✍🏻كاتبة يحيي السنّي – كندا
أرى الكونَ أضحى نوره يتوقَّد **
لأمر به نيرانُ فارسَ تخمُدُ
وإيوان كسرى انشقَّ أعلاه مؤذنا ً**
بأن بناءَ الدين عاد يُشَيَّدُ
أرى أنَّ أمَّ الشِّرك أَضحت عقيمة ً**
فهل حان من خير النبيين مولد
نعم كاد يستولي الضلالُ على الورى **
فأقبل يهدي العالمين محمدُ.
ولد الهدى ونور الحق قبل أربعة عشر قرنا ويزيد من الزمان، في وقت كان فيه الظلم والظلام قد استفحل وغطى الأرض جورا وعدونا، والناس في جاهليتهم يعمهون، حتى ظهر النور الذي بدد الظلام، وأضاء الكون بإشراقته في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الاول الموافق العام (571) من الميلاد.
«ذلك يوم ولدت فيه…» هكذا أجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن سبب صومه ليوم الاثنين…
وها هي الأمة الإسلامية في شتى بقاع الأرض تعيش هذه الأيام ذكرى مولده الشريف -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي غيّر وجه الأرض، وبه عمّ النور أرجاءها، وجاء الحق وزهق الباطل، وانقشعت ظلمة الجهل وجبروت الجاهلية، وتنسمت الدنيا رياح التسامح والمودة والتراحم والأمن والأمان والصدق والإخلاص والإيثار،
وكلها خصال وسلوكيات لم يكن لها وجود يذكر قبل مولده الشريف إلا من النذر اليسير.
إن الاحتفال بذكرى مولد الرسول الأعظم محمد -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين- فوق أنها تجدد في الأذهان والقلوب ذكرى الهادي البشير والسراج المنير..!!
فإنها تذكرنا بتجديد العهد للرسول وآل بيته بثبات الإيمان و استمرار البيعة لمحمد وآل محمد، والصمود بوجه أعداء أهل البيت -أحفاد يزيد-،
وهي رسالة إلى العدوان بأننا عازمون بالسير على منهج رسول الله ضد الظالمين..
واستلهام الدروس والعبر العظيمة من سيرته خصوصا أن احتفالات هذا العام تتزامن مع وقع الانتصارات العظيمة للجيش واللجان الشعبية ضد قوى الظلم والعدوان، انتصار الحق على الباطل، انتصار السلام على العدوان…
وهذا الاحتفال هو فرصة لإظهار وحدتنا وتماسكنا وقوة الجبهة الداخلية كجسد واحد يراه العالم، و يظهر الوجه الجميل لأبناء اليمن الصامدين كجبهة واحدة يرصون الصفوف في السلم والحرب، ويصرخون بصوت يهز الكون
((نحن قوم قد حسمنا آمرنا إما فوق الأرض أعزاء أو تحت الأرض شهداء هيهات منا الذلة ))
وسيبقى أبناء اليمن أنصار الله ورسوله، حيث جاء في فضل اليمن وأهل اليمن آيات وأحاديث لم تجتمع لغيرهم، وظهرت من أهل اليمن معادن الرجال القوية في إيمانها، المخلصة في وجهتها، المتأسية في سيرها بالمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم…
فكان منهم الحكماء والعلماء والبلغاء، وكان منهم القادة والفاتحون والزعماء والإداريون والأبطال، وكان منهم الولاة،،
ونذكر فيما يلي شيئاً من فضائلهم الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة :
ألا يكفينا فخراً أن الله قال فينا : [فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ]..؟
حين تلا هذه الآية أبو موسى الأشعري عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : (هم قومك يا أبا موسى أهل اليمن)..
وروي أن إبراهيم لما أمر بالنداء على جبل أبي قبيس ونادى بأعلى صوته : ( يا عباد الله إن الله بنى لكم بيتاً وأمركم بحجه فحجوه) .
فأجابوا من أصلاب الرجال وأرحام النساء : لبيك اللهم .
فلا يحج هذا البيت إلا من أجاب إبراهيم عليه السلام ..
وروي أن أول من أجاب أهلُ اليمن.
وما زال أهل اليمن إلى اليوم أنصاراً للرسول يحبهم ويحبونه، أشداء على أعدائه رحماء فيما بينهم، اجتمعت فيهم خصال القوة واللين والشجاعة والعفو والجَلَد والطيبة..
هم أحباب الله ورسوله.
وكما قال سيدي قائد المسيرة القرآنية : ( سنقول لكل المنافقين وعلى رأسهم النظام السعودي والكافرين على رأسهم أمريكا أننا شعب لو حاربته كل الدنيا وبلغت تضحياته ملايين الشهداء لما تراجعنا قيد أنملة عن ولائنا لرسول الله)
نحن شعب الإيمان وأحفاد الأنصار وسنقول لكل العالم : إننا سائرون على هذا المبدأ.. وعلى الذين يتوهمون أنهم يستعبدون شعبنا أن يعلموا أن أحلامهم خيال وأن وهمهم سراب.
Discussion about this post