة جمدت فكري وحروفي وكنت أول ما أسافر إلى القلم والدفتر أرى نفسي عاجزة وفكري جامد ومشتت فكنت أحلم ولكن لا أستطيع..؟ماذا فعلت كي أصاب بهذا الجمود والركود في حياتي…؟!
فنهرت يوم بعد يوم فكنت أغرق ولا أجد من ينقذني …فسيطر اليأس على عقلي وأصبحت أردد كل يوم أنه لايحق لي أن أحلم ولا يحق لي أن أطمح …
فكنت كلما أنظر إلى الحياة أنظر لها بنظرة باهتة الألوان ومستفزة لكل شيء في الحياة. ولا أتعايش مع من سكن فيها …
بقيت سنين بعيدة عن مايسمى عالم الكتب والكتابة والذي كنت أتمنى أيام أن أعود إليه فقد كان العالم الذي إن أويت إليه شعرت بالراحة والسكينة ..
حاولت مرات كثيرة ولكن اليأس قد قتل رغبتي بالحياة وجعلني سلبية بكل أمور حياتي …
وبسبب الآلام العنيفة التي سببها لنا العدوان الغاشم بدأت حروفي تتحرك ولكني عاجزة عن النطق والصيغة ، عاجزة عن التعبير وكأن في داخلي شيء يمنعني كل مارأيت القلم ..
وبعد عدة سنين خضعت للجلسات النفسية ولاحظت أن حالتي تتدهور وإذا بي أكتئب وحياتي باتت شبه ميتة وبعد جلسات عده لي مع المعالج النفسي الذي يحمل دكتوراه في الصحة النفسية والعلاج النفسي وهو رئيس مركز ومؤسسة ذاتي للاستشارات النفسية ونائب عميد مركز الإرشاد النفسي عادت لي الحياة وعادت لي حروفي المشرقة وهنا كان للدكتور معاذ مقران الرجل العظيم دور كبير برجوعي للحياة بعد الله ..فالحروف عاجزة عن مدحه فمن أين أبدأ ومن أين أنتهي وأمام قلبه الكبير العظيم أعلن إفلاسي عن الحديث عنه ليس شُحاً بل مهما كتبت لن ولن ولن أوفيه حقه من الشكر والتقدير والإحترام فجمال روحه المقدسة تُعجز حروفي أيها العظيم ….وأعتذر عن التقصير….
فهو من قام بتنمية موهبتي وبدات أكتب وأنا في أنذهال بعد أعوام كنت أشعر بها بالعجز وأنه من المستحيل أن اكتب حرفاً واحداً وبدأت أكتب الأبيات والخواطر والمقالات الذاتية الصغيرة وكانت أولها عودة أمل.
كنت أتعثر وأنهض وأقاوم ذاك اليأس ..ونجحت
وصار لي لقاء مع الكاتبات والكتاب فكنت أقول من المستحيل أن أصبح من الكُتاب ، وليس من الممكن أن أصبح مثلم فمعظمهم وصلوا إلى الدرجة الاولى والثانية ولم ينهاروا..
بينما أنا كنت أكتب وإذا حدث وواجهت انتقاداً أنهار وأتراجع عن حلمي وهدفي وأنسحب في منتصف الرحلة وبدأت أنهار فليس عندي أي أمل فكل الذي قاموا بتشجيعي رحلوا وتركوني ولكن بالفترة التي سحقتني بها الحياة وأظلمت من حولي زادت قوتي فأرسلت لي كلمتين قائلة لي : الذي لايحترق لا يستطيع أن يضيئ ففزعت من ضعفي وانهياري ونهضت أشعل شموعي …
وبدأت أنظر إلى وطني الذي جعل مني كاتبة وأشعل الفن بداخلي فأصبح كل همومي هو وطني وسطرت أبيات شعري وحروفي في المقالات تجري ومن هموم وطني وأحزانه يتخلق الفن في كياني سلخت من جلدي أوراق ومن دمي حبراً وهذا ليس معناه أن أتباهى أو أتعالى لا فوطني بحاجتي
والحب الذي بداخلي لوطني جعلني أشتعل غيرة وقهر على بلدي الذي خانه أبنائه
لقد كافحت عبر حياتي ومازالت أكافح لليوم وسأكافح حتى اليوم الذي ترفع فيه راية الانتصار
فأني أتمزق من الحزن وعيناي مليئة بالدم قهراً على بلد الإيمان والحكمة.
Discussion about this post