بقلم/ إكرام المحاقري
أشرقت شمس اليوم العالمي للطفولة في العالم ولكنها غابت مبكرة بالنسبة للطفولة في اليمن، لم تشرق سوى شمس الظلم والاستبداد ونهب الحقوق وقتل الطفولة في ذات يوم تغاضت عن إجرامه “الأمم المتحدة” وترنمت باليوم العالمي للطفولة وخصصته يوما عالميا لأطفال العالم دون إستثناء، ليكون لهم يوما عالميا للترفيه والتنزة والتعلم ونيل الحرية، لكنهم استثنوا أطفال اليمن وخصصوا لهم يوما عالميا آخر تحديدا بتاريخ 26 مارس 2015م.
لماذا لا نغير المسميات المخدوعة والمتلبسة بقناع الإنسانية الزائفة؟! لماذا لا نكون منطقيين في رؤيتنا وحقيقيين في نظرتنا وفي كل ما نشيد به؟! لماذا لا نكون لسان حق فاضح لمصطلحات مزيفة صاغتها “الأمم المتحدة” من آجل الإستخفاف بالعقول؟!! حتى وإن كان في ماضي الأيام يوما للطفولة! فالواقع اليوم منافيا للواقع السابق خاصة الواقع المؤلم بحق الطفولة في اليمن!! والذي أصبح واقعا يضرب به المثل لفضح جميع المسميات الإنسانية.
في اليمن يوجد الف يوم عالمي للطفولة، أو الف يوم عالميا لقتل البراءة وتشريدها ونهب حنان والدايها من بين يديها، ونزع أرواح الأطفال الأبرياء!! يوم عالمي لطفولة مدفونة تحت الأنقاض اشلاؤها متناثرة على الأزقة والأرصفة ودماؤها مسفوكة وأطرافها مبتورة، لم يعد لديهم حظن أم يأمنهم من جور وحوش الظلام، ولا أب يدفع عنهم كيد الشياطين المتلبسة بثوب إنسان، لم يعد لديهم منزل يقيهم من برد الشتاء القارس، تعودوا على النوم في خيام أهدتها لهم منظمات “الأمم المتحدة الإغاثية”، وهاهم في كل ليلة يطمحون بأحلام عميقة تبدأ بالتعلم، لكن!! في الوقت الذي دمر العدوان فيه المدارس ومقرأت التعليم فوق رؤسهم!! لم يعودون يمتلكون أي شئ!!
اليوم العالمي للطفولة في اليمن هو يوم نتذكر فيه كيف بترت ساق الطفلة إشراق وطعنت في ظهرها بشضية غادرة وحاقدة من قبل طائرة عدوانية متعربدة، وكيف تلطخت فيه دفاترها وأقلامها وحقيبتها التي تحمل رمز “اليونسيف ” بدمائها!! هو يوم نتذكر فيه الطفلة بثينة وهي مخضبة بلون دمها محاولة فتح عينها لتنظر بوضوح حقيقة حقوق الأطفال!!!
اليوم العالمي للطفولة هو يوم نتذكر فيه كيف تم قتل وحرق طلاب مدرسة ضحيان وتقطيعهم إربا إربا بصاروخ أمريكي الصنع!! نتذكر فيه مجزرة طالبات مدرسة الراعي والتي راح ضحيتها العشرات من الطالبات الآتي لاذنب لهن !؟ (فبأي ذنب قتلت)!! ونتذكر فيه مظلومية الطفلة سعيدة التي ماتت جراء الحصار لمطار صنعاء حتى توقفت النبظات البريئة لقلبها!! ويوم قتل فيه طفل الميزان التارك لتعليمه والباحث عن قوته وقوت أسرته الفقيرة!! نتذكر فيه جميع مجازر العدوان بحق الطفولة في اليمن من بدايته في تلك الليلة المشؤمة وحتى اللحظة!! فعن أي يوم للطفولة يتحدثون؟!! أم أن أطفال اليمن قد حقت عليهم كلمة الموت!! وهذا قدرا قدرته لهم “الأمم المتحدة” يوم ارتضت بافعال العدوان والتي تقدر بجرائم حرب في بنود قوانين المجتمعات الدولية!!
نعم، فلتتغير المسميات وليكتسي العالم حلة سوداء في يوم الطفولة العالمي، فبينما أطفال العالم يحتفلون بهذا اليوم سنتوجه لروضات الشهداء ونسلم على أرواح أطفالنا تحت التراب ونقص عليهم قصة النفاق والخداع التي تم إخراجها برعاية أممية، وسنحيي هذا اليوم ونحن نجمع ما تبقى من اشلاء الأطفال تحت الأنقاض، وبعين الطفلة بثينة سننظر للعالم ونقول لهم لكم الهوان.
#اليوم_العالمي_لقتل_الطفولة #اليوم_العالمي_لنفاق_الأمم_المتحدة
Discussion about this post