كتبت / *دينا الرميمة*
كعادتهم في كل عام وبيوم المولد النبوي يتفرد اليمنيون بالحب المحمدي الأكبر ويتبؤون الصدارة بالإحتفال فيه،
وبه هذا العام خرجوا في أكبر تجمع شهدته البشرية في سبعين العاصمة وعشر ساحات اخرى في بقية المدن اليمنية معبرين عن حبهم لرسول الله و معلنين تمسكهم بهويتهم الإيمانية ومجددين ولائهم لسيد البشرية في وقت تخلت الأمة الإسلامية عن هويتها الإيمانية وانجرت وراء تلك الحرب العدائية التي يشنها أعداء رسول الله عليه وعلى الدين الإسلامي، وجعلوا من أنفسهم مجرد أدوات يمرر عبرهم أعداء الله ورسوله أجنداتهم الهدامة للدين ولأمة محمد التي تخلت عن أسوتها بنبيها وتأست بالغرب واليهود و استبدلت بالاعلى الأدنى وتاهت و انحرفت عن منهجها القويم .
فبالرغم من أن ليمنيون قبل أن تشن عليهم الحرب العسكرية العدوانية شُنت حرب على هويتهم اليمنية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحبيب المصطفى،
فمنذ العام ١٩٧٢م عمدت الوهابية على إدخال الدين الوهابي إلى اليمن ولأجل ذلك ضخت الأموال وللأسف انجرّ ورائها ضعفاء النفوس اللاهثين وراء زبد زائل، وعبرهم حاولوا إنتزاع الحب المحمدي من قلوب اليمنيين وقتل هويتهم الدينية الحقيقة التي توارثوها من أجدادهم الأوس والخزرج الذين ناصروا رسول الله وبهم انتصر على كل قوى الشرك والضلال واختاروه قسماً ونصيباً ولذلك سماهم بالأنصار و استحقوا هذا الاسم بجدارة .
وهاهم اليمنيون اليوم خرجوا مؤكدين انتصارهم على كل المخططات متمسكين بأسوتهم الحسنة ومحتفلين بانتصارهم عسكرياً في الحرب التي شنت عليهم التي بقدر ما آلمتهم بقدر ما جعلتهم رقماً صعباً وقوة لايُستهان بها وزادت من تعاظمها وتطويرها طول فترة هذا العدوان، واستطاعوا أن يذيقوا العدو أنكى الهزائم واذاقوهم أشد الضربات الموجعة التي لم يكن العدو يتوقعها وأصبح رئيس وزراء الكيان الصهيوني متخوفاً منها ويصفها بالدقيقة،
اليوم خرج االيمنيون يجمعهم حب الرسول الأعظم على اختلاف مذاهبهم وانتمائتهم السياسية لكنهم توحدوا في حبهم لنبيهم ويجمعهم حب اليمن ويحملون العداء نفسه لكل أعداء اليمن،
وعبر تلك الحشود المليونية التي خرجت في الساحات أرسلوا رسالة سلام لكل من يمد يده للسلام وبالجاهزية التامة تجهزوا لكل من يعاديهم أو يحاول المساس بإيمانهم أو بكرامتهم أو بلدهم .
وجاء السيد القائد مؤكداً ذلك بخطابه الذي حذر فيه العدوان السعودي من مغبة الاستمرار في عدوانهم على اليمن، وأن استمرارهم في العدوان لن يجعلهم في مأمن من قوة اليمنيين التي تعاظمت وستستمر تعاظماً كلما طال أمد العدوان،
وأكد السيد القائد التزام اليمنيون بموقفهم الديني من اليهود، وحذر الكيان الصهيوني من إرتكاب أي حماقات ضد الشعب اليمني الذي لن يتوانى في إعلان الجهاد ضده وضرب المواقع الحساسة لهذا الكيان….
وأمام هذا التهديد المزلزل ارتعب الإعلام العبري الذي تابعه بدقة وترجمه بلغته واصفاً له بالتهديد الأول المباشر لكيانهم وطالبوا حكومتهم بأخذه بجدية.
نعم هذه السيول البشرية التي أشرقت بنور ربها على تلك الجغرافيا التي غطتها بمشهد إبداعي تعجز المفرادت عن وصفه، جاءت لتقول (لبيك يارسول الله).. وكما ناصر الأنصار “رسول الله” *صلوات ربي عليه وعلى آله* ذات يوم، هاهم اليوم أحفاد الأنصار ينتصرون برسول الله وبحبه الذي استوطن قلوبهم، وبآل بيته الذين تجمعوا حولهم وأعادوهم إلى سابق عهدهم برسول الله، وهيهات لهذا الحب أن يزول أو يُمحى.
Discussion about this post