مشكلتهم لا تقف عند عاشوراء
أمةالملك الخاشب
هل هي وحدها ذكرى عاشوراء من يحاربونها ويخافون منها ويحاولون فصل الأمة عنها ؟ وعملوا على تغييبها سنوات كثيرة وتجهلها أجيالا ممتدة؟ أم أن كل ما له ارتباط بالقرآن وبالنبي وآل بيته النبي محارب منهم ومطموس المعالم ؟
دعونا نركز قليلا ونفكر فسنلحظ أن مخطط فصل الأمة عن تاريخها وعن نبيها وأهل بيته الأعلام لم يأت من فراغ أبدا ,
الأمر مدروس بعناية فائقة ولم يكن عشوائي دون تخطيط مسبق وضعه أعداء الإسلام منذ فجر الرسالة المحمدية التي جاءت لتفقدهم مصالحهم في وقت كانوا يرون فيها أنهم أحق بالنبوة والخلافة من بني هاشم لدرجة أن أحدهم قال ( والله لا تجتمع النبّوة والخلافة في بني هاشم ) وركزوا معي في كلمة بني هاشم تدل أن الأمر عصبية وتحزب وحب المصالح الدنيوية والمناصب في وقت كان يقول فيه الإمام علي عليه السلام بأن السلطة لا تساوي شرك نعاله مالم يحيي حق ويميت باطل ’ فجاءت الرسالة المحمدية من بني هاشم لتنسف كل طموحاتهم في الحكم والسلطة وعندها بدأ مخطط محاربة أهل بيت رسول الله فهم قرناء القرآن .
فهؤلاء اليوم الناعقون والرافضون لأي مناسبة فيها ارتباط بالنبي والقرآن هم امتداد لأولئك يحملون نفس الفكر المتلبس باسم الدين الإسلامي الذي قتلوا به الحسين عليه السلام بسيف جده وهذا لا يعني أن كل من ينتقد ومن يعارض فهو امتداد لبني أمية لا , فهناك من هم ضحايا تلك الثقافات الدخيلة على الأمة الإسلامية التي ضللت أجيال كاملة مثلما ضلل معاوية كل من حوله وأقنعهم أنه على الحق
وهنا يأتي أهمية اتباع الهدي القرآني المرتبط بسفن النجاة من آل بيت النبوة وهم أعلام الهدى الحاملون هدي الله والمرشدون للناس في عتمة ما يشتغل العدو على تضليل الأمة التي أصبحت تائهة ذليلة لا تفرق بين الحق والباطل ,فقد قتل الإمام الحسين سيد شباب أهل الجنة بتهمة الارتداد عن الإسلام ! وكذلك حدث مع الإمام علي باب مدينة علم رسول الله وزوج البتول , بعد أن انتشر خبر استشهاده وهو قائم يصلي تساءل أهل الشام أو كان علي يصلي !!
وهنا تقع خطورة تضليل الأمة بالإعلام المضلل الذي يجب أن نحاربه بالتمسك بالهدي القرآني عبر أعلام بيت النبوة الحريصين على إصلاح الأمة بإصلاح النفوس وتزكيتها .
فالمتأمل فيما يحصل من كرامات للإمام الحسين منذ استشهاده ولليوم وذكره خالد بين الشعوب وثورته مدرسة لا تنسى معينها لا ينضب رغم كل المحاولات للعدو لفصل الأمة عن ذكرى الحسين يدرك أن ثورة الحسين كانت كلها لله فرعتها رعاية الله الى يومنا هذا .
ونعود لنوع من الناس هم دائما ينتقدون وغير راضون وغاضبون سواء في عاشوراء أو غيرها
فإن أحيينا الولاية انزعجوا وألقوا علينا التهم الكبيرة وقالوا تلك أمة قد خلت وكأن قضية الإمام علي فقط أصبحت من الأمم الماضية والخالية ويحق لهم أن يتذكروا من شاءوا من الصحابة وأجزم أنه لو عاد الإمام علي بيننا لخذلوه وعصوا أوامر النبي وتكررت الأخطاء التاريخية لأن الناس يومنا هذا يحملون نفس تلك النفسيات ولم يستفيدوا من دروس الماضي
وإن أحيينا عاشوراء أخرجوا أضغان قلوبهم وقالوا ومالنا وللحسين بن علي ؟ فقد مضى إلى ربه وقالوا عنه خرج طالبا للسلطة وهم يعلمون من هو في مقامه عند ربه
ولو عاد الحسين في عصرنا لذبحوه ولكرّروا ارتكاب تلك الفاجعة غير مبالين لأن قلوبهم تشابهت والأحداث تشابهت فقست قلوبهم فهي كالحجارة
وحتى وإن أحيينا مولد سيد البشرية النبي الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله تراهم يتذكرون أن هناك جوعى وفقراء وهم لا يتذكرونهم طول العام ويتجاهلونهم طوال العام فقط في مناسبة المولد يستكثرون على مناسبة مولد نبيهم تكاليف أغلبها مساهمة مجتمعية يجمعها المواطنين من ميسوري منطقتهم ويتبرع لها حتى طلاب المدارس والأطفال من مصروفهم الخاص
ومع هذا تراهم ينتقدون وينزعجون وربما يبكون قهرا وكأن النبي الأعظم لا يخص سوى الحوثي وبقية المسلمين لا يعرفونه وليس عليهم إحياء يوم مولده الشريف،
قد يطول الحديث ولكن الخلاصة هي أننا يجب أن نضاعف العمل الإعلامي والثقافي لتوعية المجتمع بأهمية إحياء هذه المناسبات المرتبطة بتاريخنا الإسلامي العريق الأصيل الغير مزيف كي تسقط عليهم الحجج أمام الله وكي ننسف كل أعمالهم في محاولتهم فصل الأمة عن نبيها وكتابها وآل بيت نبيها فالمسئولية تقع على عاتق كل شخص يستطيع أن يؤثر في محيطه سواء كان اعلامي أو ثقافي أو عسكري أو تربوي .
وما مسيرتنا القرآنية اليوم إلا ثمرة من ثمار ثورة الحسين عليه السلام فلولا الدروس المستفادة من كربلاء لما تحرك الشهيد القائد الحسين بن بدر الدين رافضا لكل أنواع الظلم والمذلة لطواغيت العصر أمريكا وإسرائيل , وما حسين العصر إلا في درب سيد الشهداء وما شهداءنا اليوم تحت راية علم الهدى وهم يقدمون التضحيات العظيمة إلا في درب شهداء كربلاء في ثباتهم ونصرتهم لابن بنت النبي ورفضهم لكل أشكال الهوان مهما كان عدد المتخاذلين ومهما زاد المنافقين والمثبطين , لا يهابون التحشيد العسكري ولا يهابون الهجمات الإعلامية والنفسية التي تستهدف تضليل المجتمع تحت عدة مسميات ولا يهابون التهم الموجهة لهم كأن يسموهم بأتباع ايران أو غيرها من التهم , يمضون لا يطلبون سوى رضا الله يبذلون وكل هدفهم الالتحاق بركب الحسين وزيد وعلي فلا شيء يخيفهم ولا أمر يثنيهم
وكذلك المرأة اليمنية الزينبية هانت عليها كل مصائبها أمام مصيبة السيدة زينب عليها السلام فضربت أروع الأمثلة التي ستكون دروسا للأجيال القادمة
السلام وعلى أبا عبدالله الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أصحاب الحسين وعلى كل من سار على وعي وبصيرة في نهج الحسين الثائر تحت راية حفيد الحسين السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله وأبقاه وثبتنا على ولايته
Discussion about this post