بيان رابطة علماء اليمن بمناسبة الذكرى المئوية لمجزرة تنومة بحق حجاج اليمن ومنع النظام السعودي الحج لهذا العام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل : ﴿وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
والقائل عزوجل: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ﴾.
والصلاة والسلام على رسول الله القائل : «لا تَزَالُ أُمَّتِي يُكَفُّ عَنْهَا الْبَلاءُ مَا لَمْ يُظْهِرُوا خِصَالاً؛ عَمَلا بِالرِّيَاِ، وَإِظهَارَ الرُّشَا، وَقَطْعَ الأَرْحَامِ، وَتَركَ الصَّلاةِ فِي جَمَاعَةٍ، وَتَرْكَ هَذَا البَيْتِ أَنْ يُؤَمَّ، فَإِذَا تُرِكَ هَذَا البَيْتُ أَنْ يُؤَمَّ لَمْ يُنَاظَرُوا.صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضوان الله عن صحبه الأخيار المنتجبين من الأنصار والمهاجرين».
وبعد
فإنه تزامناً مع مرور مائة عام على المجزرة التي ارتكبها النظام السعودي بحق حجاج اليمن في تنومة من بلاد عسير والتي راح ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف حاج منهم تسعمائة حزت رؤوسهم بغي رحق إلا أن يقولوا ربنا الله، وتزامناً مع هذه الذكرى الأليمة والفاجعة العظيمة لا زال النظام السعودي المتولي لليهود والنصارى يصب جام غضبه ومكنون حقده على الشعب اليمني خاصة وعلى غيره من بلدان المسلمين في حربٍ عدوانيةٍ ومجازر دموية يومية يرتكبها منذ أكثر من خمس سنوات لم يتوقف العدوان فيها يوماً واحداً، الأمر الذي أكد وحشية هذا النظام ودمويته وكشف اللثام عن فكره الظلامي ومنهجه التكفيري الإرهابي، الأمر الذي لم يدع مجالاً لنسيان هذه الفاجعة الأليمة ومحوها من الذاكرة بل زادها رسوخاً، كما أتت هذه الذكرى متزامنةً مع موسم الحج لهذا العام وقرار النظام السعودي الجائر الذي حرم الملايين من المسلمين من أداء فريضة الحج وقصر الحج على مجموعة قليلة جداً في الداخل السعودي يختارهم هو بحجة كورونا دون التنسيق مع بقية الأنظمة الإسلامية والهيئات العلمائية في تصرف أرعن يوحي بأن الحرمين الشريفين حق له يتصرف فيهما كيف يشاء ولمن يشاء ويمنع من يشاء ضارباً بذلك عرض الحائط قول الله تعالى: ﴿سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ﴾[الحج:25] ، وأن المسلمين كل المسلمين يستوون في هذا الحق المشروع دون فرق بين شعب وشعب وعرق وعرق.
وإن رابطة علماء اليمن إذ تجدد إدانتها لمجزرة تنومة وما تبعها من مجازر بحق الشعب اليمني والعدوان والحصار المستمر حتى كتابة هذا البيان لتؤكد إدانتها للقرار الجائر بمنع ملايين المسلمين من أداء فريضة الحج وتؤكد على التالي:
1- أن تلك المجزرة التي ارتكبت بحق ضيوف الرحمن من أبناء اليمن لم تكن لتحدث لولا تواطؤ بريطانيا التي أنشأت هذا النظام السعودي متزامناً مع إنشاء الكيان الصهيوني وهي ذاتها اليوم ومعها أمريكا من يدعم تحالف العدوان الذي يقتل الشعب اليمني ويحاصره ويرتكب بحقه المجازر الوحشية بأسلحتهم وخبرائهم ومرتزقتهم ويغطون على جرائمه.
2- من الأهمية بمكان أن يجمع علماء الأمة الإسلامية ومفكروها وعقلاؤها وأحرارها ومثقفوها على اتخاذ قرار بعدم أهلية النظام السعودي لإدارة شؤون الحج والحرمين ورفع يده عنهما كونه قد وظف ولا زال الحرمين الشريفين ومناسك الحج لخدمة المشروع الصهيوني الأمريكي ويسيء استغلالهما.
3- تدعوا الرابطة علماء المسلمين بالتحرك لكشف حقيقة الوهابية التكفيرية بالوعي والحكمة والحجة والبرهان والتحذير منها حتى لا يستمر مشائخ الوهابية في تدجين الأمة وتضليلها وتقديم شباب الأمة لمحارق الموت خدمة للأعداء.
4- تعتبر الرابطة قرار النظام السعودي المتزامن مع ذكرى مجزرة تنومة بمنع الحجاج الوافدين من أداء فريضة الحج لهذه السنة تحت ذريعة الحفاظ على النفس الإنسانية من مرض كورونا قرارا خاطئا جائرا ومتناقضاً وساقطاً فقرارهم بمنع ملايين المسلمين من الحج يناقضه قرارهم بالسماح لفتح دور اليسنما وقاعات الملاهي وغيرها من التجمعات وارتكابها المجازر بحق أبناء الشعب اليمني.
5- تؤكد الرابطة على أن السكوت على سياسة وقرارات النظام السعودي الظالمة والمنحرفة سكوت يغريه ويجعله أكثر تمادياً للإقدام على قرارت وخطوات لاتسيء إليه ولا يتحمل تبعاتها وتداعياتها لوحده بل يشاركه في الإثم والوزر كل الساكتين والصامتين والمحايدين من علماء ودعاة ومفكري الأمة، وتؤكد على وجوب رفع الصوت عالياً والصدع بكلمة الحق أمام هذا النظام الجائر والفاسد الذي يصد عن البيت الحرام ويهلك الحرث والنسل في العالم الإسلامي ويسارع ليل نهار في مودة الذين كفروا من أهل الكتاب.
6- تدعو رابطة علماء اليمن بمناسبة اقتراب موسم الحج الأمة العربية والإسلامية إلى الوحدة وجمع الكلمة ورصِّ الصفوف ورأب الصدع لمواجهة الأخطار المحدقة بالعالم العربي والإسلامي وأخذ الدروس والعبر من فريضة الحج التي جعلها من أعظم الشعائر رمزيةً لوحدة المسلمين.
7- تدعو الرابطة إلى التعاطي الجاد مع كل الأصوات والمبادرات الحكيمة التي تدعو إلى الحوار وإطلاق جميع الأسراء والمختطفين ولاسيما أولئك الذين اختطفوا وهم عائدون من أداء فريضة الحج وعلى رأسهم السيد العلامة يحيى بن الحسين الديلمي ورفيقه.
وفي الأخير نسأل الله تعالى أن يردَّ المسلمين إلى دينهم مردّاً جميلا، وأن يجمع كلمتهم ويؤلف بين قلوبهم، وأن ينصر الحق وأهله ويخذل الباطل وحزبه، ويعجل بزوال الظالمين، والنصر للمستضعفين.
صادر عن رابطة علماء اليمن
بتاريخ 17/ ذو القعدة / 1441هــ الموافق 8/7/2020م
Discussion about this post