بقلم ناجي امهز
بين استقلال لبنان عام 1943
وبين تحرير الجنوب عام 2000
فرق كبير
الاول كتب بالحبر
والثاني كتب بالدم
وبين معتقلين راشيا ابان الانتداب الفرنسي
وبين معتقلين الخيام بظل الاحتلال الاسرائيلي فرق.
ربما الاول كان محصنا اقله من التعذيب والموت.
بينما الثاني عذب حتى الموت ولم يتنازل عن حلمه برؤية وطنه سيدا حرا مستقلا عزيزا كريما مصانا.
ايضا هناك فرق بين الذين قادوا الاستقلال الاول حيث اعتلوا ارفع المناصب الرسمية والحكومية وعاشوا السلطة والمال.
بينما الذين قادوا الاستقلال الثاني عاشوا الجراح والالم، وها هم اليوم يعملون بكد يمينهم لاطعام عيالهم، لا يريدون الا مرضاة الله.
ايضا هناك فرق كبير بين استقلال يكتب بالحبر وفيه اتفاقيات وشروط.
وبين استقلال يكتب بالدم يخرج فيه المحتل “بالجزمة” من دون اية شروط.
والاستقلال الذي يكتب بالحبر على الورق يمحى ويزول ويتمزق.
بينما الاستقلال الذي يكتب بالدم، وينقش مع اسامي الشهداء على الرخام والصخر فهو باق لابد الابدين.
كما هناك فرق كبير جدا عندما تجتمع وتتفاوض مع من يحتلك كي يخرج، وبين ان تجد المحتل يفر ويهرب، عاجزا عن لم اشلاء جنوده ومرتزقته.
فالاول يترك كافة ادواته وتابعيه بين مفاصل الدولة، بل يحميها ويعزز نفوذها.
اما المحتل الذي يخرج تحت زخات الرصاص يأخذ معه كلابه وعبيده ليستخدمهم في تنظيف المراحيض، كي لا نقول كلام اخر.
والذي يعترض على كلامي فيما يتعلق بعملاء العدو الاسرائيلي عليه ان يتذكر كلام الامبراطور نابليون عندما جاء الخائن النمساوي لمقابلته ، فأدخلوه على الإمبراطور وكان جالسا في قاعة كبيرة وما أن رأى نابليون ذلك الجاسوس النمساوي حتى رمى له بقبضة من النقود في صرة على الارض ليأخذها ثمن خيانته وجزاء أتعابه فقال الجاسوس سيدي الامبراطور العظيم يشرفني ان أصافح قائدا عظيما مثلك..
فرد عليه نابليون : اما انا فلا يشرفني ان أصافح خائنا لوطنه مثلك، وانصرف الجاسوس وبصق عليه نابليون من وراء ظهره.
و كان كبار القادة جالسون عنده وتعجبوا من تعامل نابليون مع الجاسوس، على الرغم من أهمية الأخبار التي نقلها لهم وكانت سبباً في انتصارهم .. و سألوه عن السبب .. فأجاب نابليون :
”مثل الخائن لوطنه .. كمثل السارق من مال ابيه ليطعم اللصوص .. فلا أبوه يسامحه .. و لا اللصوص تشكره ..”
كما ان الاستقلال الذي يمنح بورقة تفاهم تعصف فيه رياح الطمع والدليل ان العدو الاسرائيلي لم يحترم كل هذه الاوراق واجتاح واحتل لبنان، بينما بندقية المقاومة اوقفته على “فرد اجر” وجعلته يتوسل كل العالم ان يحموه منها.
الاستقلال هو نتاج تضحيات جسام تعبد الارض وتمهدها للاجيال القادمة مع نشيد الوطن تحت راية خفاقة.
في 25 ايار حصل استقلال، الذي حرر معنى السيادة من اتفاقيات الظل
منذ سايكس بيكو الى يومنا هذا.
مبارك لملائكة الله التي فهمت، لماذا فضل الله الانسان على كثير من مخلوقاته، لان من صلب ادم سيولد من هو اعظم من الشمس واجمل من القمر، واطهر من الماء الزلال.
ونحن ايضا فهمنا لماذا ابى ابليس ان يسجد لادم، لانه علم بان امثال هؤلاء المقاومين الطاهرين المؤمنين لا يمكن ان يغويهم.
25 ايار عيد التحرير والانتصار.
مبارك لكل شعب لبنان المقاوم.
[٢٦/٥ ٦:٥١ م] عريب أبو صالحة: يوم القدس العالمي / مناسبة للذكرى والاعتبار
يحتاج الحق أن يبقى حاضرا ليبقى حقا ؛ وليبقى حاضرا يحتاج إلى ذاكرة حية ؛ والذاكرة تحيى عندما يراد لها أن تحيى ؛ من هنا ومن هذه النقطة بالتحديد أطلق الإمام الخميني يوم القدس العالمي …
للذاكرة نوعان ذاكرة عاطفية وذاكرة وظيفية ؛ إنك قد تذكر الماضي فتبكي أو تفرح تذكره بحثا عن الأيام الخوالي أو السود دون أن يكون لذلك معنى في مسار حركتك ،ذاكرة تجدد الشعور وتلهب الحماس وتذكي الروح والانفعال وتعيد تحشيد الجماهير خلف قياداتها .
أما الذاكرة الوظيفية ؛ فتلك ذاكرة المراجعة والمساءلة والاعتبار …
ذاكرة التجديد وإصلاح المسار …
وتعني طرح الأسألة وتقييم المرحلة والبحث في الأسباب واستنتاج الإجابات .
في الذاكرة الوظيفية أنت لاتسأل هل العدو عدو أم صديق ؟؟ ولاتسأل هل نكره عدونا كثيرا أم قليلا ؟؟ ولا تسأل حتى : من ضيع فلسطين ؟؟ …
إنما تسأل مثلا ؛ ماهي الأسباب التي ضيعت فلسطين من أيدينا ؟؟
في أي موقف من الضعف كنا حتى ضاعت فلسطين ؟؟
أين الخلل ؟؟ولماذا تأخرنا كل هذا التأخر في تحرير فلسطين ؟؟
هل الأساليب التي نستعملها في أعمالنا صحيحة ؟؟هل سنحسن أن ننتصر على عدو نحاربه من الأسفل ؟؟
هل ينبغي علينا أن نعلوا إلى القمة لنستطيع المدافعة عن حقوقنا ؟؟
هل هناك خلل في الجوانب الثقافية و الاقتصادية والاجتماعية يمنعنا من تحقيق أهدافنا ؟؟
هل نقوم بمراجعة حقيقية لأفكارنا لاتجاهاتنا لسياساتنا لأعمالنا ؟؟
لقد كان القرآن الكريم يركز على صنع الذاكرة الوظيفية إلى جانب العاطفية فكثيرا مايشدد على الاعتبار …وكان توجيهه أن ( اعتبروا ياأولي الأبصار ) ، وكان لاينظر فقط إلى جانب العمل والحماس وبالأوضح كان لايركز على العاملين فقط فكان يشيد بدور كل من (( أولي الأيدي والأبصار )) أصحاب التفكر والتدبر والاعتبار…
الذاكرة الوظيفية هي مايصنع الفارق ويجدد المسارات أم الذاكرة العاطفية فهي تزيد من سرعة المشي وكلنا نعلم خطورة السرعة فيما لو كنا على غير طريق وللقارئ الحكم وتحديد أي الذاكرتين تسود عقولنا فهو الحكم وصاحب القرار والسلام على أهل السلام .













Discussion about this post