بقلم الكاتب محمد صالح حاتم.
رغم القرارات التي اتخذتها اللجنة العليا للأوبئة الأحترازية ،اغلاق المدارس والجامعات والمعاهد وتأجيل الامتحانات حتى اشعار ٍآخر ،واغلاق المنافذ البرية والجوية ومنع دخول الوافدين الى اليمن
،وضرورة وضعهم في الحجر الصحي لمدة 14 يوما،والغاء جميع الفعاليات والاحتفالات والتجمعات وغيرها من الأجرأت احترازية.
ولكن وانت تمشي في شوارع العاصمة صنعاء وجميع المدن والمحافظات اليمنية فأنك تصاب بالدهشة وينتابك الخوف والقلق من وباء كورونا،ماذا لا قدر الله وظهر هذا الوباء في اليمن،كيف كم سيكون ضحاياه وكيف ستتعامل معه الحكومة بأمكانيتها المتواضعة والتي لاتكاد توجد،وكيف سيكون تعامل الشارع اليمني؟
فالقمامة والنفايات مكدسة في الشوارع بالأطنان،والكلاب الضالة والمشردة منتشرة بالألاف،ومئات المواطنين تراهم ينبشون القمامة والنفايات بحثا ًعن بقايا أكل،او بحثا ًعن علب البلاستيك والمعدن والتي تعتبر مصدر رزقهم الوحيد،وهؤلاء ينبشون القمامة بأيد ٍمكشوفة واقدام حافية،ويتسابقون هم والكلاب والقطط على صناديق القمامة،بعض الشوارع تطفح بمياة المجاري والصرف الصحي ،ماذا سيقول كورونا عندما يجد شوارعنا بهذا المنظر؟
بل والافضع أن معظم مستشفاياتنا وعند اسوارها وبواباتها اكوام القمامة ورائحة البول تفوح من تحت السيارات الواقفة جنب المستشفايات،
وفي هذة الشوارع تجد الخضار والفواكة مكشوفة معرضة للأتربة والذباب والاوساخ، والعربات المتجولة التي تبيع الأكلات السريعة والسندويتشات والمشروبات والحلويات تمتلئ الشوارع والجولات، عشرات بل مئات محطات بيع المياة لايوجد رقيب عليها او حسيب فهل هذة بيئة غير مناسبة لكورونا؟
معظم الخضار تسقى بمياة المجاري بالقرب من امانة العاصمة.
تذهب إلى الصيدليات تشتري كمامات من باب الاحتراز للأسف لاتجد،هذا وعاد كورونا لم يظهر عندنا فمابالك لو ظهر،الله يستر .
المطاعم والبوفيات ولمسالخ والجزارين وبائعي الدجاج،والاسماك والافران واسواق القات وتعاملهم بالعملة الورقية المقطعة والتالفة فحدث ولاحرج !
وانا اشاهد هذة المشاهد والتي يستحي واحد أن يذكرها في وقت ظهور كورونا،تذكرت الصين ماذا عملت من شأن القضاء على هذا الوباء، كيف النظافة عندهم وعمليات التعقيم ،ومنع خروج المواطنين وتقديم الخدمات لهم ومنها وجبات الأكل وكيف استخدمات الطائرات المسيرة،وعربات الأطفاء لتعقيم وتطهير الشوارع والمباني وغيرها،قلت الله يستر علينا ،وهو الساتر واللطيف بعبادة .
فأين دور الجهات المعنية في القيام بواجبها في التوعية بضرورة النظافة والالتزام بتعليمات والأرشادات ،اذا كانت الصين مساحتها 9مليون كم مربع وسكانها مليار ونصف،واستطاعة السيطرة على كورونا،من خلال التوعية والتزم المواطنين بالتوجيهات والارشادات،فكانت تنشر الطائرات المسيرة إلى كل قرية والتي تقوم بالتوعية عبر مكبرات الصوت، فإين نحن من الصين ؟
فهل سنستفيد من كورونا ونهتم بالنظافة ونضع القمامة في مكانها الصحيح ونلتزم بالتعليمات والتوجيهات ونكون امة منظمة ملتزمة،أم سنظل نعيش في العشوائية واللامبالاه ،(وما بداء بدينا علية).
عندها سيجد كورونا ضالته والبيئة الحاضنة له في اليمن!
جنبنا الله واياكم وبلدنا اليمن الحبيب والعالم اجمع كل وباء ٍوداء، أنه بعبادة لطيف خبير .
Discussion about this post