(رسالة للتائهين لعلهم يهتدون)
كان التائهون من قريش يعيشون في أمن واستقرار سياسي واقتصادي (الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) والرواتب ما تنقطع والأمور سابره ، لما جاء نبي الله محمد بدأت المشاكل عندهم لدرجة ان بعضهم تم قتله وبعضهم تم تعذيبه وبعضهم هرب للحبشة وفي نهاية المطاف لحق بهم محمد الى المدينة
لم ينته الأمر هنا بل جلب المشاكل الى أهل المدينة الذين ايضا كانوا يعيشوا في أمن واستقرار قبل مجيء النبي إليهم وما إن وصل حتى بدأت المشاكل والحروب ممن حولهم من المدينة حتى جاءت قريش تحاصرهم وتحاربهم في المدينة رغم انهم كانوا في استقرار أقتصادي وسياسي ، فلماذا أرسل الله محمدا مادام تلك الاقوام أمورهم الحياتية مستقرة؟
السبب انك ايها الإنسان لم يستخلفك الله لتأكل وتشرب وتنام وتملأ الأرض من قاذوراتك وبرازك وتستمتع بالنساء والثروات ثم تورث هذه الثقافة لأبنائك وأحفادك وهكذا حتى يبقى مقياس الصح عندك من الخطأ هو (الأستقرار السياسي والأقتصادي) بل له دور أوسع وأشمل واعظم يأتي في طليعتها الإرتقاء بالدور البشري ليصبح مستحقا ليطلق عليه خليفة الله في الأرض اي خليفة الرحيم وخليفة الحكيم وخليفة العليم وخليفة الرؤوف وخليفة العدل تأمر بالمعروف حتى ينتشر وتنهى عن المنكر حتى يتلاشى وتتصدى للظلم وللباطل وهذه أمور كانت متلاشية في ذلك الزمن بل ان الأكل والشرب (الراتب) كان معظم الناس يحصل عليه بذل وهوان وعبودية وانعدام عزة وكرامة وحرية والأمن كان للظالمين ضد المظومين حماية لأموالهم وتسلطهم وممتلكاتهم ومملكاتهم كنتيجة طبيعية للاختلالات التي حصلت في مفهوم الأستخلاف في الأرض ولأجل ذلك ارسل الله الأنبياء ليعطونا دروسا في كيفية التحرك ورفض الظلم والعبودية ، فلا قيمة للراتب وللمال وللأكل وللأستقرار السياسي بذل وهوان وخضوع وخنوع ، ولا تأثير لتلاشي كل هذا مادام حبل العزة والكرامة والحرية ممتد الى الله لأنها هي من ستجلب كل شيء موسومة بالرفعة والعزة .
(رسالة الى من تلذذ بحياة العبودية للظلمة وأبى ان يخرج منها متهما لأنصار الله بأنهم السبب في جلب العدوان لليمن فلو كانوا يعيشون في عهد النبي كانوا أتهموه بنفس التهمة بأنه من جلب الشقاء والمشاكل للمدينة وأهلها).
#د_يوسف_الحاضري
Discussion about this post