كتب / منتصر الجلي
قال :حدثنا جوخب الثعلبي عن واثب بن عنس التغلبي أنه في ظهيرة أحد أيام شهر صفر خرج للقيلة تحت أفون النخيل، وفي طريقه صادفه رجل قادم من أغازي البادية يحمل كتاب ودواة تبدوا عليه بوادر العلم والحكمة
فسلم عليه وبعد برهة من الوقت والحديث
قال له : لي ياصاحب العرب إني ابحث عن غرائب الرجال وحمقى البوادي ومافي شأنهم من قول . . هل تعلم من هذا القبيل شيئ؟
فقال له : نعم سأحدثك عن بلاد بليت برجل هو الأرعش بن حرب الضعري حديث الناس وسلوة قلوبهم ونديم خمرهم ومجالسهم
فقال له الأعرابي : نعم صفه لي أكرمك الله
قال :ياصاحب العرب
إن قمته واهية عموده هش هو الأرعش بن حزم الضعري ومن خبره أنه….
تذوب منه العشرة ، ينخلس عنه الضمير ، تبتعد عنه المروءة
جسده ينمو بهيكل ورأس لايمتلك من الحياة إلا نحس يملأه كل يوم ببقايا فحم منجمه الاسود (القلب )، تائه لا يجد زاوية تريحه غير زوايا الظلام بين يدي الشيطان
يستيقض في حياة المشؤومين كل صباح يتذوق نتانته القذرة يسيل لعابه على طمع يشتهييه وجيفة اللصوصية تتبعه
لا مقام له في السمو ولا عيش يطيبه مع كل طيب
مهذار القول
سقيم الرأي
رديئ الحنجرة
يسبق ذنبه عمله ويقرع في الحجر لسانه لا صدوق فيصدق ولا كذوب فيهجر… بل أعلى من ذلك مكانا وهو سلطان الماكرين عميد البلهاء قائد كتيبة المظلين
خروف صروف عجين الهيئة عينه شذف وسمعه عطف سريع اللهجة أبقع الجسد معصور الكلمة
شأنه خزف وشكله عجف بائر الجلساء نديم الحمارى كريش البطن أجدع الأنف
عطاءه منه ويده لعنه فلا خير يرتقب منه ولا شر يهرب منه فتنته غمة وقربه بقمه
حسود عرود وحسه بلاء ، قاضي الشياطين وسجان الجان في فانوسه العجان،
ذميم الصحبة كبير اللقمة كثير الشكوى ووفائه ردى،
ياصاحب العرب أعرفت الآن لماذا قيل وشر البلية مايضحك…فمن كانت هذه صفاته فلا أحياه الله بعد مماته
فهذا هو والله من كتب عليه شقاء الدنيا والأخرة.
Discussion about this post