(( أمانة العاصمة وحديقة الفقراء ” حديقة السبعين ” ))
بقلم د.يوسف الحاضري
abo_raghad20112@hotmai.com
نسمع هذه الأيام اخبارا من هنا وهناك عن اعتزام أمانة العاصمة بإيعاز حديقة السبعين لرؤوس أموال كبيرة ليستثمروا وليحولوا حديقة السبعين من منتزه ومتنفس للعوائل (النساء والأطفال خاصة) الى ملاعب رياضية وبوافي ومطاعم وكافيها ومولات تجارية في خطوة ظاهرها الإنجاز والتطور (والرؤية الوطنية ) ولكن باطنها الخطأ كل الخطأ بل قد يصل الى تصنيفها بالكارثة على جميع المستويات وذلك للأسباب التالية :-
1.ستتحول الحديقة من متنفس للنساء والأطفال الى تجمع للشباب ما يعني زيادة معدل التضييق الخاص بالعوائل والاسر في مدينة تحتوي على حوالي 7 مليون نسمة .
2.ستتحول من حديقة الى مجمع تجاري وكأن صنعاء لا يتوفر فيها مولات ومطاعم وملاعب وهذا ما يجعل الفقير بعيدا كل البعد عنها رغم انها الملجأ الوحيد لهذه الطبقة خاصة ولبقية الطبقات عامة .
3.ضيق رؤية واضعي الدراسة والذين لم ينظروا بنظرة شاملة وواسعة بقدر ما كانت دراستهم منصبة على (انجاز اعلامي يتباهى القائمون عليه بنجاح ضمن رؤيته الوطنية لبناء الدولة) وهنا أكبر خلال في رؤيتنا الوطنية ليس في أمانة العاصمة فقط ولكن في بقية القطاعات الحكومية (وهذه لها مقال منفصل)
4. هذه الكارثة سوف تؤدي الى ان يتم تضييق مصدر دخل مئات الأسر التي تستفيد من زوار حديقة السبعين سواء الباعة او اصحاب الألعاب الصغيرة والمتوسطة او العربيات ات غيرهم خاصة في ظل ضروف حصار خانق .
5.حديقة السبعين بوضعها الحالي أكثر من رائعة سواء في مساحتها او في ألعابها او في تشجيرها مع بعض السلبيات في اسعار وممارسات بعض الحدائق الداخلية فيها ما يعني ان تحويلها وتغييرها ليس سوى تضييق الخناق على الناس .
6.وضع الحديقة الحالي ان الفقير يستطيع ان يستفيد منها دون ان يخسر ريالا واحدا من خلال المشي اليها مع أطفاله وزوجته والجلوس في أي منطقة فيها (حيث ان الدخول اليها مجانا بأستثناء بعض الحدائق الداخلية التي تفرض رسوما لمجرد الدخول اليها) ويستمتع الاطفال بالألعاب المجانية البسيطة .
ومن هذا المنطلق وبعيدا عن توجيه اتهامات شخصية او نقد سلبي او تغلغل في أهداف شخصية لهذا او لذاك كوني لست سوى ناقدا لمثل هذا التوجه فأنني أضع الافكار التالية بين يدي امانة العاصمة وحكومة الانقاذ والمجلس السياسي الأعلى وذلك كالتالي :-
1. من الأولى ان تقام نفس المشاريع هذه في مكان آخر غير حديقة السبعين التي استقبلت 2 مليون زائر خلال عيد الفطر الماضي وفقا لتقارير أمانة العاصمة وهناك أراضي كبيرة وكثيرة خاصة بالدولة خاصة تلك التي تأخذها الدولة في التباب وحتى لو كانت المنطقة هذه تتبع محافظة صنعاء المتداخلة مع أمانة العاصمة ليتم توسيع الاماكن الترفيهية للمواطنين او يمكن ان يستفاد من هذا المشروع في حديقة 21 سبتمبر (الفرقة سابقا) او تحويل اي معسكر في العاصمة الى حديقة (كأحد وأهم أهداف ثورة 21 سبتمبر) وبهذا سنقول جميعا ان هذا مشروع ايجابي وانجاز عظيم نادرا ما نجد مثيلا له ضمن اطار دعم الاستثمار و المستثمرين.
2.لماذا كلما تأتي فكرة ما نلجأ الى تطبيقها في حديقة السبعين يستفيد منها أشخاص معينون وتفيد شريحة محدودة جدا بعد ان كانت يستفيد منها الكثير وتفيد الأغلب من سكان العاصمة صنعاء (فأي انجاز يمكن ان نصف مثل هذه المشاريع)؟
3.كل مستثمر بطبيعة الحال يسيل لعابه على منطقة كحديقة السبعين فدخولها يعتبر لديه كالدخول للجنة لذا نرى كثيرا من الهوامير السابقين كحميد الاحمر وعيال عفاش مثلا مستثمرين فيها لذا على المسئولين احترام حقوق الشعب وغض الطرف عن اي ممارسات تضيق عليهم متقين لله فيهم.
ختاما ، ان استمرار مثل هذه المشروع سيكون وصمة عار وعيب على جبين المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ وأمانة العاصمة والسخط الذي سيولده على جميع المستويات نحن في غنى عنه خاصة في ظل الأوضاع التي تعيشها اليمن .
لذا فأنا اضع الامر بين يدي المجلس السياسي الأعلى ليعيدوا النظر في الأمر برؤية واسعة ونظرة شاملة من منطلق مسئوليتهم التي يحملونها على أعناقهم ولله عاقبة الأمور .
#د_يوسف_الحاضري
Discussion about this post