كتبت/ *دينا الرميمة*
من منا لم تمر عليه لحظات يذهب فيها تفكيره ليتخيل فيما لو فقد أحد اقربائه واحباؤه قد يكون “أباه” وربما “أمه” او “إبنه” أو حتى أحد “اصدقائه” ولمجرد التفكير بهذا الشعور السيء ينتابه الخوف والذعر وتتساقط دموعه غزيرة كسيل بعد مطر ومن هول جزعه يلهج لسانه بالدعاء لله أن يحفظهم وأن لا يريه فيهم أي مكروه وربما قد يتمنى الموت لنفسه قبل أن يقع في هذا الموقف !!
فكيف بالكثير ممن يعيشون هذا الشيء واقعاً ؟!
اباء وأمهات يرون أطفالهم بين أيديهم يتألمون والمرض ينهش أجسادهم داخل مستشفيات في بلد أصبح دخول العلاجات إليه محرماً،،
وعلى الجانب الأخر أطفال يرون أبأئهم أو أمهاتهم يموتون ولامنقذ لهم فالسبيل الوحيد لذلك هو السفر إلى الخارج ولكن من أين لهم ذلك فالعدوان قد أغلق ابواب مطارتهم وجعله سلاح يفتك بمن لم تصبه طائراته وصواريخه !
وفجأة وبعد طول نداء وإدانات ومناشدت يرق قلب “الأمم المتحدة” وتنزل عليها الإنسانية فتأتي تبث لهم خبر تسيير رحلات جوية للمرضى ،
فتنتعش الفرحة في قلوبهم وتدب الحياة من جديد في أجسادهم المنهكة وسريعاً يذهبون لتجهيز أوراقهم ومستلزمات سفرهم،، ومنهم الكثير من ذهب مستعجلاً ليبيع كل مايملك حتى لا يفقد من هم اغلى من الروح وحتى لا تثقب أرواحهم برحيلهم !
وفي وقت يترقب هؤلاء وصول الطائرة التي ستحملهم إلى الحياة من جديد ومعها حياة أهاليهم ،
يأتي ممثلو المنظمة وقد تقنعوا بقناع الألم والبسوا وجوههم معالم الحزن المزيفة وعلامات الإرتباك فالأمر ليس بيدهم وأنهم لم يتمكنوا من تنفيذ ماوعدوا به ليذهب الأمل أدراج الرياح تاركاً فيهم بصمة سوداء تلعن انسانية هذا العالم المنافق الذي خذلهم جميعاًالمرضى مع أهاليهم ،،
“فياليتها لم تعدهم” !!
هذا جزء ممايحدث باليمن جراء أغلاق مطار صنعاء وطيلة خمس سنوات من الحرب الحصار ،والعالم هناك يتابع مايحدث بصمت فالجميع لا يهتم بهؤلاء فليذهبوا إلى الجحيم ..
وحده النفط من يستحق العويل والبكاء فيما لو أستهدفه اليمنيون،، ووحدها القواعد العسكرية التي تنطلق منها طائرات العدوان قتلاً لليمنيين فيما لوأصابتها لعنة “الطيران المسير اليمني” أو غضب “البراكين البالستية”
هنا يصحوا العالم من سباته مندداً وشاكيا وباكياً،، وعلينا يكيل كل التهم وينسب إلينا كل الجرم وفي نظرهم نحن المنتهكون ونحن المتسببون في أزمة هذا العالم البائس !!
ولا أحد يلتفت لتلك الأقدار السيئة التي أنزلها العدوان علينا وتلك المأسي التي حملوها. عواتقنا،، وأنهم رغم مد يد السلام لهم مازالوا متغطرسين ومتمسكين بحقهم بصنع نصر ولو أبادوا شعب بأكمله!
فهؤلاء ليسوا للسلام أهلا وليس للسلام طريقاً إليهم إلا إستئناف رحلات البالستي والمسير إلى مطاراتهم وتوقيف رحلاتهم وجعلهم سُجناء داخل دولهم كما نحن اليمنيون سجناء أرض باتت تجرعنا فقداً وفراق ومصائر غير التي نحب ونرجو،،
ومن هنا نطالب جميعنا بأن مطاراتهم جميعها مقابل مطار صنعاء فاما أن تكون الأجواء مفتوحة للجميع أو تغلق على الجميع.
#اليوم_العالمي_للإنسان
#اغلقوا_مطار_صنعاء_أمام_المبعوث_الأممي
#الحملة_الدولية_لفك_حصار_مطار_صنعاء
Discussion about this post