بقلم / عفاف محمد
قل للملوك تنحوا عن عروشكم؛ فقد أتى آخذ الدنيا ومعطيها..
جئتُ أحدثكم عن علم من الأعلام الشوامخ وإمام من الأئمة الكبار، ونادرة من نوادر الزمان، ملأ القلوب والأسماع و العيون، ولايزال بزهده ومواعظه في الورع والتقوى آية طاهرة. بحرٌ زاخرٌ في العلم؛ وعلمٌ مفردٌ في الفصاحة والبيان. هو أعظم وعاظ عصره. أقبل على العلم ونشأ على التقوى منذ حداثة سنه.
فحينما يطل بهيبته الجليلة من على شاشة التلفاز، او نسمع مقطعاً صوتياً له ،يرن صداه في الأسماع. كثيرًا ما نتساءل كيف استطاع هذا الرجل أن يحتل في القلوب مكانة عظمى ..؟!وكيف أصبح العالم كله يحسب لقراراته ولخطاباته ألف حساب.؟! وما الذي يميزه عن غيره من البشر..؟!
حين نتأمل خطاباته نجد شيئاً مختلفاً.!
نجد حديثه يلامس الروح لكثر ما به من شفافية ومصداقية بل ويلامس شغاف القلوب..
بداية قد يصعب عليّ من أين أبدا بوصف هذا القائد العظيم بحجمه، القائد الذي أصبح صيته يملأ الأرجاء…
انه من أخذ الدنيا بسيف الظفر، ثم جاد بها بيد الكرم، هو مثل أعلى للحاكم المسلم، والصورةالكاملة للفارس النبيل. هو المحرر الأعظم من ظلم الطواغيت ، هو من إنتزع من أصدقائه ومن أعدائه، أعظم الإعجاب. فترك في الحاضر بصمة وسيترك للتاريخ أكبر الأمجاد، وأعطر السجايا. هو من رن أسمه في سمع الزمان، وسيدوي في أرجاء التاريخ.
إنه السيد القائد المحنك الفذ الرصين العقل والمنطق
” عبدالملك بدر الدين الحوثي”
من وقفت على أعتابه الملوك. ودانت له الرقاب، حتمًا سيكتب عنه التاريخ أعجب الصفحات،
برز لنا في وقت تقطعت فيه أوصال البلاد، وحكمتها حكومات فاسدة خبيثة، وعاث فيها العدو، وملك أطرافها.
جاء هذا السيد من أرض صلبة، تضاريسها قاسية، جاء من أسرة نمت بين جوانب العلم والمعارف،وتمسكت بأهداب الدين، كانت سيرته في بداياته حتى اللحظة خالدة ومجيدة،فمن طفل عاش حياة قاسية لم تعرف الطراوة ولا النعيم، حياة مملوءة بالفضيلة ،الى شاب يافع إتخذ من العلم والدين خير زاد له. وسلك الدروب الشائكة وتشرب المعارف الواسعة، ونهج نهج أبيه في وقاره وزهده ،وثقافته الواسعة، وتحمل ما يكبر عن سنه، فتحول الى قائد وجد نفسه حاملاً أمانة كبرى. لكنه اثبت انه بحجمها، بل إنه أبهر العالم بدقة القيادة ،وحسن الريادة، ومرونة التعاطي مع من حوله. هو إنسان حكيم وهبه الله جلال الهيبة.
لقد فتق معاني الخطابة الدينية ،فأستطاع بها ان يهزّ خوالج النفوس ونبضات القلوب، فأكسب من حوله دلالات روحية ونفسية.
هو من نواة ممشاها التواضع، ومطعمها ومشربها الطيب من الرزق الحلال ،كلامه مليء بالدين والعلم والنظر السديد.
يدهشك في خطاباته إن كنت لا تعرفه، تجده خطيباً لا يبارى في جودة خطاباته. يعرف كيف يصوغ كلامه صوغاً تنقاد له الأسماع. وتدور خطاباته على موضوعين هما السياسية والمواعظ الدينية. لقد نجح هذا القائد في إعادة الأمور الى نصابها. لا يبطش للبطش وإنما يبطش على الجرم. وهو لين في غير ضعف وشديد في غير عنف، رفيق بمن حوله، يعد في الذروة بين أهل العلم والخطابة والبيان. ومع تردي الأوضاع سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً، استطاع خلق تآلفاً بين الناس. وعلمهم كيف يعطون طاقة خلاقة للمقاومة بالرغم من الحصار. أيقظ في النفوس الفضيلة التي كانت نائمة، وذكرهم بسجايا حميدة فُطر عليها شعب الحكمة والإيمان. علمهم كيف يجابهون الظلم بشجاعة، وكيف ينازلون العدو في الميدان، وكيف يشمخون ويتمسكون بحقوقهم هذّب ذواتهم وعلمها كيف تهتدي وكيف بالله تثق.
بنضج عقله ووافر أخلاقه ومتانة دينه علمنا جميعاً كيف نكون أحراراً.
هو قائد يعجز عن وصفه اللسان. اليوم يرتقي شعب الإيمان بقيادته ،يحير العقول، يشتت الأعداء، هو ابن البدر ،وماهو إلا البدر ذاته الذي يلمع في كبد السماء.
يحار الحديث في وصفه وأنعم به من قائد مغوار، وزعيم أمة أعاد لها بهائها وهيبتها.
نعاهدك ياسيدنا الولاء. نعاهدك ان نكون معك كيفما تريد. فمن سار على نهجك لن يضل أبداً لأنك مع الله ومن معه لا يعرف الضلال. ولله عاقبة الأمور.
*فلك الولاء يا قائدنا المنصور*
Discussion about this post