بسم الله الرحمن الرحيم
حَماسُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِن الْعَرَبِ
فِيْ جِدّهَا النّصْر قَدْ وَافَىَ عَلَىَ الشّهُبِ
بِيْضُ الرّجُوْلَةِ لاَ سُوْدُ الْعَمَالةِ فِيْ
فَتْكِ السّلَاحِ جَلَاءُ الشّكّ وَالرّيَبِ
أَجْوَاءُ غَزّةَ أََنْفَاسٌ تُذَكّرُنا
زَئيْرَ بَدْرٍ وَنَصْرٍ شَعّ فِيْ الْحِقَبِ
بِهَا الْتِفَاتٌ إِلَىَ فَتْحٍ بِخَيْبَر فِيْ
أَسْنَىَ الْمَوَاقِفِ بِالتّمْكِيْنِ وَالْغَلَبِ
وَتَحْتَ أَنْقَاضِهَا يَلْقَىَ الشّهِيْدُ بِهِ
فِيْ الْخُلْدِ مَايَشْتَهِيْ فِيْهَا مِن الْأَرَبِ
أَبْطَالُ غَزّةَ يَانَبْضَ الْقُلُوْبِ وَيَا
سِرّ النّفُوْسِ عَلَىَ الْهَامَاتِ وَالسّحُبِ
بِكُمْ أَتَىَ النّصْرُ لَمّا اللهُ جَادَ بِهِ
تَنْفِيْذ مَاجَاءَ فِيْ الْقُرْآنِ وَالْكُتُبِ
بِكُمْ تَجَلّى وَلَا يثْنِيْهِ غَطْرَسَةٌ
مِن الْأَسَاطِيْلِ أَوْ مِن قَوْل كُلّ غَبِيْ
أَنْتُمْ جَرَحْتُمْ بِهِ قَوْمًا صَهَايِنَةً
وَاَفىَ بِهِمْ مِنْهُ كُلّ الْكَبْتِ وَالْكُرَبِ
نَصْرٌ بِهِ سُرّت الْأَيّامُ فِيْ شَرَفٍ
وَغِبْطَةٍ فِيْ فِجَاجِ الْأَرْضِ وَالْهضَبِ
صَنْعَا الْيَمَانِيّةُ الْعُظْمَىَ تُأَيّدهُ
بِكُلّ أَطْيَافِهَا فِيْ الْمَجْدِ وَالْحَسَبِ
أَنْتُمْ سَحَقْتُمْ لِئَامًا مَالَهُمْ أَبَدًا
إِلّا الْمَنَايَا تَنُوْشُ وَشَرّ مُنْقَلَبِ
صَنْعَا الّتِيْ صَنَعَتْ لِلْمَجْدِ مُعْجِزَةً
وَأَدّبَتْ كُلّ مَنْ فِيْهِمْ بِلَا أَدَبِ
لَنَا الْمُسَيّرُ وَالصّارُوْخُ يَتْبَعُهُ
إِلَىَ الْكِيَانِ وَلَمْ يُخْطِئْ وَلَمْ يَغِبِ
وَنَحْنُ بِالله قُوّاتٌ مُدَرّبَةٌ
فِيْ الْبَرّ فِيْ الْبَحْرِ فَوْق الشّمْسِ والسّحُبِ
بَيَانُ يحيى سَريع بِهِ لَهَا عَجَبٌ
وَقُوّةٌ شَأْنُهَا يَعْلُوْ عَلَىَ الْعَجَبِ
أَبْطَالُ غَزّةَ هَذَا النّصْر تَمّ لَكُمْ
وَلِلْجَمِيْعِ وَفِيْ لُبْنَان أَوْ حَلَبِ
لَكُمْ نُفُوْسٌ قَوِيّاتٌ لَقَدْ هَزَمَتْ
نُفُوْسُ كُلّ يَهُوْدِيّ وَمُغْتَصِبِ
كَانَتْ صَوَارِيْخُكُمْ مَوْتًا لَهُمْ وَبِهَا
أَتَاهُمُ الْمَوْتُ قَبْلَ الْوَقْعِ وَالّلهَبِ
ذَلّتْ لَكُمْ حِيْنَمَا بُهِتَتْ بِمَقْدَمِكُمْ
وَجُرّعَتْ مِنْكُمُ بِالْمَوْتِ وَالنّصَبِ
مَشَاهِدٌ تَطْرَبُ الْعُظَمَا بِمَقْصَدِها
وَتَطْمَئِنّ بِهَا الْأَجْيَالُ فِيْ الْحقبِ
كَأَنّهَا وَمْضُ أَنْوَارٍ مُقَدّسَةٍ
أتَتْ إِلَىَ الْقُدْسِ عَبْرَ الشّهْبِ وَالْحُجُبِ
وَلِلزّعامَةِ دَوْرٌ فِيْ الشّعُوبِ إِذَا
وَفَتْ أَجَادَتْ بِمَا يَرْجُوْ مِن الطّلَبِ
لِأَنّهَا قَلْبُ كلّ الشّعْبِ إِنْ صَلحَتْ
بَنَتْ لَهُ كُلّ مَايَهْوَاهُ مِنْ أَرَبِ
وَقَائِدٌ مُلْهَمٌ بِاللهِ نُصْرتُهُ
وَافَىَ بِهِ الدّهْرُ بِالْأَنْوَارِ وَالْحَسَبِ
لِلْعِزّ لِلْعَدْلِ لِلْأَحْرَارِ قَاطِبَةً
لِلْمَجْدِ لِلدِيْنِ لِلْأِسْلَامِ لِلْعَرِبِ
لَقَدْ تَحَدّىَ أُهَيْل الشّرٍ فِيْ ثِقَةٍ
بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ لَا بِمَقَالَةِ الْخُطَبِ
تَالله لَمْ تُنْجِب الْعَلْيَا لَهُ مَثَلًا
بِسَاحَةِ الْعِزّ أَوْ فِيْ ذَرْوَةِ الرّتَبِ
وَانْظُرْ إِلَىَ غَايَةٍ فِيْ صِدْقِ لَهْجَتِهِ
فَلَنْ تَرَاهَا سوَىَ فِيْ الْقَادَةِ النّجُبِ
فَمَنْ سوَاهُ تَجَهّمَ لِلْعَدُوّ وَفِيْ
شَجَاعَةٍ زَانَهَا بِالْحَسْمِ وَالْغَضَبِ
هَذِيْ سَفِيْنَةُ إِسْرَائِيْل شَاهِدَةٌ
بِأَنّ أَقْوَالَهُ بِالْفِعْلِ لَمْ تَخِبِ
سَفِيْنَةٌ قَادَهَا الْأَبْطَالُ فَاتّسَمَتْ
بِالّليْنِ مِن طَاقَمٍ وَجِلٍ وَمُضْطَرِبِ
لِِلهِ مِنْ مَشْهَدٍ حُرٍّ بِهِ عَجِبَتْ
كُلّ الْخَلَائِقِ مِن عُجْمٍ وَمِن عَرَبِ
للهِ مِنْ مَوْقِفٍ يَلِجُ الرّجَالُ بِهِ
جَنّاتِ رَبّ السّمَاءِ بِأَقْرَبِ الْقُرَبِ
بِحِكْمَةٍ أَذْهَلَتْ كُلّ الْأَنَامِ فَيَا
لِذَاك مِنْ مَنْظَرٍ ضَخْمٍ بِهَا لَجِبِ
قَدْ صَوّرَتْهُ الْمَلَا فِيْ الْبَحْرِ مُعْجِزَةً
مَرْسُوْمَةً لِلْيَمَانِيّينَ فِيْ الْكُتُبِ
زعامةُ العصرِ تَدْلِيْسٌ ومهزلةٌ
كأنّ أَصْنامها صُنْعٌ من الْخَشَبِ
ماهمّهُمْ منظر الأشلا ولا عصرتْ
قلوبهمْ أَدْمُعٌ من كلّ مُنْتَحِبِ
ضميركُمْ ذاب في الكفّارِ وَانْصَهَرَتْ
نفوسُكُمْ نحوهم باِلْعِشْقِ وَالطّرَبِ
كَأَنّهمْ صنعوكمْ فِتْنة وبكُمْ
يمَارِسُون شَقَىَ التّضْلِيْلِ والكَذِبِ
وَلّىَ زمان الْخِداع اليوم واتّضَحَتْ
فيهِ الْحَقَائِقُ في الدّنْيَا لِكُلّ أَبِيْ
عبدالرب يحيى الشرعي
١٢ جمادى الأولى ١٤٤٥ هـ
الموافق ٢٥ \ ١١ \ ٢٠٢٣ م
Discussion about this post