ديما الفاعوري
مبادرة تقبلني
قال الله تعالى:)وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا([البقرة :143]، فالأمةُ الإسلاميةُ الأمةُ التي تتبعُ دينَ ربها سبحانه دون مبالغة او تقصير ” أمةُ الوسطيةُ” اي استنادا للاحكام الشرعية لان الاسلام بريء من الغلو والتطرف والتشدد
ولكن نجد ان اغلب المجتمعات باتت تعيش حالةً من التوتر والقلقِ جراء انتشار التطرف الفكري والذي اصبح اساسا لحدوث العنف والارهاب والجرائم بكل انواعها ومن هنا جاءت الضرورة لايجاد طرق لمحاربة التطرفِ الفكري وما نجم عنه من أفكارٍ، ومذاهبٍ، وجماعاتٍ متطرفةٍ، والتي باتت تهدد المجتمعات الانسانية ..وعند الحديث عن نشأة التطرف الفكري فإننا نجد انه لم يكن حديث النشأة بل وجد منذ تطرف إبليس وعصيانه لله سبحانه وتعالى، وتطرف قابيل حين قتل اخيه هابيل، ونجد تطرف في قصة النمرود، وفرعون وغيرها من القصص التي اوردها القرآن الكريم
والتطرف لم يقتصر على الفكر العربي بل نجده في الفكر الغربي وترجع اسباب التطرف بحسب الباحثين الى اسباب دينية وتربوية، واقتصادية، وسياسية، و اعلامية، و فكرية وله اثار وانعكاسات سلبية وخطيرة على حياة الفرد والمجتمع ونجد وفقا للدراسات بأن الشخصَ المتطرف على استعداد أن يضحي بأثمن ما عنده (بلده، أسرته، حريته، وظيفته،…)، ولاسيّما حياته، وفي كثير من الحالات حياة الآخرين تنفيذا لفكرة معينة ” دينية ايديولجية سياسية … ” يؤمن جازما بأنها صحيحة ولا مجال للشك فيها…
اما علاج التطرف الفكري والحد من تفاقمه، لان في بعض الاحيان هناك صعوبة في القضاء عليه تمامًا نضف الى ذلك بأن علاج التطرف الفكري يختلف من مجتمع لآخر، ومن حالة لأخرى وذلك حسب الأسباب والدوافع التي تنطلق منها الشخصية المتطرفة.
وهنا لابد ان تقوم مؤسسات الدولة التي يستشري فيها التطرف الفكري بالسعي نحو ايجاد جسور للحوار ودحض الافكار المشبوهة والمسمومة من خلال توظيف لغة العقل والتركيز على الدراسات والبحوث المُدَّعمة بالأدلة الصحيحة
و ايضا نشر الثقافة والوعي عبر وسائل الاعلام والفقهاء وأئمة المساجد والمدارس والجامعات والمراكز التدريبية ودائما وابدا لا بد من التركيز على نشر ثقافة احترام الانسان وخصوصيته وتفكيره ..
مساعدة الشباب من خلال الدولة والمنظمات الدولية على القيام بمشاريع صغيرة وريادية والعمل على مساعدة الأسر الفقيرة لان الفقر في اغلب الاحيان حاضنة كبيرة للتمرد والتطرف ولا بد من تكاتف جميع فئات المجتمع للتصدي للفكر المتطرف واستئصاله.
Discussion about this post