بقلم ناجي امهز
الثورات هي روح الوطن المتجدد المنتفض على الخمول المقيت الذي يصبح الطبق الرئيسي لاي فئة حاكمة، خاصة ان كانت محنطة على كراسي السلطة لفترة طويلة.
انا مع الثورات لانها تنتزع العفن من المسؤول المهترئ الذي يحوله ركوده الطويل، الى طعام للفطريات والطفيليات التي تنموا وتكبر بسبب الروتين الذي يألفه صاحب المنصب، فيموت ويقتل من حوله دون ان يشعر.
انا مع الثورات على كل شيء لانها روح التجدد، فالطبيعة تثور، بالاعاصير والبراكين والزلازل، كي تبق وتستمر الحياة مانحة الانسان الطعام الماء والهواء والجمال.
لكنكم لن تجدون عاقلا واحد او سياسيا وطنيا، يستطيع ان يكون ضد سلاح المقاومة.
حتى الامريكي نفسه ان سئل بصدق عن جدوى المطالبة بنزع سلاح المقاومة، سيقول لكم هو مطلب لتدمير لبنان.
لان كل الدول والاجهزة الامنية بالعالم، تعلم بان عديد حزب الله لا يقل عن مائة الف منتسب اليه، واذا اعتبرنا كل منتسب الى حزب الله وعائلته خمسة اشخاص يعني ان هناك اكثر من خمسمائة الف منتسب لبناني الى حزب الله، وانا هنا لم اضف عدد الذين يساعدهم حزب الله وهم من مختلف الطوائف…
بمعنى اوضح ان هناك من يريد ان يعزل الطائفة الشيعية لان حزب الله تقريبا هو كل الطائفة الشيعية…
كما ان جميع الدول والساسة وغالبية الشعب في لبنان يعلمون علم اليقين بان لا ذنب للمقاومة بكل ما حصل من فساد في لبنان.
ذنب المقاومة وللاسف انها وجدت في العالم العربي الذي يقيم فيه الانسان ويأخذ منصبه حسب طائفته، والمقاومة ضعيفة جدا امام هذه المعادلة الطائفية.
ذنب المقاومة انها من طائفة تعاني القهر والحرمان منذ استشهاد الامام الحسين ابن الامام علي بن ابي طالب، فلا الحكم الاموي رحمها ولا الحكم العباسي رفع الظلم عنها، وحتى الحكم العثماني نكل فيها، وفي لبنان يريدونها من حاشية العبيد تعمل في العتالة ومسح الاحذية.
ذنب المقاومة انها لا تعرف التجييش الطائفي وتحريك النعرات الطائفية او تكفير الاخرين، لانها من مدرسة الامام علي بن ابي طالب الذي كتب عنه المسيحيين بالعالم اكثر مما كتب عنه المسلمين، لانه علم اتباعه انه لا فرق بين المسلمين، كما لا فرق بين مسلم ومسيحي.
ذنب المقاومة انها هزمت المحتل الغاصب الاسرائيلي في الجنوب، ومنعت التكفيريين من تحويل لبنان الى تورا بورا، وحملت القران والانجيل لتدافع عن المسيحيين في سوريا،
ذنب المقاومة ان ابن سيدها وقائدها شهيد، من اجل تحرير لبنان، بينما ابن البيك بيك، وابن الزعيم زعيم وابن الوزير وزير.
ذنب المقاومة انها حررت ارضا واستعادت سيادة وعزة وكرامة الشعب، عندما تخلت كل الدول عن لبنان، بما فيهم مجلس الامن الذي طيلة عشرون عاما كان يعدنا بتنفيذ القرار 425، وهل سالتم انفسكم لماذا العجالة بتطبيق القرار 1559 بينما القرار 425 ضاع بأروقة مجلس الامن.
المقاومة مثلكم ضحية نظام محاصصة طائفي لا يرحم، بل هي الاضعف بالداخل، لان النظام الطائفي طالما حاول ابتزازها ومازال يحاول، اما تصمت او يفتى بهدر دمها.
ولكن الاهم من هذا كله، وهو ما سأخبركم اياه الان كي لا تكونوا ضحية لعبة كراسي جديدة لن تجنوا منها الا المزيد من الفقر والجوع وتضخم اكثر للفساد.
كل شخص يقول لكم ان الثورة يجب ان تطالب بنزع سلاح حزب الله، اعلموا انه يريد ان ينهي حلم لبنان الجديد بايديكم.
لان الواجب هو المطالبة بوقف عربدة اسرائيل في سمائنا وسرقة مياهنا، قبل المطالبة بنزع سلاح حزب الله.
اصلا كل الاحزاب سلمت سلاحها في عام 1990 هل وصل لبنان الى البحبوحة، بل اصبح غالبية الذين كانوا يتحكمون بالمواطنين على الحواجز والمعابر، اصحاب معالي وسعادة ومازالوا يتحكمون بالمواطنين.
لا دخل لسلاح حزب الله فيما يجري في لبنان، لانه لم يكن ولد ابان الحرب الاهلية اللبنانية عام 1975 عندما كانت تقطع الرؤوس على الهوية، وايضا لم يكن هذا السلاح موجودا ابان الازمة اللبنانية التي عرفت بثورة شمعون عام 1958.
حتى عندما اجتاحت اسرائيل لبنان 1982.
لا تدعوهم يضحكون عليكم…
لان ما من سياسي بهذا البلد الا ويعلم من هو حزب الله.
حزب الله هو اكثر من عشرة الاف شهيد، وعشرون الف جريح، يعني ان كل متر تحرر في الجنوب كان ثمنه شهيد او جريح.
ان الذين يدفعونكم نحو حزب الله هم يريدون رميكم بالنار، والانقسام الطائفي، وتدمير كل ما تبقى من الدولة كي يفر بما نهبه دون حسيب او رقيب.
وكما تعلمون فان حزب الله يدخل الدولارات الى لبنان من ايران ومن التبرعات حول العالم، لكن هل سالتم من يهربها الى خارج لبنان، وخاصة ان حزب الله لا يمتلك حسابات مصرفية او بنكية لا في الداخل ولا في الخارج، ولولا مال حزب الله، لما وجد في لبنان دولارا واحدا، لنشتري فيه الطحين، بل ربما قفز سعر الدولار فوق ال خمسين الف ليرة لبنانية، ولا احد يقول لكم ان هذا الكلام غير دقيق لانكم كما تعلمون سعر الدولار في سوريا تجاوز الالف ليرة سورية وتتذكرون ان سعر الالف ليرة سورية كان ثلاثة وثلاثون الف ليرة لبنانية، يعني نحن بسبب علاقة حزب الله الجيدة مع الدولة السورية التي نستورد منها نربح فرق القيمة الشرائية عشرة اضعاف، ومن هنا يطالب البعض بتطبيق قانون قيصر، لان المائة دولار التي لا تكفي لشراء بعض الحاجيات في لبنان يمكن ان تمون منها لشهر كامل في سوريا حتى مع اللحوم.
اصلا لولا وجود حزب الله، لما وجدتم اي دولة مهتمة بلبنان، لان الدول التي تخاف على الكيان الاسرائيلي هي التي تعمل ليلا نهارا على ابقاء لبنان يتنفس وتدفع اموالا لبعض الاحزاب والقوى لمواجهة حزب الله، والا من دون حزب الله فما قيمة الكثيرين بالمعادلة الاقليمية والدولية.
لولا حزب الله لكان ثلث لبنان انفصل عنه وتحديدا منطقة البقاع التي نسيتها الدولة منذ عقود، فحزب الله هو الذي يساعد في البقاع ولولا هذه المساعدات لاعلن اهالي البقاع انضمامهم الى سوريا فما حاجاتهم بدولة لا تقدم لهم الاستشفاء والتعليم والانماء، وتحرمهم من الوظائف واقل مقومات الحياة…
حزب الله بحاجة الى حماية من وحش الطائفية والمؤامرات الخارجية، وهذا حقه علينا كأمة لبنانية، (لان نحن بين بعضنا نحل الامور العالقة.
لكن ليس الان، اقله عندما نكون متأكدين بان العدو الاسرائيلي لم يعد يشكل تهديدا لوطننا، وبان التحريض على الاقليات وانهم اهل ذمة ويجوز اغتصاب زوجاتهم واسترقاق اولادهم ومصادرة ارزاقهم كغنائم حرب قد توقف بالعالم العربي.
الثورة حق على الفساد والهدر والمحاصصة، ومن اجل توحيد الشعب لا تفرقته.
من اجل بناء الوطن لا من اجل اقتلاعه من جذوره.
الثورة يجب ان تتصرف بحكمة كبيرة لتحقق اهدافها، وكي تنجح الثورة انبذوا الاغبياء او ربما المأجورين من بينكم، وهكذا نبني وطنا.
وهناك شخصيات وقيادات وطنية واقتصادية عريقة وازنة حكيمة تستطيع ان تحقق احلام الثوار وتقود لبنان الى شاطئ الامان، دون ان يغرق او يتحطم على صخرة الطائفية البغيضة، وهي بغالبيتها خارج الحكم والسلطة، اطرقوا ابوابهم واسمعوا منهم…
Discussion about this post