*عدنان علامه*
*اتحفنا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو نهاية الشهر الماضي أن واشنطن ستقدم مساعدات “للشعب السوري” بقيمة 696 مليون دولار، تزامناً مع مشاركتها بمؤتمر بروكسل للمانحين.*
*وأضاف في بيان نشرته صفحة السفارة الأمريكية بدمشق: “المساعدات الإنسانية الإضافية لشعب سوريا ردا على الأزمة المستمرة التي سببها نظام الأسد والقوات الروسية والايرانية”.*
*وأشار إلى أن إجمالي الاستجابة الإنسانية للولايات المتحدة يصل لأكثر من 11.3 مليار دولار منذ بدء أزمة سوريا.*
*استوقفني تصريح بومبيو وبيان صفحة السفارة الأمريكية في دمشق لوجود تناقض كبير في مضمونه. فقد تجاهل بومبيو بأن رئيسه ترامب قد فرض عقوبات غير قانونية على سوريا من خلال قانون قيصر الذي أصبح ساري المفعول بتاريخ 17/06/2020 وهذه العقوبات هي ضد الشعب السوري قبل أن تكون ضد النظام. وقد تجاهل بومبيو بأن رئيسه يحتل شرقي سوريا ليسرق النقط السوري وقد عبر عنه بالكنز، ويريد الإحتفاظ به.*
*بتاريخ 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يتوقع أن تجني بلاده ملايين الدولارات شهرياً من عائدات النفط في سوريا طالما بقيت القوات الأمريكية هناك.*
*وبتاريخ 6/3/2020 قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن القوات الوحيدة التي تركها في سوريا تحمي النفط وتحافظ على ما وصفه بـ”الكنز” هناك.*
*وردّ الرئيس السوري بشار الأسد باتهام الولايات المتحدة بـ “سرقة نفط” بلاده. وقالت روسيا، إن ذلك يُسمّى “لصوصية دولية”.*
*وتبقى أرقام مساعدات بومبيو مجرد حبر على ورق لا قيمة لها وهي لا تكفي لإظهار أمريكا بمظهر الإنسانية بدلا من الصورة السوداء في دعم الإرهاب ضد الشرعية وصورة الديكتاتورية البغيضة في فرض العقوبات غير القانونية على عدة بلدان وفق مزاج وأهواء ترامب.*
*ولا بد من الإشارة بأن مفهوم “الشعب السوري” يختلف بين التفسير الأمريكي وأتباعه والتفسير القانوني والدولي لهذا المفهوم.*
*فالشعب السوري حسب المفهوم الأمريكي هم المسلحين الإرهابيين المعارضين للنظام. وتتدخل أمريكا مباشرةَ لحمايتهم أو تطلب من الأمم المتحدة او مجلس الأمن أو حتى الكيان الغاصب التدخل حين تتهدد حياتهم. ولا يشعر ترامب بأي حرج حين يساوم رؤساء الدول على المسلحين الأجانب الذين بحوزته للعودة إلى البلاد التي قدموا منها.*
*فبتاريخ 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 201 إقترح سيتفان دي ميستورا المبعوث الدولي المكلف بملف الأزمة السورية منح مناطق شرق حلب إدارة ذاتية، حسبما قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم.*
*وقال المعلم إن حكومته رفضت الاقتراح “لأنه نيل من سيادتنا الوطنية ومكافأة للإرهاب”.*
*وجاءت تصريحات المعلم بعد مباحثاته في دمشق مع المبعوث الدولي. وأضاف المعلم “أبلغناه بأننا نرفض ذلك (مقترح الإدارة الذاتية) تماما”. وتساءل “كيف يمكن أن تريد الأمم المتحدة مكافأة الإرهابيين؟”*
*وقد ضغطت أمريكا بكل ثقلها لتوقف تقدم الجيش السوري والحلفاء لتحرير الغوطة الشرقية التي كانت بمثابة الخاصرة الرخوة التي كانت تهدد العاصمة طيلة 7 سنوات.ولما تيقن النصر للجيش السوري والحلفاء طلبت أمريكا من مجلس الأمن التدخل؛ ومن الإرهابيين بضرورة فبركة هجوم كيَماوي على الغوطة ليتم تبرير عدوان دولي عبر مجلس الأمن على سوريا.*
*وبتاريخ 24 فبراير/ شباط 2018 وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في سوريا لمدة 30 يوما. ويهدف القرار الذي أقرته الـ 15 دول الأعضاء إلى “افساح المجال امام ايصال المساعدات الانسانية بشكل منتظم واجلاء طبي للمرضى والمصابين بجروح بالغة”.*
*وقبل الإنسحاب من دوما قام أعضاء من منظمة الخوذ البيضاء المشبوهة بفبركة فيلم قصير وعلي عجل عن هجوم كيماوي مزعوم مما أوقعهم في عدة أخطاء قاتلة . فتم تصوير عدة أطفال” مصابين” في مستوصف، ويرشون عليهم الماء ويعطوهم من نفس عبوة الرذاذ التي تستعمل لمرضى الربو ليتنشقوا منها. ولم يلاحظ أحد إصابات النساء او الرجال في الفيديو. وقد أفشلت روسيا كافة محاولات أمريكا لتبنّي الفيديو كمستند لترتيب عدوان على سوريا بغطاء دولي.*
*وحرصت أمريكا على إخراج أصحاب الخوذ البيضاء بحماية دولية من دوما. ومن ثم تدخل ترامب شخصياً مع نتنياهو لتهريبهم خارج الأراضي السورية خوفاً من إفتضاح دورهم في فبركة أفلام الهجومات الكيماوية المزعومة. وكشف نتنياهو عن تفاصيل العملية فقال:-*
*إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو طلبا منه بتاريخ 22/07/2018 إجلاء أعضاء من منظمة الخوذ البيضاء، وجرت العملية عبر فلسطين المحتلة إلى الأردن وبرعاية أممية.*
*ولا بد من لفت الأنظار إلى إبتزاز ترامب للدول الأوروبية بشأن الإرهابيين الاجانب المنتمين لداعش الذي يحتجزهم تحت أمرته في سجون قسد.*
*فقد تجادل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتاريخ 03-12-2019 مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن إعادة إرهابيي “داعش” المحتجزين حالياً في شمال شرق سوريا إلى بلدانهم.*
*وفي حديثه للصحفيين خلال قمة قادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في لندن، واصل ترامب انتقاداته لإحجام أوروبا عن استعادة مواطنيها، قائلاً: إن “المقاتلين الأجانب المحتجزين في سوريا معظمهم من أوروبا”.*
*ثم التفت ترامب إلى ماكرون وسأل عما إذا كان الرئيس الفرنسي “يحب استقبال بعض مقاتلي داعش اللطيفين؟”.*
*وقال ترامب: “يمكنني أن أعطيك إياهم، يمكنك أن تأخذ كل من تريد”، ليرد ماكرون بشكل حاد قائلاً: “لنكن جادين”.*
*وقد تم تجميع بقايا فلول الإرهابيين في إدلب وتدخلت تركيا على الخط وربطت إقتصاد مرحبا إدلب بإقتصادها وفرضت المناهج التركية وحتى التعامل بالعملة التركية. ووصلت الوقاحة بترامب بالطلب من روسيا بعدم دعم الدولة السورية في تحرير أراضيها من المسلحين وإعادة كافة الأراضي إلى سلطة الدولة.*
*فقد دعا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بتاريخ 17.02.2020 السلطات الروسية إلى الكف عن دعم القوات السورية في إدلب.*
*عرضت عليكم بالدلائل والشواهد مدى الإهتمام الأمريكي ب “الشعب السوري” حسب المفهوم الأمريكي. وجاء بومبيو ليعلن عن مساعدات “للشعب السوري” من عائدات النفط السوري المسروق.*
*ولا بد من تصحيح مفهوم “الشعب السوري” لبومبيو وترامب . فكل سوري خان وطنه وتعامل مع العدو الصهيوني أو الأجانب وتآمر ضد مصلحة بلاده ولم يعلن التوبة ويسلم نفسه للسلطات السورية لتسوية وضعه؛ فليس من الشعب السوري.*
*وإن غداً لناظره قريب*
*04/07/2020*
Discussion about this post