عبدالرحمن الشبعاني
دعونا نتحدث عن الحسين بن علي بن أبي طالب «عليهم السلام».
الحسين قضية…
الحسين مشروع…
الحسين ثورة…
قضية الإمام الحسين ليست قضية شخصية
لم تكن كذلك ولن تكون كذلك…
المشروع الذي استشهد لأجله الحسين بن علي -عليهما السلام- ليس مشروعا شخصيا،
ولا مشروعا حزبيا،
ولا مشروعا مناطقيا،
ولا مشروعا فئويا مذهبيا أو عنصريا…
إنه مشروع أمة بأكملها
هو نفسه المشروع الذي جاء به جده رسول الله -صلوات الله عليه وآله-، ذلك المشروع الذي سمّاه الله (إن الدين عند الله الإسلام) ،
هو ذلك المشروع الذي دستوره القرآن الكريم، الواضح في معالمه، وآياته وحقائقه…
فثورة الحسين هي ثورة عالمية بعالمية القرآن وبعالمية المشروع (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)…
ثورة عالمية ليست لعالم الحسين فقط، ليست مقتصرة على العالم الذي عاصر الحسين وعاصره الحسين…
بل هي ثورة عالمية ممتدة باقية على امتداد الأجيال وبقاء البشرية حتى آخر أيام الدنيا.
فعندما نقول : ثورتنا حسينية.
فذلك لأن الحسين هو النموذج الأبرز للمستضعفين الثائرين في أرجاء المعمورة…
وثورته هي ثورة شعبية عالمية بامتياز…
كونه مثّل القيادة العليا لكل ثوّار الأرض، في وجه ذلك الاستكبار العالمي الذي كان رأسه يزيد بن معاوية، ومن وراء يزيد اليهود والنصارى المنحرفين عن توجيهات موسى وعيسى بن مريم عليهما السلام
كان الإمام الحسين يعلم أنه سيُقْتَل… لكنه لم يلتفت لذلك ولم يُعِرْه اهتماما…
لم يخشَ على نفسه ولا على حياته الدنيوية، ولم يلتفت لأولئك الذين نصحوه بعدم الخروج من مدينة جده إلى العراق…!!
لأنه كان ينظر إلى ما هو أهم…
هناك في نظر الحسين قضية أكبر وأكثر أهمية من حياته وأكبر من كل شيئ…
كان في نظره ما كان محجوباً عن الغالبية العظمى من الناس إن لم يكن محجوبا عن الجميع دونه…
إنه الإسلام المحمدي، الذي تمّ حرف مساره الذي رسمه خالق البشرية للبشرية إلى مسار آخر، بفعل يزيد ومَـن أسّس لملك يزيد ومَـن يدير يزيد وإمبراطورية يزيد.. يهود الروم وغيرهم من صهاينة ذلك العصر..
ورغم علم الحسين بأنه سيُقْتَل… مع ذلك خرج ولم يثنهِ شيء…
لأنه كان يرى أنه أمام خيارين لا ثالث لهما:
إمّا أن يبقى حفاظاً على حياته فيموت الإسلام، وتموت الأمة…
وإمّا أن يُقْتَل الحسين ويرتقي إلى ربه شهيدا حيا عند ربه يرزق…
فيكون في قتله واستشهاده حياة للإسلام، وحياة للأمة من بعده إلى يوم القيامة…
لذلك قال قولته المشهورة : (والله لا أرى الموت إلا سعادة، ولا أرى الحياة مع الظالمين إلّا بَرَما )…
ومعنى ( بَرَماً ) تأتي في سياق إبرام الصفقات مع الظلمة والمستكبرين…
مثلما نقول : “صفقة القرن”.
ومثل هذه الصفقات المشؤومة التي تقضي على الأمة وعلى دينها ومبادئها ومقدساتها كانت مرفوضة تماما من جانب الإمام الحسين عليه السلام…
وقد أشار إلى هذا في قوله : (يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجورٌ طابت، وأرحامٌ طَهُرَت، ونفوسٌ أبية، وأنوفٌ حميّة، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام)…
كان هذا البيان منه -عليه السلام- بعد قوله : (ألا وإنّ الدّعي ابن الدّعيّ قد ركزَ بين اثنتين: بين السلّة وبين الذلّة.. وهيهات منّا الذّلّة )….
مثلما أن صفقات القرن الصهيونية الأمريكية مرفوضة تماما من حسين عصرنا في هذا الزمن… الحسين بن بدر الدين الحوثي -عليه السلام- الذي اختار خيار جده الإمام الحسين بن علي -عليه السلام-، ومرفوضة ممن يمثّل الحسين… أخوه القائم الأعظم قائد الثورة الحسينية ووارثها السيد القائد/عبدالملك بدر الدين الحوثي-حفظه الله ودام ظلّه الشريف..
فهل أدركتم الآن ما معنى أن نقول : ثورتنا حسينية ؟؟؟
#الحملة-الدولية-لفك-حصار-مطار-صنعاء
Discussion about this post